مغارة كابليتي منطقة رطبة من العصر الحجري الحديث
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

مغارة "كابليتي" منطقة رطبة من العصر الحجري الحديث

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - مغارة "كابليتي" منطقة رطبة من العصر الحجري الحديث

مغارة "كابليتي"
باتنة - واج

تحتل مغارة خنقة سيدي محمد الطاهر المعروفة بمغارة كابليتي ببلدية وادي الطاقة (باتنة) أهمية كبرى بمنطقة الأوراس حسب رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات السيد عثمان بريكي لأنها تعود إلى العصر الحجري الحديث "نيوليتي" أي الأصول الأمازيغية الرعوية.

فهذه المغارة التي اكتشفها الفرنسي ذي الأصول الإيطالية جون باتيست كابليتي في بداية القرن العشرين وأصبحت منذ سنة 1969 تحمل اسمه تعد -إستنادا لذات المسؤول- من بين المغارات الأولى بشمال إفريقيا   مؤكدا أن بعض الآثار والمصادر تفيد بأن هذه المغارة كانت ملجأ للإنسان الأول في الفترة ما بين 7000 و3000 سنة قبل الميلاد.

وقد وجد كابليتي بهذه المغارة التي عرفت أيضا باسم "فم قسنطينة" وفقا لما أفاد به السيد بريكي -الذي يعد أيضا رئيس شبكة إحصاء الكهوف والمغارات بولاية باتنة- فؤوس حجرية وأشياء من الصوان وقطع من الخزف وكذا أطقم حلي من ريش النعام أخذها معه إلى فرنسا وهي الآن محفوظة بمتحف الإنسان بباريس بجناح ما قبل التاريخ فيما يوجد بعضها الآخر بمتحف باردو (الجزائر العاصمة).

موقع إستراتيجي للمغارة رشحها لتكون موطن الإنسان الأول بالمنطقة

وتقع مغارة كابليتي التي مازالت تثير اهتمام المختصين في علم الأنثروبولوجيا بمنطقة برباقة بجبل تيماقولت على علو حوالي 1540 متر فوق سطح البحر وسط طبيعة أخاذة غنية بالخضرة والماء وهو مكان إستراتيجي أهلها آنذاك يقول المصدر بأن تكون حسب بعض المختصين منذ حوالي 7000 سنة قبل الميلاد موطن الإنسان الأول بالمنطقة ومنهم الأمازيغ الشاوية.

فالأشياء التي وجدت بالموقع ترجح -يقول المتحدث- فرضية أن  الرعاة بالعصرالحجري الحديث كانوا يتخذون هذه  المغارة ملجأ لهم مصحوبين بحيواناتهم وكنوزهم لدى عودتهم من مواسم الرعي السنوية ليتخذوا منها مسكنا صيفيا ومخزنا للمؤونة.

وقد تطور هذا النوع من المأوى ليعرف فيما بعد لدى سكان هذه الجهة بثقليعث أو القلاع المبنية في الصخور حيث تظل آثارها بادية للعيان إلى حد الآن بمرتفعات منطقتي وادي الأبيض ووادي عبدي لتكون شاهدة على أن الأوراس مازال يحتفظ بذاكرة حية عن ماضيه البعيد.

وتشير بعض الدراسات المنجزة إثر الحفريات التي شهدها الموقع منها التي أشرفت عليها تيريز ريفيار وجرمان تيلن رفقة جاك فوبلي بين سنتي 1934 و1936 وهم مختصون في علم الأنثروبولوجيا من متحف الإنسان بباريس وكذا تلك التي قادتها بين سنتي 1968 و1970 كوليت روبي مكلفة بالبحث بالمعهد الوطني للبحث العلمي بفرنسا-يضيف نفس المصدر- إلى تعاقب مجموعات رعوية في تلك الحقب البعيدة على هذه المغارة وكان الرعاة يجدون فيها ملجأ لهم في الربيع و الصيف ليغادروها مع نهاية الخريف وأثناء بدء تساقط الثلوج لأن الطبيعة في هذه المرحلة من السنة تكون أشد قساوة.

أما كابليتي (1875-1978) الذي إستقرت عائلته بالجهة في سنة 1848 فعرف بعشقه الكبير لمنطقة الأوراس حتى أنه أنشأ سنة 1900 أول مطحنة للحبوب بالجهة وتزوج امرأة شاوية إسمها همامة تنحدر من منطقة شير قرب منعة فكان يستغل بالبيع كسماد فضلات الخفاش التي كانت متراكمة مع الأشياء والأدوات القديمة داخل المغارة التي إكتشفها.

وكان أول من عرف عالم الجيولوجيا ر.لافيت بوجودها وقدم له بعضا مما وجده فيها في بداية القرن العشرين من أدوات تعود إلى عهد ما قبل التاريخ.

كابليتي أهم المغارات ال 53 التي أحصيت بباتنة

وفي هذا الصدد  إعتبر رئيس شبكة إحصاء الكهوف والمغارات بولاية باتنة السيد بريكي أن كابيليتي تعد أهم المغارات ال 53 التي تم إحصاؤها إلى حد الآن محليا منذ بضع سنوات.

ويسعى حاليا فريق من المختصين بمحافظة الغابات بباتنة الذي تتكون منه الشبكة لاستكشاف أعماق هذه المناطق الرطبة بامتياز والتعرف عليها وجرد محتوياتها لاسيما وأنها تتوفر كلها على تنوع بيولوجي هام تشكل أنواع مختلفة من الخفافيش قاسما مشتركا بينها .

ويجري التفكير حاليا -كما ذكر السيد بريكي- بشأن طرق تثمين هذه المواقع الطبيعية التي تدور حول بعضها العديد من الأساطير وتحتوي أخرى على حقائق علمية جديرة بالبحث والاهتمام من خلال استحداث مسالك سياحية للوصول إليها بسهولة لاسيما وأن أغلبها يقع بمناطق جد وعرة.




 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغارة كابليتي منطقة رطبة من العصر الحجري الحديث مغارة كابليتي منطقة رطبة من العصر الحجري الحديث



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:25 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أشرقي بفساتين الترتر كالنجمات بسهراتك

GMT 06:13 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

بي أم دبليو" تكشف عن سيارة ميني المكشوفة 2016

GMT 22:07 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

فيكتوريا بيكهام تظهر بإطلاله جذابة في نيويورك

GMT 13:05 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

فريق مرسيدس يؤجل استخدام تحديثات وحدة الطاقة

GMT 01:33 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 00:57 2014 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

آلاف العناكب في منزل مهرب كبير للزواحف في فرنسا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq