أبرزت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم لقاء القمة الذي جمع الزعيمين الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وذلك خلال زيارة السيسي للمملكة مؤكدة أنها جاءت تفاعلا مع الأحداث من أجل حماية الأوطان من كل ما يهدد استقرارها والعمل على إعادة مفهوم «الأمن العربي المشترك».
وأكدت أن التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة بكل ما تحمله من تهديدات ومخاطر بدءا بالعراق وسوريا واليمن ولبنان، وصولا إلى الفوضى السائدة في ليبيا وتداعياتها، ثم تعاظم أزمة غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي استوجبت لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي باعتبارهما قطبي التضامن العربي ومحور ثقله الإستراتيجي لإخراج الأمة من المأزق الراهن الذي يهدد وحدتها وأمنها واستقرارها وتفعيل إمكاناتها في مواجهة الخطر الإرهابي الذي يهددها.
وقالت صحيفة (الوطن) إن القمة السعودية المصرية في جدة جاءت في مرحلة تحتاج فيها الأمتان العربية والإسلامية إلى التلاحم والتكاتف؛ للخروج من القضايا التي تزداد تأزما نتيجة ظروف وتطورات وانعكاسات للأوضاع، أثرت سلبا وأدت إلى كثير من الكوارث في عدد من البلاد.
وأضافت في افتتاحيتها اليوم بعنوان "المملكة ومصر.. الأمن والتنمية في لقاء القمة" أنه نظرا لما تمثله الدولتان من ثقل عربي وإسلامي، فإن خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي، سيبذلان كل الجهد من أجل تحديد ملامح ما يفترض السير عليه؛ للتخلص من العقبات التي تعترض المشكلات العالقة في المنطقة، إضافة إلى ما يرتبط بالتعاون بين بلدين يوحدهما الانتماء والمصير.
وتابعت أنه من خلال الزيارة الأولى للرئيس السيسي للمملكة، يتأكد للجميع أنه لا يمكن للمسارين السعودي والمصري أن يتباعدا، خاصة بعد أن أزيح عبء من أرادوا الاستحواذ على قرار مصر، والنأي بها عن محيطها العربي والإسلامي المعتدل، وتحويلها إلى مكان ينشرون منه أفكارهم المتطرفة إلى الآخرين، ولذلك فإن مصر عادت إلى موقعها الصحيح بعد عزلهم.
وأردفت ولأن المملكة تدرك أهمية بقاء مصر في الصدارة، فقد جاءت مبادرة خادم الحرمين لعقد مؤتمر للمانحين من أجل دعم مصر ومحافظتها على المسار العقلاني الذي تحولت إليه منذ الثلاثين من يونيو.
وقالت إنه ليست مبالغة لو قلنا إن من يضعون آمالهم في القيادتين يتجاوزون حدود الدولتين إلى دول المنطقة وربما إلى خارجها، فالسياسة السعودية الواعية والباحثة عن السلام والاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب موضع ثقة لدى كل من يحلمون بحياة آمنة، ومثلها السياسة المصرية في العهد الجديد، فيما يبقى أعداء السلام من أصحاب العنف قلة لابد أن تكشفهم المجتمعات وتتخلص منهم.
واختتمت تعليقها قائلة إنه بناء عليه، حين تلتقي المملكة ومصر، فالجميع يتوسم الخير من اللقاء، وإذا كان العمل المشترك من استثمار واقتصاد وتنمية أمرا أساسيا، فإن الأهم هو ما نادى به خادم الحرمين الشريفين ويسعى إليه دائما من ترسيخ الأمن القومي إقليميا وعربيا؛ لتكون الدول مستقرة، مما يسهم في الارتقاء بالعمل التنموي ليصب في مصلحة الشعوب في نهاية المطاف.
من جانبها، قالت صحيفة (عكاظ) "إن العلاقة التاريخية والأخوية بين المملكة ومصر أمر معروف لا يحتاج إلى تكرار لكن بعض الظروف والمواقف تستدعي الحديث عن الثابت والراسخ تأكيدا له وبيان أثره على الواقع المعاش".
وأضافت تحت عنوان "قمة العمل المشترك" أن المملكة ومصر بلدان كبيران لهما مجالهما الحيوي المؤثر في محيطهما والحضور في خريطة السياسة الدولية والنشاط في التكتلات الإقليمية، فالمملكة قلب العالم الإسلامي وركيزة في الخيمة العربية ومصدر للطاقة العالمية، ويزيد من أهميتها سياستها المعتدلة التي تعمل مع الأشقاء والأصدقاء لتقليل الأخطار في المناطق المتوترة.
وتابعت "ومصر لاعب رئيسي في المجموعة العربية والأفريقية بما لها من رصيد وعلاقات طويلة في العمل الدولي. وقد كانت المملكة السباقة للوقوف مع القيادة المصرية المستجيبة المدركة لخطورة ما تمر به المنطقة من أحداث تهدد أمن الأوطان واستقرارها وتعرقل مسار خطط التنمية الملبية لحاجة الناس وفتح الآفاق أمام تحرك رؤوس الأموال إلى الأسواق الجاذبة، وهذا التفاعل مع الواقع المصري زاد من حيوية العلاقات التاريخية والعمل والتنسيق لمواجهة الأخطار المشتركة".
وأكدت أن لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي يأتي في هذا الإطار المتفاعل مع الأحداث من أجل حماية الأوطان من كل ما يهدد استقرارها والعمل على إعادة مفهوم «الأمن العربي المشترك» بعد أن تعرض للتراجع وقل تأثيره في مواجهة السياسات المناهضة له.
وقالت في ختام تعليقها ومن هذا يتضح أن هدف اللقاء التاريخي حماية الاستقرار ودفع الاضطرابات بعيدا عن الساحة العربية.
بدورها، قالت صحيفة (المدينة) "إنه عندما تزداد التحديات وتتعاظم المخاطر أمام الأمتين العربية والإسلامية فإن الأنظار تتجه إلى المملكة ومصر تطلعا إليهما لمواجهة هذه التحديات والتصدي لتلك المخاطر، فلدى القاهرة والرياض عوامل القوى ومقومات النهوض بأعباء المسئوليات الجسيمة التي تتطلبها المرحلة بعد تنامي ظاهرة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه إلى الحد الذي أصبح يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها وليس بعض بلدانها".
وأضافت أن ذلك هو ما دأب خادم الحرمين الشريفين من التحذير منه عندما طالب المجتمع الدولي قبل نحو عشر سنوات بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وعندما حذر قبل بضع سنوات وقبل تفاقم الأزمة السورية، وحيث أدى تقاعس المجتمع الدولي بما في ذلك القوى العظمى عن الاستجابة لهذه التحذيرات إلى تنامي الظاهرة الإرهابية وتعاظم الخطر الإرهابي بعد توافد الآلاف من عناصر داعش وجبهة النصرة إلى سوريا ثم مؤخرا إلى البقاع اللبناني والمناطق الكردية بعد السيطرة على الموصل.
وأكدت أن هذه التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة بكل ما تحمله من تهديدات ومخاطر بدءا بالعراق وسوريا واليمن ولبنان، وصولا إلى الفوضى السائدة في ليبيا وتداعياتها، ثم تعاظم أزمة غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي استوجبت لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي باعتبارهما قطبي التضامن العربي ومحور ثقله الإستراتيجي لإخراج الأمة من المأزق الراهن الذي يهدد وحدتها وأمنها واستقرارها وتفعيل إمكاناتها في مواجهة الخطر الإرهابي ووضع نهاية لعملية الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة.
وقالت في ختام تعليقها إن القمة التاريخية التي جمعت أمس زعيمي أقوى دولتين عربيتين تكتسب أهميتها كونها أول زيارة للرئيس السيسي للمملكة، إلى جانب توقيتها وأهدافها بما يجعلها مرحلة جديدة في علاقة الشراكة الإستراتيجية بين البلدين إلى جانب ما يعلق عليها من آمال في العمل على نزع فتيل النزاعات الدائرة في العديد من دول المنطقة من خلال ما عرف عن خادم الحرمين الشريفين من حكمة ونظرة ثاقبة وصائبة للأمور وأفق سياسي بعيد يضع في الاعتبار وفي الأولوية المصلحة العليا للأمة.
وقالت صحيفة (الشرق) "إن المستوى الرفيع من التنسيق السعودي المصري - زيارة الرئيس السيسي للمملكة أمس نموذجا - يبعث برسالة اطمئنان إلى عموم دول الشرق الأوسط مفادها أن الدولتين الكبيرتين في المنطقة، بحكم عوامل عدة، قادرتان على عدل الكفة وتشكيل حائط صد منيع للحيلولة دون شيوع الفوضى ودخول نفق الضياع المظلم".
وأكدت أن السعودية ومصر ترفضان أن تحل الفوضى في دول المنطقة، وأن تنتقل من دولة إلى أخرى، كما ترفضان أن تمارس أعمال القتل بحق المدنيين وأن يشوه الدين الإسلامي أو يختطف من قبل متطرفين، ولحكومة المملكة ونظيرتها في مصر جهد في مسألة إطلاق مبادرات تعمل على إشاعة الاعتدال وكبح جماح الفكر المتطرف.
وأضافت أن الدولتين تدركان أن ما يجري في العراق وسوريا وغزة وليبيا واليمن ودول أخرى يضر أشد الضرر بالمنطقة، وهنا تتنامى أهمية التنسيق بين الرياض والقاهرة لمحاولة مساعدة هذه الشعوب على الخروج من دوامة الفوضى الطاحنة التي يراد لها أن تظل فيها.
وأكدت أن القيادتين في البلدين تدركان خطورة الأوضاع الإقليمية وضرورة بذل جهد عربي جماعي للتهدئة وإرساء الاستقرار حفاظا على مصالح ومكتسبات الشعوب .. لافتة إلى أن شعوب المنطقة تدرك تماما أن المملكة ومصر تعملان لأجل مصلحة المنطقة، لذا فإن هذه الزيارات واللقاءات تبعث برسائل الاطمئنان على المستويين العربي والإسلامي.. اطمئنان لوجود قادة لا يرضون باستشراء العنف والفوضى وتشويه صورة المسلمين، وقالت - في ختام تعليقها - "ولقاء خادم الحرمين الشريفين بالرئيس المصري أمس يصب في هذا الإطار".
في سياق متصل، أجمع عدد من رؤساء الأحزاب المصرية على أن التعاون السعودي المصري حائط صد أمام محاولات تقسيم الدول العربية والتدخل في شئونها . وقالوا "إن القمة السعودية المصرية تعد بداية حقيقية لاستعادة مصر لمكانتها العربية بفضل الدعم السعودي المتواصل".
وأوضحوا لصحيفة (المدينة) أن البلدين يقودان قاطرة العمل العربي المشترك في مواجهة المخططات الغربية، والجماعات التكفيرية الإرهابية، ومحاولات العبث بالمقدرات والمكتسبات العربية.
وقال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل إن قمة خادم الحرمين والرئيس السيسي بداية انطلاق لمصر لأداء دورها القومي بعد حالة الاستقرار التي بدأت تسود البلاد، مؤكدا أن مواقف خادم الحرمين في تحقيق هذا الاستقرار لاتنسى.
وأضاف أن القمة تعبر عن استعادة مصر لمكانتها وبداية التشاور حول العلاقات الثنائية والقضايا والأزمات التي تواجه المنطقة العربية وخاصة الإرهاب .. مؤكدا أن القمة ستكون لها تداعياتها الإيجابية على قضايا المنطقة.
من جانبه، قال عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر إن القمة تعكس روح الأخوة والتعاون ووقوف المملكة إلى جانب مصر في الظروف العاصفة التي مرت بها، كما تمثل انطلاقة عملية جديدة نحو تفعيل العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات وحماية المنطقة من الانقسام والاقتتال.
وأوضح أن نتائج هذه القمة ستنعكس سريعا على اتخاذ آليات عربية جديدة لمواجهة الأزمات العربية الطاحنة التي تشهدها الدول العربية، وقال إن التنسيق المصري السعودي من شأنه أن يخدم المصالح العربية العليا بحكم سياسة الدولتين المبنية على عدم التدخل في شئون الاخرين . وأكد أهمية الملفات التي بحثتها القمة، وفي صدارتها الإرهاب والعنف وظهور تنظيمات تسعى لتقويض مفهوم الدولة الحديثة.
بدوره، قال صفوت النحاس الأمين العام لحزب الحركة الوطنية المصرية إن القمة المصرية السعودية تمثل منعطفا جديدا يعيد روح التفاؤل إلى العالم العربي ويؤكد أنهما سيقدمان دائما المثل الإيجابي لأي دولتين عربيتين كنموذج على حسن التعاون والوقوف إلى جانب الأشقاء وقت المحن.
وأضاف أن مواقف السعودية بقيادة خادم الحرمين لن ينساها المصريون لعقود وإن كانت زيارة الرئيس السيسي للمملكة هى زيارة شكر وتقدير فهى في نفس الوقت زيارة مسئولية مشتركة لأكبر دولتين عربيتين تستشعر قيادتاهما الخطر على الأمة العربية من جراء الأزمات المتلاحقة التي تكاد تعصف باستقرار عالمنا العربي.
وأعرب النحاس عن تفاؤله الكامل بأن مردود هذه القمة سيكون إيجابيا وأن التعاون الثنائي بين مصر والمملكة سيكون حائط صد أمام كل المحاولات التي تسعى للعبث بمقدرات العالم العربي.
وفي ذات السياق، قال نقيب الصحفيين المصري الأسبق مكرم محمد أحمد إن قمة خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري تمثل رسالة طمأنة للعالم العربي كله، مؤكدا أن مصر والمملكة تمثلان رمانة الميزان في المنطقة العربية وأن النهج المعتدل والمكانة التي يحظيان بها تؤهلهما للعب دور مهم على الصعيد الإقليمي والدولي وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تعاونا بين البلدين من أجل القضاء على الإرهاب.
ونوه بحرص خادم الحرمين على سلامة الجسد العربي وجدية الرئيس السيسي في التعامل مع الأزمات بحثا عن حلول جذرية لها وفي صدارتها الإرهاب والتكفير والتحديات الاقتصادية. وقال: إن القيادتين السعودية والمصرية تدركان الخطر الكبير من انتشار جماعات العنف والتطرف ودخولها إلي معترك السياسة بهدف تقويض الدول العربية الواحدة تلو الأخرى وقد حذر خادم الحرمين بكل قوة من هذا الخطر ودعا إلى تحمل المسئوليات على كافة الأصعدة لمواجهة خطر الإرهاب مؤكدا أن ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا نماذج تشهد بخطورة الموقف الراهن على الأمة العربية.
وأشار إلى الحرص الذي أبدته القيادة السعودية على أن تظل مصر بمنأى عن الانقسام والاقتتال أو تعمها الفوضى، موضحا أن موقف خادم الحرمين تجاه مصر لم يكن انتصارا لطرف على طرف ولكن انتصارا ودعما لمصالح مصر العليا والعالم العربي، وأكد نقيب الصحفيين الأسبق أن المملكة بقيادة خادم الحرمين ومواقفه القوية والشجاعة حالت دون انقسام العالم العربي في هذه الظروف الصعبة مؤكدا أن الفترة القادمة وبفضل تعاون قوى الاعتدال العربية وفي مقدمتها السعودية ومصر ستشهد تراجعا وبترا لجماعات الإرهاب والعنف.
من ناحية أخرى، كشف لصحيفة (عكاظ) رئيس الجمعة السعودية - المصرية لرجال الأعمال محمد الراجحي النقاب عن دور كبير تلعبه الجمعية حاليا لحلحلة بعض المشكلات التي تواجه استثمارات سعودية في مصر.
ولفت إلى أن الجمعية تتلقى اتصالات عديدة للتواصل مع الجهات المصرية لتقريب وجهات النظر في حل المشكلات التي تعترض العديد من الاستثمارات السعودية في مصر. وأكد أن الجمعية دخلت فعليا في إيجاد حلول لتلك المشكلات، متجنبا ذكر عدد القضايا أو نوعيتها بقوله «إن هناك الكثير الذي تسعى الجمعية للتوسط بشأنه».
ووصف زيارة السيسي للمملكة بالتاريخية والهامة، نظرا لما تمثله مصر في قلب العالم العربي والإسلامي، مضيفا أن الزيارة تأتي في وقت حساس للغاية، نظرا لما تمر به المنطقة العربية من أزمات عديدة.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس المصري ستعزز العلاقات بين المملكة والمصر في جميع المجالات، وعلى رأسها الجوانب الاقتصادية، متوقعا أن تسفر الزيارة عن فتح آفاق الاستثمارات المستقبلية بين الشركات السعودية والمصرية ولاسيما في الجوانب الزراعية والصناعية، مؤكدا في الوقت نفسه أن العديد من الشركات السعودية تتواصل مع الجمعية للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر حاليا، الأمر الذي يدلل على عودة رؤوس الأموال السعودية للدخول في العديد من القطاعات الاقتصادية في المرحلة المقبلة.
أرسل تعليقك