حياة جديدة تكتب للنفايات في أكرا من المكبّات إلى الفنادق الفخمة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

حياة جديدة تكتب للنفايات في أكرا من المكبّات إلى الفنادق الفخمة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - حياة جديدة تكتب للنفايات في أكرا من المكبّات إلى الفنادق الفخمة

النفايات في أكرا
أكرا ـ العرب اليوم

لا خيار أمام مئات الرجال والنساء والأطفال في أكرا سوى نبش القمامة بحثا عما قد يستخرج منها لإعادة بيعه بأسعار بخسة، غير أن الطالب جوزيف أووا-داركو يحلم بتقديم حياة أفضل لهم بفضل مشروعه القائم على إعادة تدوير القطع لصنع أثاث فاخر.

ولد جوزيف البالغ من العمر 21 عاما في لندن وهو أسس مع إحدى زميلاته في الجامعة المنظمة غير الحكومية "أغبوغبلو.شاين إنيشيياتف" بهدف إعادة تدوير المواد المبتذلة لاستخدامها في صناعة أثاث فاخر مع تقديم دورات تدريبية وفرص عمل لنابشي القمامة المعروفين محليا بـ "سالفادجرز".

وتنتشر القمامة في موقع أغبوغبلوشي الشاسع في ضواحي أكرا، من أكياس بلاستيكية وأسلاك وزجاجات وأحذية بالية تتكدس إلى جانب أجهزة تلفاز مكسورة أو لوحات مفاتيح قديمة. ويقوم النابشون بحرق الأسلاك والنفايات الإلكترونية وسط دخان خانق لاستعادة النحاس وغيره من المعادن. وعلى مقربة من الموقع، بتجول أطفال وتبحث حيوانات عما يمكن أكله ويفكك رجلان سيارة أجرة قديمة بواسطة مطرقة وإزميل. وفي غياب بيانات دقيقة، يقدر عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذا الحي البائس بحوالى 40 ألفا. ويقول جوزيف "إنه كابوس".

وبيّن تقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2015 أن نحو 64 مليون شخص يرتزقون من إعادة التدوير غير الرسمية للنفايات في العالم والسواد الأعظم منهم يعيش في البلدان النامية. وتشتد وطأة هذه المشكلة في غانا إذ إن هذا البلد الواقع في الغرب الأفريقي يستورد كل سنة حوالى 40 ألف طن من النفايات الإلكترونية.

ومنذ أيلول/سبتمبر، يكثف جوزيف وشريكته سينتيا نوهونجا الجولات المكوكية بين عالمين يفصل بينها بون شاسع، هما حرم الجامعة الخاصة في ضاحية أكرا الراقية المحاطة بالمساحات الخضراء ومكب النفايات. وهما يمولان الجزء الأكبر من أنشطة منظمتهما بمواردهما الخاصة بمساعدة حاضنة للشركات الناشئة استحدثتها جامعة أشيشي ومعونات من تقديم مؤسسة فورد.

واختير 20  نابشا للقمامة هم من الأكثر حماسة وهم يتدربون حاليا على النجارة لصنع مناضد يشتريها فندق فخم في العاصمة. ومحمد عبد الرحيم البالغ من العمل 25 عاما والذي أصله من شمال غانا هو من بين العمال المختارين لهذا المشروع. وهو بدأ ينبش المكب في العام 2008 بمعدل 12 ساعة في اليوم و6 أيام في الأسبوع، في مقابل 4 دولارات تقريبا لليوم الواحد. وأضر هذا العمل بصحته، ملحقا الأذى خصوصا برئتيه. ويصرح الشاب لوكالة فرانس برس "نعاني الأمرين بسبب الحر والدخان". وهو يعاني أيضا من أوجاع في الفخذين بسبب حمل قطع ثقيلة ونقلها للحرق.

ولكن المبلغ الزهيد الذي يكسبه يساعده على إعالة زوجته واطفاله الثلاثة وأمه أيضا. وبالطبع هو يحلم بعمل آخر وحياة أفضل، وقد تساعده "أغبوغبلو.شاين إنيشيياتف" على تحقيق حلمه.

ويدرك جوزيف أن كلّ ما يطمح له سكان أغبوغبلوشي هو "ما نريده جميعنا، أي حياة أفضل". وهو يأمل أن تساعد مبادرته على تحسين ظروف العمل وأيضا حماية البيئة. فمن خلال وهب حياة جديدة للنفايات، يسعى المشروع إلى تخفيض انبعاثات المواد الكيميائية السامة.

وكانت أولى ثمار المشروع ساعة ذات صندوق طويل مصنوعة من هيكل سيارة متفحمة والألومنيوم وقطعة ساعة قديمة من أغبوغبلوشي. وهي قد بيعت لرجل أعمال في العاصمة الغانية. وعرض فندقان فخمان في أكرا شراء هذه القطعة، بحسب جوزيف الذي سرعان ما قرر صنع سلسلة من الساعات المماثلة. وهو يأمل أن يساعد مشروعه مئات النابشين على ترك مكب النفيات لخوض مجال صنع المفروشات وتقاضي راتب لائق ويطمح أيضا لأن تعرض قطع الأثاث هذه في مزادات للسلع الفاخرة.

غير أن طموحاته هذه لا تزال بعيدة كل البعد عن الواقع المرير، الذي يعيشه الشاب محمد صوفو البالغ من العمر 26 عاما والذي يشارك في الدورة التدريبية. فهو أيضا يحلم بمستقبل أفضل لا يضطر فيه إلى حرق البلاستيك للاسترزاق. وهو على قناعة بأنه "سيأتي يوم لا يعود أحد يعمل هنا" في هذا المكب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياة جديدة تكتب للنفايات في أكرا من المكبّات إلى الفنادق الفخمة حياة جديدة تكتب للنفايات في أكرا من المكبّات إلى الفنادق الفخمة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:56 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة: هاني مظهر

GMT 07:16 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الأقمشة المخملية تعود من جديد بتصميمات كلاسيكية جذابة

GMT 05:13 2013 الأحد ,30 حزيران / يونيو

السمر يمتلكون جاذبية وإثارة غير طبيعية

GMT 11:41 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

جمالي تهنئ المملكة السعودية بعيدها الوطني ال88

GMT 19:04 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

تغيير نظام صعود برج إيفل يزعج السياح

GMT 09:36 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أول صورة من حفل زفاف الخليل كوميدي

GMT 00:33 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

أمير الشمالية يشارك ‫أيتام عرعر طعام إفطار رمضان

GMT 17:51 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

شخص يقتل شقيقة زوجته لسبب صادم في مركز مطاي

GMT 09:00 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

بيرين سات تتوجّه إلى لوس أنجلوس لإخفاء حملها

GMT 00:34 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

صابرين تكشف سبب نشاطها في السينما والتلفزيون

GMT 05:09 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

استطلاع يؤكّد أنّه يُنظر إلى ميلانيا ترامب بشكل إيجابي

GMT 16:10 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الكشف عن بند مثير جديد في عقد ليونيل ميسي

GMT 19:51 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رئيس القناة الثالثة يُعلن فصل عزة الحناوي من "ماسبيرو"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq