الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى ارحموا عزيز قوم ذل
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أوضح لـ"العرب اليوم" المعاناة التي لاقاها من الساحرة المستديرة

الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى "ارحموا عزيز قوم ذل"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى "ارحموا عزيز قوم ذل"

النجم موهوب الغزواني
الرباط - بشرى بلال

لن يصدق من يتوجه إلى محطة وقوف سيارات الأجرة "تاكسي كبير" في عين السبع في مدينة الدار البيضاء أن أحد سائقيها كان أقوى جناح أيسر بين لاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، بل وأول من أهداه هدفًا رائعًا سجّله في شباك منتخب بلغاريا في مونديال ميكسيكو سنة 1970.

تتعلق المأساة بالنجم موهوب الغزواني، اللاعب الدولي السابق الذي صال وجال في ملاعب الساحرة المستديرة في سبعينات القرن الماضي، حاملًا القميص الوطني في أكثر من 70 مباراة دولية، سجل خلالها 25 هدفًا كانت وراء تأهل المنتخب المغربي في مناسبات عديدة، وهي إنجازات لم يعد يتذكرها هذا الجيل بعد أن فضل الرجل الانزواء منذ اعتزاله بعيدًا عن الأضواء.

التقاه موقع "المغرب اليوم"  ليروي له عن حكايات معاناته مع النسيان، وكيف عصفت به الرياح بعد مغادرته عالم الساحرة المستديرة.

 نشأ موهوب الغزواني من مواليد سنة 1946، وترعرع في الحي المحمدي وبالضبط في درب حي مولاي شريف في البيضاء، حيث تفتقت موهبته من خلال ملاعب الأحياء.. كان مولعًا بكرة القدم،عاشقًا للتحدي مع الفقر والظروف الصعبة التي مر بها.وامتلك مؤهلات كروية عالية في وقت لم يكن يتعدى 14 ربيعًا.و يحكي موهوب أن أصدقاءه اللاعبين اتفقوا آنذاك على الالتحاق بالفئات الصغرى لفريق الاتحاد البيضاوي "الطاس" لكرة القدم، إلا أنه أبى خوفًا من عقاب والديه الذين كانا يرفضان ذلك..

وشاء القدر أن يواصل طموحه في عالم الساحرة المستديرة بفضل تشجيعات الفنان "بوجميع" عن الفرقة الغنائية "ناس الغيوان"، والذي حثه على الالتحاق بفريق "الثبات" ضمن القسم الوطني الثالث، حيث استهل الغزواني مشواره الكروي باللعب مع فئة الصغار والفتيان، قبل أن تترصده أعين المدرب الراحل والأب الروحي لفريق "الطاس" العربي الزاولي، الذي صقل موهبته إلى أن أصبح من أعمدة فريقه وأقوى جناح أيسر بين لاعبيه.

 ودفع علو كعب الرجل الموهوب، المدرب الفرنسي كليزو إلى استدعائه على عجل ليعزز صفوف منتخب الأسود، فلبى الغزواني نداء الوطن، وشارك رفقة منتخب الأسود في مونديال ميكسيكو 1970، وهناك صنع أجمل الأهداف.

وشارك موهوب الغزواني مع المنتخب المغربي في 70 مقابلة رسمية، من بينها إقصائيات الألعاب الأولمبية سنة 1968، وإقصائيات كأس العالم سنة 1970 بميكسيكو، يليها إقصائيات كأس أفريقيا سنة 1970 في السودان، وإقصائيات منافسات الألعاب الأولمبية سنة 1972، ثم إقصائيات كأس أفريقيا في إثيوبيا 1976 وغيرها.

ويحكي موهوب الغزواني أنه تلقى عرضًا من فريق مارسيل الفرنسي، إلا أن إدارة نادي الجيش الملكي رفضت العرض، فقرر مقاطعتها احتجاجًا على ذلك، وهو قرار قال إنه دفع ثمنه غاليًا بعد أن اتخذ في حقه الفريق العسكري عقوبة التجنيد الإجباري عقابا على هذا القرار.

ويقصّ الغزواني أنه بعد اعتزاله الكرة سنة 1983، اضطر إلى العمل كسائق لدى شركة "سانطراليتيير" بعد أن وجد نفسه متخلى عنه، ويتذكر اللاعب بحسرة وهو يقول " حين كنت نجمًا داخل المنتخب، اعتقدت أن الكرة المغربية ستنصفني ولن تتخلى عني.. كرست حياتي من أجلها، ومثلتها أحسن تمثيل في الملتقيات الدولية، اعتقدت أن بعد اعتزالي سأجد عملًا يناسب قيمتي وتاريخي الكروي.. إلا أني صُدمت بواقع آخر، اضطررت خلاله إلى العمل سائقًا في شركة منتوج الحليب "سانطراليتيير" لمدة 14 سنة، إلا أنني حوربت وطردت من العمل بسبب كرة القدم، فالذي اتخذ هذا القرار كان هو الحاج عبد اللطيف العسكي المسير السابق لفريق الرجاء، مع أنني انتدبت لاعبي فريق شركة "الحليب". 

وتوقف الغزواني فجأة والدموع تنهمر على خديه، ليضيف قائلًا "حين طًردت من العمل، اشتغلت سائقًا لسيارة أجرة "تاكسي كبير"، "ماعندي لا كونجي، لا صيف، لا شتا، لا تعويض"، تعرضت لوعكة صحية خطيرة، بسبب الانهيار النفسي والمعنوي الذي حل بي بعد الاعتزال، كنت طريح الفراش لمدة طويلة بسبب إصابتي بمرض سرطان الدم، لولا الالتفاتة الرمزية التي قامت بها مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين. الآن أنا عاطل عن العمل بعد أن سحب مني صاحب سيارة الأجرة الرخصة بسبب حادث سير تعرضت له.

واستطرد الغزواني قائلًا " كرهت كرة القدم، وأطالب باللجوء الرياضي، فالمجال الذي كرست حياتي من أجله، أهملني بل والأكثر من ذلك أن الجامعة الملكية لم تعد تتذكر لاعبًا اسمه موهوب الغزواني، وسأرفع ضدها دعوى لدى المحكمة الرياضية إن تمادت في تجاهلي".

وختم اللاعب الدولي السابق موهوب الغزواني كلامه بنبرة مؤثرة، وهو يرثي حاله ومصيره الذي مايزال مجهولًا.. فالرجل الذي حمل القميص الوطني في أكثر من مناسبة، يبحث الآن عن لقمة عيش يسد بها رمقه وهو في خريف العمر.

الغزواني الذي تلاعب بالخصوم تلعب به الأيام، ومن يتنكر لرجال الماضي الجميل يصنع حاضرا بلا نكهة، والغزواني الذي يعد جزءًا من ماضي كروي مشرق، لسان حاله يقول، يامن ترون وتسمعون ، ارحموا عزيز قوم ذل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى ارحموا عزيز قوم ذل الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى ارحموا عزيز قوم ذل



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:56 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة: هاني مظهر

GMT 07:16 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الأقمشة المخملية تعود من جديد بتصميمات كلاسيكية جذابة

GMT 05:13 2013 الأحد ,30 حزيران / يونيو

السمر يمتلكون جاذبية وإثارة غير طبيعية

GMT 11:41 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

جمالي تهنئ المملكة السعودية بعيدها الوطني ال88

GMT 19:04 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

تغيير نظام صعود برج إيفل يزعج السياح

GMT 09:36 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أول صورة من حفل زفاف الخليل كوميدي

GMT 00:33 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

أمير الشمالية يشارك ‫أيتام عرعر طعام إفطار رمضان

GMT 17:51 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

شخص يقتل شقيقة زوجته لسبب صادم في مركز مطاي

GMT 09:00 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

بيرين سات تتوجّه إلى لوس أنجلوس لإخفاء حملها

GMT 00:34 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

صابرين تكشف سبب نشاطها في السينما والتلفزيون

GMT 05:09 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

استطلاع يؤكّد أنّه يُنظر إلى ميلانيا ترامب بشكل إيجابي

GMT 16:10 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الكشف عن بند مثير جديد في عقد ليونيل ميسي

GMT 19:51 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رئيس القناة الثالثة يُعلن فصل عزة الحناوي من "ماسبيرو"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq