مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا للوحاتهن
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا للوحاتهن

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا للوحاتهن

الرسم على جدران سجن "صدام حسين"
دمشق ـ نور خوام

على الرغم من الحياة الكئيبة التي يحياها بعض النازحين السوريين من الحرب التي اتخذت منعطفًا أسوأ في بلادهم، إلا أنهم يسعون للحصول على متنفس من الإبداع من خلال فنون الرسم على الجدران التي تعبر عن المأساة التي يعيشونها.

وينطبق هذا الحال على السوريين المقيمين في مخيم للاجئين في مقر السجن العراقي السابق لصدام حسين، والملقب بـ"القلعة"، وبالرغم من أنه مكان كئيب يحيط بجنباته التطرف، إلا أن اللاجئات المراهقات يتخذن منه مشروع رسم استثنائي يحول جدرانه بالكامل ويغير حياة أبناء المخيم.

فعلى سبيل المثال نجد اللاجئة الكردية نوروز، البالغة من العمر 14 عامًا، وهي ترسم صبي غارق في الدماء، ويتدلى من حبل المشنقة، وساقيه المربوطتين تتدلي بالقرب من ألسنة النار، وتعبر الفتاة من خلال هذا الرسم عن التمثيل المروع للحرب، حيث اضطرت عائلة الفتاة إلى الفرار من دمشق عام 2012، عندما اتخذت الحرب في سورية منعطفًا نحو الأسوأ.

وهربت الفتاة برفقة والديها في حافلة مكتظة بالركاب مع عائلات أخرى بحثا عن الأمان، حيث سافروا إلى الشمال الذي يسيطر عليه الأكراد، ولكنهم لم يشعروا بالأمان، وذكرت نوروز "كان هناك حقل نفط بالقرب من منزل عائلتي، وكنا قلقين أن تهاجمه عناصر داعش، ولذلك قررنا في آب/أغسطس 2013، السفر إلى العراق والاتجاه صوب أحد مخيمات اللاجئين الثمانية".

ويسجل الشهر المقبل مرور عامين منذ بداية النزوح الجماعي لأكثر من 251.499 سوري في العراق، وبينما عاد بعضهم إلى منازلهم، لا يزال يخشى الكثيرون حزم حقائبهم والعودة إلى أرض الوطن، ويعيش هؤلاء اللاجئين في مخيم القلعة، وهو حصن يشبه المبنى وكان يستخدم كسجن في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ويعتبر الآن موطنًا لـ 1.470 سوري.

وعلى الرغم من أن "القلعة" تعبر عن الذكريات القاتمة لجرائم صدام ضد الأكراد، إلا أن جدرانه المهجورة تستخدم الآن بمثابة قماش أبيض للرسم، من قبل 12 فتاة مراهقة يتملكهن الشغف بالفن، ويمول المشروع الذي يحمل اسم  "قلعة الفن" منظمة إنسانية صغيرة تسمى مؤسسة صعود، التي تساعد الأطفال لأكثر من عام على الحصول على علب الرش وبكرات التلوين،من أجل التعبير عن العواطف والإبداع، بدلاً من قمعهم.

ويوضح مدير "صعود" توم روبنسون أن " قلعة الفن تأسست من أجل تعزيز الإحساس بالانتماء للمجتمع داخل الهيكل المهيب والغير ملهم الذي أصبح الآن موطن لمئات العائلات، ويوفر منفذا إبداعياً فريداً لهؤلاء الشباب والفنانين الطموحين".

ويغرق زمرة من الأطفال في الطلاء في فناء "القلعة" الشاسع، الذين يستعينون بالدرج  صعودا وهبوطا في سباق متحرك لتغطية الجدار الكئيب ببصمات أياديهم الخضراء الزاهية، وعندما تنتهي جلسات الرسم الخاصة بهذه الزمرة، ينضم إليهم 20 طفلا آخر في سبيل تحويل زاوية أخرى من مبنى "القلعة" إلى لوحة جدارية نابضة بالحياة.

ويؤكد روبنسون أن "النتيجة الأكثر دائمة للمشروع هي التحول الذي يمر به الطلاب، بدءا من المهارات التي يكتسبوها حتى الصداقات التي يكونوها"، وفي الوقت الذي غير المشروع من واجهة المبنى نحو الأفضل، إلا أنه عمل أيضا على تضميد جراح الحرب بالنسبة لكثير من اللاجئين الشباب، كما يوفر لهم نوعا من العلاج، وكانت تعبر أول اسكتشاتهم الفنية في كثير من الأحيان عن التمثيل القاتم للحرب، بما في ذلك صور المدنيين الذين قتلوا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا للوحاتهن مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا للوحاتهن



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 06:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050

GMT 00:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث تصميمات ديكورات حدائق المنزل العصرية

GMT 11:09 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

بريطانية منعت الماء منذ 20 عامًا عن شعرها الطويل

GMT 09:20 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بطلة فنون قتالية تُلقّن لصًا درسًا لن ينساه في البرازيل

GMT 14:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البولندي كوبيستا يعود لسباقات فورمولا-1 في 2019 من بوابة ويليامز

GMT 15:36 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السويسري شاكيري يكشف سبب رحيله عن بايرن ميونخ

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شاكر يؤكّد تنفيذ مصر أوّل محطة نووية في الضبعة

GMT 08:13 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إندونيسيا تعلن تحطم طائرة ركاب في بحر جاوة

GMT 02:55 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على 6 محطات مهمة فى حياة الأميرة شيوه كار
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq