القاهرة - العرب اليوم
الأبناء فى سن المراهقة يقضون معظم وقتهم مع أصدقائهم، وبالتالى فإنهم يكونون عرضة لأن يتأثروا كثيرا بشخصيات أصدقائهم، وبالضغوط التى قد يتعرضون لها منهم ، ولكن بالرغم من ذلك، فعلى الأم أن تتذكر أمرا مهما وهو أن ابنها المراهق لن ينسى القيم التى تعلمها فى المنزل. وبالتأكيد فإنه أحيانا قد ينسى أن يستخدم التفكير الإيجابى للحكم على الأمور بسبب الضغط من أصدقائه، ولكن ستظل القيم التى تعلمها من أمه وأبيه فى المنزل معه طوال الطريق. سيظل المراهقون يتعرضون للضغوطات من أصدقائهم ، كما أن هذا الأمر يعتبر جزءا من مراحل نموهم وتطورهم، مع وجوب الإشارة إلى أن ضغوطات الأصدقاء تلك قد يكون من الصعب على الابن التعامل معها فى كثير من الأحيان. وقبل كل شيء يجب على الأم أن تعلم ابنها المراهق كيف يكون واثقا من نفسه. إن الأهل بصفة عامة يمضون الكثير من الوقت لكى يعلموا ابنهم كيف يبتعد عن المشاكل، فهم يعلمونه التفريق ما بين الخطأ والصواب ويعلمونه أيضا كيف يقاوم الضغوطات المختلفة التى قد يمارسها أصدقاؤه عليه، ولكن كل ما سبق ذكره لا يعنى أنه لن يخطئ. إن الابن المراهق قد يخضع فى وقت ما للضغوطات بسبب رغبته فى أن يكون جزءا من المجموعة، مع اعتبار أن تأثير أصدقاء المراهق عليه يجب ألا يكون دائما تأثيرا سلبيا، وهذا الأمر يعتمد إلى حد ما على رد فعل الابن فى المواقف والتحديات المختلفة. يجب أن تعملى كأم دائما على رفع ثقة ابنكِ بنفسه لأن هذا الأمر سيجعله أقوى ليقاوم الإقدام على فعل أمر ما قد يسبب له المشاكل، مع اعتبار أن تأثر الابن بأصدقائه كثيرا ما يكون نابعا من رغبته في أن يكون جزءا من مجموعة. احرصى على قضاء الكثير من الوقت مع ابنكِ المراهق، وحاولى أن تظهرى اهتمامكِ بالأمور التى يهتم بها حتى لو كانت مختلفة عن الأمور التى قد تهتمين بها عادة. كونى حريصة على حضور نشاطات ابنكِ المختلفة مما سيجعل الابن يشعر أنكِ تحبينه وتهتمين به. يمكنكِ أيضا أن تعلمى ابنكِ كيف يناقش صديقه فى حالة طلب منه أن يقوم بأمر ما ليس مقتنعا به. علمى ابنكِ المراهق أن يقوم باتباع حدسه، وإذا شعر أن القيام بأمر معين ليس صحيحا، فعليه أن يتبع مشاعره وحدسه. على الابن أن يتعلم كيفية الحكم على الأمور بمنطق سليم. ولذلك فمع الوقت يجب أن يتعلم كيف يرفض القيام بأمر يشعر أنه خطأ ومقاومة محاولات الإقناع من صديقه لدفعه للقيام به. شجعى ابنكِ على أن يفكر فى كل الأمور بنفسه، وإذا تم وضعه مثلا فى موقف معين بسبب ضغوطات من صديق له فعليه أن يفكر ما إذا كان هذا الأمر سيسبب له المتاعب أم لا وأن يرفض فى النهاية القيام بالأمر. إن تشجيع ابنكِ المراهق على قضاء الوقت مع الأصدقاء الذين يتمتعون بنفس آرائه ونفس شخصيته هو أمر إيجابى، لأن مثل هذا النوع من الأصدقاء لن يكون ذا تأثير سلبى على الابن. يجب أن تقومى بوضع بعض الحدود للابن، وهذا لا يعنى أن تكون تلك الحدود أو القواعد مجحفة بحقه ، مع الحرص الدائم على أن يفهم جيدا ويعى أن لكل خطوة لها عواقب. عليكِ أن تسمحى لابنكِ المراهق أن يتعلم من أخطائه وأن يتحمل مسئولية أفعاله. على الأم أيضا أن تكون مثالا أمام ابنها أو طفلها فيما يتعلق بتعاملاتها وعلاقاتها مع الآخرين، فيجب أن يرى الابن أن علاقتكِ بأصدقائكِ علاقة صحية، وكيف أنكِ لا تقعين تحت تأثير ضغوطاتهم. كونى حريصة دائما على تقديم الدعم والتشجيع لطفلكِ، وقومى بالثناء عليه عندما يقوم بتحقيق هدف معين.
أرسل تعليقك