دمشق - العرب اليوم
صمّمت 4 طالبات من قسم "الهندسة الطبية" بجامعة دمشق ؛ جهازاً يتيح إجراء تحاليل طبية إسعافية باستخدام التكنولوجيا ضمن سيارة الإسعاف وعيادات الأطباء والمنزل، بدقة عالية وتكلفة مقبولة، بغية توفير الوقت، للحفاظ على حياة المرضى خصوصا بالحالات الحرجة.
عن المشروع تحدثت الطالبة آية البيطار قائلة: "انطلاقاً من قدسية النفس البشرية، والإيمان بضرورة الحفاظ عليها، كان الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية للمرضى من أسمى أهداف التطور التكنولوجي، وباعتبار أن الحالات الإسعافية هي الأكثر صعوبة؛ لأهمية العامل الزمني بالتشخيص، الذي بدوره سيكون له الأثر الأكبر بمسيرة العلاج التي سترسم للمريض بعد ذلك، فضلاً عن كونه الحد الفاصل بين الحياة والموت في العديد من الحالات؛ ومن هنا أتت فكرة الاستثمار الأمثل للزمن عند التعامل مع الحالات الإسعافية، وذلك من خلال تزويد سيارة الإسعاف بجهاز محمول قادر على إجراء التحاليل الإسعافية الأساسية".
وبوصفها للجهاز وآلية عمله، تقول الطالبة "بتول رواس": "نظراً إلى الخدمة الكبيرة التي يقدّمها الجهاز زاد الإيمان بأهمية تطبيقه، بدأنا التفكير بالأدوات اللازمة لتحقيق الغرض، فوجدنا أن التحاليل الإسعافية بمجملها هي تحاليل (دموية) تتطلب عدة مراحل من تحضير العينات؛ كالتثفيل، والحضن الحراري، ومقياس الطيف الضوئي، وتحاليل الصيغة.
لكون الجهاز الذي قمنا بتصميمه من أهم مزاياه أنه محمول؛ وهذا ما تطلب أن يكون بحجم صغير، لذلك قمنا بدمج الأجهزة الأربعة ضمن جهاز واحد، وبعد فهم الدراسة النظرية وآلية عمل الأجهزة انتقلنا إلى التنفيذ، مع مراعاة تحقيق التوازن بين التكلفة المنخفضة وصغر حجم الجهاز مع فعالية الأداء؛ ففي التحاليل الإسعافية عادة ما نحتاج إلى "المثفلة" للحصول على المصل، ثم حفظه في الحاضنة الحرارية، حيث تؤمّن درجتي حرارة 25 و37 حسب التحليل المراد، وبانتهاء هذه المرحلة تكون العينات جاهزة للقياس، وذلك باستخدام مقياس الطيف الضوئي، وفي هذا المضمار لعب التطور التكنولوجي الدور الأهم من خلال تحويل الحاسوب، أو "الموبايل" بيد المسعف إلى أداة قياس فعالة من خلال الاستعاضة عن الكاشف الضوئي المستخدم عادةً في المخابر بكاميرا بعد وصلها بالهاتف المحمول، أو الحاسوب عبر وصلة USB التي تقوم بالتقاط الصور ومعالجتها، وحساب القيمة بناء على الاختلاف بين شدة الإضاءة في الصورة قبل وضع العينة، وبعدها؛ حيث تم تسخير الهاتف المحمول بعد تزويده بتطبيق الأندرويد كعدسة عينية، وهنا يكمن التميز الذي أضفناه، وبعدها يقوم الهاتف بتخزين المعلومات عن طريق تطبيق الـ"أندرويد"، ثم إظهارها عند الوصول إلى المستشفى".
وعن إمكانية تطبيق وتطوير المشروع، تحدّثنا الطالبة "زهرة منصور" بالقول: "يعدّ الجهاز بشكله الحالي قابلاً للتطبيق؛ حيث تمت تجربته وكان الأداء عالياً جداً؛ فهو يسمح بإجراء تحليل لمريض، أو اثنين كحد أقصى، لكنه قابل للتطوير ليشمل عدداً أكبر من المرضى، ونعمل لأجل ذلك. كما يمكن تطبيقه في عيادات الأطباء والمنازل؛ فهو سهل الاستخدام.
ومن الصعوبات التي واجهت الطالبات أثناء تنفيذ مشروعهن، تقول الطالبة "هلا عثمان": "لم ندَّعِ أننا أول من طرح فكرة المشروع كفكرة نظرية، لكن بالبحث عن جهاز شبيه لما قمنا بتصميمه لم نجد أي جهاز يخدم فكرتنا؛ هذا ما وضعنا أمام تحديات جمة تمثلت بقلة المعلومات، إضافة إلى عدم وجود جهاز مماثل، ليكتمل ذلك كله بصعوبة الحصول على القطع اللازمة التي كانت من أكثر المشكلات التي واجهتنا نظراً إلى فقدانها من السوق، التي إن وجدت فهي باهظة الثمن، لكن إيماننا بالهدف الذي نعمل لأجله، إضافة إلى مساعدة الأساتذة المشرفين على المشروع ذلّل أمامنا الكثير من الصعاب".
وعن رأيها بالمشروع ومدى أهميته، تحدثنا المهندسة "دانا مالو" معيدة في قسم "الهندسة الطبية"، والمشرفة على المشروع، وتقول: "يعدّ المشروع مميزاً وواعداً؛ لتسخيره الإمكانيات المحلية والتطور التكنولوجي من أجل رفع مستوى الرعاية الطبية والصحية بأي مكان يوجد فيه.
أرسل تعليقك