الرياض: محمد صبحي
لم يمر على الاتحاديين فترة زمنية مستقرة ولو معنويًا، بعد مرحلة إحباطات موسمية متتالية كالتي يعيشها الوسط الاتحادي الآن، مع حالة اطمئنان واسعة لتوجهات هيئة الرياضة بثوبها الجديد، ومعها اتحاد الكرة، نحو فتح الملفات الإدارية المغلقة في دهاليز الأندية، وتناول القضايا المالية العالقة، للبحث عن أسباب تفاقمها وقياس تأثيراتها على مسيرة الرياضة. وجاء الاتحاد في طليعة الأندية التي وضع المسؤولون في الهيئة واتحاد الكرة نصب أعينهم العناية به، فكان إنعاش القلب الاتحادي حالة عاجلة، بعد أن ظل النادي يئن تحت وطأتها منذ أعوام، بفعل التجاوزات المالية الخطيرة التي كادت تهوي بالنادي كاملاً، على الرغم من عراقته وتاريخه العريض، ومدرجاته الكبيرة كقطب كبير من أقطاب الكرة السعودية.
وكاد "العميد" بكل مكوناته وتفاصيله أن يكون ضحية لمرحلة مضت، يبدو أنها لن تعود، وحتى لو عادت مستقبلاً لن تكون بذات الجراح التي تعمقت في الجسد الاتحادي، وتحولت إلى معضلة كبيرة، ككرة النار التي تتقاذفها الإدارات المتعاقبة على مسيرة النادي في الأعوام الماضية، بدون محاسبة أو مراقبة رسمية، في غياب الدور الفاعل للجمعيات العمومية ليس في الاتحاد فقط، ولكن في معظم الأندية السعودية، إذ تحولت هذه الجمعيات، كما نشأت، حبرًا على ورق، ومجالس صورية استعراضية، تبحث فقط عن عدسات المصورين وهتافات الجماهير المغلوبة على أمرها، وما حدث للاتحاد من أزمات مالية طاحنة كادت تعصف بجذور النادي، على المستوى الكروي، على الرغم من عمقها التاريخي، ولازالت خطورتها قائمة على الرغم من الالتفاف الرسمي من هيئة الرياضة واتحاد الكرة، هو نموذج سلبي قد يتكرر أو أنه كان في طور التكرار في أندية عدة، قبل التوجهات المحاسبية والرقابية الجديدة، التي أمست تلوح في وجوه الفاسدين والمتجاوزين ممن كانوا يعبثون في الغرف المظلمة، ويغتالون أحلام الجماهير ومتعة الرياضة، كميدان شبابي نقي لا يعرف سوى التنافس الشريف والروح الرياضية، وكل المعاني الترويحية الجميلة في هذا الصدد.
وسقط الاتحاد في فخ التعادل أمام أُحُد في المواجهة التي جمعتهما، الجمعة، ليواصل مسلسل نزيف النقاط، ما أثار غضب الجماهير التي طالبت بالتعويض في مباراة "ديربي جدة"، أمام الأهلي. ويستعد الاتحاد لمواجهة الأهلي، السبت، على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة المشعة) ضمن منافسات الجولة السابعة من مسابقة دوري المحترفين السعودي.
أرسل تعليقك