الاسكندرية - أ.ف.ب
تنافس خمسة افلام عربية بقوة لانتزاع جائزة مهرجان الاسكندرية لسينما حوض البحر المتوسط، تتمحور موضوعاتها حول قضايا تمس المجتمعات العربية المعاصرة، من ذاكرتها الوطنية الى الاضطرابات والتغيرات السياسية والاجتماعية التي تعيشها حاليا.
وتشارك هذه الافلام الخمسة الى جانب عشرة افلام اخرى من 14 دولة عربية واجنبية، في الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان الاسكندرية لسينما المتوسط.
ويمثل مصر في المسابقة فيلم "الخروج الى النهار" لهالة لطفي. ويتمثل المغرب بفيلم "يا خيل الله" لنبيل عيوش، ومن سوريا فيلم "مريم" لباسل الخطيب، الى جانب الفيلم التونسي "السراب الاخير" لنضال شطا، والفيلم الجزائري "زبانا" لسعيد ولد خليفة.
يتضمن فيلم "الخروج الى النهار" رؤية سياسية تشير الى حالة العجز التي يعيشها المجتمع المصري، وكيف تعمم هذه الحالة نفسها على المجتمع كله فتصيبه بالشلل. وتطرح هذه الفكرة من خلال قصة اب مريض يؤدي موته الى انفتاح افاق الحياة امام ابنته واسرته.
وويرصد الفيلم المغربي "ياخيل الله" تيارات العنف في صفوف حركات الاسلام السياسي في المغرب، ودور الجهل والفقر والتخلف في فتح الابواب واسعا امام انتشار هذه الافكار.
ويقدم الفيلم السوري "مريم" حياة ثلاثة اجيال قدمت من خلالها ثلاث محطات سياسية فارقة في التاريخ السوري بسمة عامة. بدأ من تفكك الدولة العثمانية ابان الحرب العالمية الاولى، ومرورا بحرب الخامس من حزيران/يونيو 1967، وانتهاء بالنزاع القائم الآن في البلاد منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس 2011.
ويحمل الفيلم مسؤولية ما يجري في سوريا خلال العامين الاخرين الى "النتائج الاخلاقية" التي ترتبت على هزيمة الخامس من حزيران/يونيو بعيدا عن رصد اي من العوامل الداخلية، السياسية والاقتصادية والمعيشية، التي ادت الى تفجر الاحتجاجات.
ويصور الفيلم الجزائري "زبانا" حياة المناضل الجزائري احمد زبانا، وهو من اول المعتقلين الذين تم اعدامهم في المقصلة. ويصور من خلال قصته النضال الجزائري، والانشقاق داخل المجتمع الفرنسي بين مؤيدي استعمار الجزائر ومعارضيه.
اما الفيلم التونسي "السراب الاخير" فانه يدور ضمن اطار بوليسي وتحت تاثيرات حرب العراق بحثا عن العودة الى تراث عربي اصيل رفد الحضارة العالمية في حينه بالكثير من الاكتشافات.
ويصور الفيلم ذلك من خلال بحث فريق بوليسي عن مخطوطة تشرح نظرية التطور قبل داروين بأكثر من ألف عام.
ومن الافلام الاجنبية التي تنافس بقوة ايضا على جوائز المهرجان الفيلم الايطالي "العيون الزرق" لكلاوديو جيوفانسي الذي افتتح المهرجان.
ويتطرق هذا الفيلم الى التناقض الذي تعيشه عائلة مصرية مسلمة في المجتمع الايطالي بكل قيمه المغايرة، وقيام الام المصرية بدور المحافظ على التقاليد من خلال محاولاتها المتكررة منع ابنها من الزواج بفتاة ايطالية.
لكن الشاب المهاجر لا يعبأ بما تمليه امه عليه من تقاليد وينطلق في حياته كما يشاء، الا انه يعود ويتقمص دور امه مع اخته التي يشدها تقارب مع صديقه الايطالي.
ومن الافلام اللافتة ايضا، الكرواتي "سكوت" للوكاس نولا الذي يصور حياة فتاة تسعى الى السعادة وسط عائلة ممزقة تميل الى العنف، لتصور مجتمعا جديدا نشأ بعد تفكك يوغسلافيا السابقة.
أرسل تعليقك