القاهرة - العراق اليوم
مع عرض الحلقة الأولى من مسلسل «الفتوة»، توالت ردود الأفعال الإيجابية حول العمل، وسط إشادة من غالبية المشاهدين بالأداء التمثيلى لبطله ياسر جلال، إلى جانب الديكور والملابس والتصوير وغيرها من العناصر الدرامية التى سافرت بالجمهور فى رحلة عبر الزمن إلى مصر قبل نحو ١٥٠ عامًا، حيث زمن «الفتوات والحرافيش» فى حى الجمالية.
■ أثارت الحلقة الأولى من مسلسل «الفتوة» صدى إيجابيًا كبيرًا بعد عرضها.. ماذا يمثل لك ذلك؟
- الحمد لله، ردود الأفعال التى وصلتنى من المقربين وعدد كبير من الجمهور حول الحلقة الأولى أكثر من ممتازة، وسط إشادة بالأداء التمثيلى لجميع المشاركين، والديكورات التى عبّرت عن «مصر المحروسة» قبل نحو ١٥٠ عامًا، إلى جانب مشاهد الحركة المتقنة، وأعد الجمهور بمفاجآت أكثر فى الحلقات المقبلة، وأتمنى أن يستمر المسلسل فى جذب إعجاب كل المشاهدين.
■ رغم عرض سيناريوهات أعمال كثيرة عليك عقب «لمس أكتاف» اخترت «الفتوة».. ما السر؟
- العمل ككل ليس عاديًا على الإطلاق، وحين عُرض علىّ وجدته مختلفًا عن كل الأعمال التى قدمتها خلال السنوات القليلة الماضية، بداية من «ظل الرئيس» حتى مسلسلى الأخير «لمس أكتاف»، وذلك لتمتعه بالعديد من المميزات، على رأسها رسم شخصيات من قلب الحارة المصرية من لحم ودم، وبها الكثير من صفات «أولاد البلد».
والمسلسل يمثل «تجديدًا» بالنسبة لى، فكل الشخصيات التى قدمتها فى أعمالى السابقة، على اختلاف طبيعتها، بعيدة كل البعد عن الشخصية التى أجسدها فى هذا الزمن القديم جدًا، الذى صاغ تفاصيله بدقة السيناريو والحوار الذى كتبه هانى سرحان، كما أنى سعيد بتكرار التعاون مع المخرج حسين المنباوى، وكل طاقم العمل المشارك فى المسلسل، لذا كان من الصعب ترك تلك الفرصة مع كل هذه المزايا.
■ هل فكرت فى إمكانية عقد البعض مقارنات بين المسلسل وأعمال درامية أخرى تناولت زمن الفتوات؟
- بالطبع هناك العديد من الأعمال العبقرية التى قدمها أساتذة من قبلى عن هذا الزمن القديم جدًا، لكننا فى «الفتوة» نقدمه بشكل مختلف فى كل المفردات، من حوار وديكورات وملابس ومعالجة، حتى لا نكرر ما قدمه كبار النجوم، والمسلسل يقدم «مصر اللى بجد»، ويُعد عملًا مصريًا خالصًا.
■ تهتم دائمًا بفكرة الرسالة الفنية فى العمل.. ما الذى تقدمه لجمهورك فى «الفتوة»؟
- المسلسل يركز على روعة وجمال الحارة المصرية وإظهارها فى شكل مميز، ويتطرق إلى العادات والتقاليد المصرية الرائعة التى يتحلى بها سكانها، وبعض منها لا يعرفه جيلنا والجيل الحالى.
حتى «الأكشن» تعمدنا تقديمه دون استخدام سكين أو إسالة دماء على الإطلاق، مع التركيز على حل أى مشكلات أو خلافات بـ«الأصول» والرجوع إلى «كبار الحارة». باختصار نقدم الحارة المصرية فى «شكل شيك» بعيدًا عما ألُصق بها خلال الفترة الماضية.
■ وماذا عن شخصية «حسن الجبالى» التى تقدمها فى المسلسل؟
- «حسن الجبالى» هو أشهر «مبيض نحاس» فى حى الجمالية، يحمل صفات أبناء الحارة القديمة، وشهامة «أولاد البلد»، ويسعى دائمًا لاسترداد حقوق الغلابة بكل طريقة ممكنة.
■ هل واجهتك أى صعوبات فى أداء مشاهد «الأكشن»؟
- «الأكشن» فى المسلسل يعتمد على القوة البدنية والعضلية، لأن السلاح المستخدم هو «النبوت»، لذلك تدربت كثيرًا على استخدامه حتى تمكنت منه، بالإضافة إلى أداء مشاهد الحركة والقتال المتلاحم بالأيدى، الذى يحتاج لمزيد من التدريب، بجانب وجودى الدائم فى «الجيم».
وبالمناسبة اعتمدنا على القتال الحقيقى بـ«النبوت»، وليس تكنيكات التصوير أو تقنيات الجرافيك، فكنا نضرب الضربة كما لو كانت حقيقية، وعلى كل ممثل أن ينافس الآخر فى ذلك، الأمر الذى أدى لتعرضنا لإصابات نتيجة إصابة الضربة لالشخص، وأنا على المستوى الشخصى تعرضت لإصابة جراء ذلك.
■ يضم طاقم العمل كوكبة كبيرة ومميزة من الممثلين.. كيف كان تعاملك معهم؟
- تحية وشكر لكل هؤلاء الممثلين الكبار، بداية من النجمة القديرة التى لا أستطيع الحديث عن مكانتها، الفنانة الكبيرة إنعام سالوسة، إلى جانب الممثلين الكبيرين رياض الخولى وأحمد خليل، اللذين يمثلان إضافتين وركنين أساسيين فى العمل، فضلًا عن الجميلتين مى عمر ونجلاء بدر وظهورهما بشكل مميز للغاية، كما أخص بالذكر والشكر كلًا من الفنان القدير مجدى فكرى، والأستاذ عهد فضلى، وغيرهما الكثير.
■ وماذا عن تعاونك مع أحمد صلاح حسنى للمرة الأولى؟
- أتوقع أن يكون أحمد صلاح حسنى فى موقع تمثيلى مختلف عقب هذا الدور، ورغم أنها المرة الأولى التى أعمل معه، شعرت كما لو كان شقيقى، وكان دائمًا فى كتفى، وظهرت موهبته القوية فى التمثيل، وقدم دورًا عظيمًا سيشاهده الجمهور على الشاشة بشكل مميز، ورأيته سعيدًا بى للغاية ويدعمنى، فى الوقت الذى قدم فيه بطولته المطلقة الأولى مؤخرًا.
■ هل هناك أى «مفاجآت تمثيلية» سيفرزها المسلسل؟
- هناك أكثر من مفاجأة أتركها للجمهور كى يشاهدها، والجميع كان على قدر المسئولية وقدموا أفضل ما لديهم، لكن أحب أن أشير إلى روح الكوميديا فى المسلسل، من خلال شخصية «الصبى بتاعى» فى المسلسل «حنوقة»، التى يجسدها الممثل الشاب عبدالرحمن القليوبى، وسيكون مفاجأة كبيرة خلال الحلقات المقبلة، إلى جانب مها نصار ومحمود حافظ اللذين يقدمان دورين مهمين فى العمل، وكذلك هنادى مهنى وأحمد خالد صالح، اللذين يقدمان قصة حب رائعة خلال الأحداث.
■ كيف صنعتم الديكورات التى تعبر عن مصر «المحروسة» قبل ١٠٠ عام بهذا الإتقان؟
- الديكورات من أعظم عناصر المسلسل، وأشكر من كل قلبى المهندس أحمد عباس على كل العبقرية التى قدمها فيها وجعلتها «حقيقية وبجد»، فحين تراه تشعر بأنه من حارات مصر العتيقة على حقيقتها، وليس ديكورًا مبنيًا ومخصصًا لعمل درامى، فكل زاوية به توحى بالعراقة كما لو كان أثريًا.
وكان لذلك أثر وانطباع كبير على الممثلين، وجعلهم يشعرون بأنه يعطينا روحًا إيجابية وطاقة دفع لإخراج المسلسل فى أفضل صورة، ويتصل مع ذلك الملابس الرائعة من إبداع مصممة الأزياء مونيا، وهو ما ظهر بداية من «البرومو»، وجعلنا مثل أولاد العصر الذى نتحدث عنه بالضبط، الأمر الذى يسهم فى تصديق الجمهور ما نقدمه.
ولذلك كله، كنا نفاجأ أثناء التصوير بين الحين والآخر بوجود وفود دبلوماسية ومندوبى سفارات وسفراء دول كثيرة يأتون لزيارة «اللوكيشن»، ويبدون سعادتهم الغامرة وتمنياتهم بزيادة الأعمال التى تعبر عن هذه الفترة الزمنية من تاريخ مصر، وهو ما كان دافعًا لنا وكنا نعتبره «بشرة خير» لنا جميعًا على نجاح المسلسل قبل عرضه.
■ ما الدور الذى لعبته شركة «سينرجى» منتجة العمل للوصول إلى هذه الدرجة من الاحترافية؟
- يجب أن نتوقف كثيرًا عند شركة «سينرجى»، وكيف قدمت درسًا فى معنى الإنتاج الاحترافى، والإنفاق بضخامة، لكن كل جنيه فى موضعه، وكيف تستثمر الميزانية لصالح عمل درامى يجذب الجمهور وقت عرضه. وأود تقديم الشكر لكل من الأستاذ تامر مرسى، رئيس مجلس إدارة المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، وحسام شوقى، المشرف العام على «سينرجى»، والمنتج الفنى فتحى إسماعيل، فلم يبخلوا على العمل بشىء، وكانت لديهم رغبة كبيرة لخروجه بهذا الشكل المميز الذى أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.
■ متى ستنتهون من تصوير المسلسل؟ وما الإجراءات التى اتخذتموها للوقاية من «كورونا»؟
- سننتهى خلال هذا الأسبوع، وساعدنا فى ذلك بدء التصوير مبكرًا، وسيرنا فيه بطريقة مريحة، دون التعرض للضغوط الشديدة الناتجة عن ضيق الوقت، وسط اتخاذ إجراءات مشددة فى «اللوكيشن»، من تعقيم وتطهير كل ركن، ووجود طبيب دائم يطمئن على صحة كل الموجودين ويقيس درجات حرارتهم.
■ وماذا عن أغنية المسلسل بصوت أحمد سعد؟
- أشكر أحمد سعد للغاية على مجاملته الرائعة، فبعدما أثار «برومو» و«بوسترات» المسلسل إعجابه، قرر تقديم أغنية للمسلسل بصوته الجبار.
■ متى ستقع فى شباك شقيقك رامز جلال؟
- لن يحدث، «رامز» شقيقى وحبيبى وتربينا معًا وقضيت معه كل فترات طفولتى فى المنزل، وأعرف كل ما يقوم به، فكيف أكون «فريسة» له؟، ولكن على المستوى الشخصى أنا سعيد بنجاحه خلال السنوات الماضية، وأتمنى له دوام التوفيق.
■ هل ستتواجد فى السينما قريبًا؟
- أحب النجاح، ونجاح أعمالى الأخيرة دفعنى للتدقيق والبحث عن الأفضل، لذلك حين أجد العمل الجديد الذى يضيف ويحقق لى النجاح سأخوض التجربة، وهناك فكرة نعمل عليها بعد المسلسل وأتمنى أن تخرج للنور.
أرسل تعليقك