ريادة المرأة في المجالات المهنية تفجّر خلافات زوجية
آخر تحديث GMT05:21:44
الأربعاء 9 نيسان / أبريل 2025
 العراق اليوم -
أخر الأخبار

ريادة المرأة في المجالات المهنية تفجّر خلافات زوجية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - ريادة المرأة في المجالات المهنية تفجّر خلافات زوجية

المرأة العاملة
القاهرة - العرب اليوم

نجاح المرأة اللبنانية في مختلف المجالات المهنية بات نموذجاً يُحتذى به في مختلف البلدان العربية، لا بل ريادتها في الأعمال ووصولها إلى مناصب دقيقة وحساسة تتطلّب مستويات فكرية عالية.
وصحيح أنّ عوائق كثيرة لا تزال تواجهها في بيئة العمل لتحقق طموحاتها خصوصاً من ناحية عدم مساواتها بالرجل، إلا أنّ قصص النجاح أصبحت واقعاً لا يمكن الهروب منه ويعكس تغيّرات اجتماعية حقيقية تتطلّب إعادة النظر في دور الرجل والمرأة ضمن المجتمع اللبناني.

وهنا المشكلة. فقصص النجاح هذه كثيراً ما تحمل في طياتها حزناً للمرأة ليس من الناحية المهنية بل العائلية والزوجية تحديداً. فقضايا الطلاق المرتبطة بنجاح المرأة وتفوقها على زوجها كثيرة وإلى تزايد كما يكشف مصدر قضائي في محكمة للأحوال الشخصية لــ»الحياة»، فحتّى القضايا المرتبطة بالخيانة غالباً ما يتبيّن أنّها مرتبطة بموضوع نجاح المرأة وشعور الرجل بالدونية، أي أنّه أقل منها مستوى ولا يستطيع أن يرتقي إلى المكانة التي وصلت إليها، فيلجأ إلى الخيانة مع مرأة أقلّ شأناً يمكن أن تؤمّن له الشعور بالاكتفاء.

ولا يقتصر هذا الموضوع على المجتمع اللبناني أبداً، بل إنّه يخضع للبحث عالمياً. وآخر ما توصلت إليه الرابطة الأميركية لعلم النفس في دراسة لها، أنّ الرجال يغارون من نجاح زوجاتهم، خصوصاً عندما يكون ذلك في المجال الذي فشلوا فيه. فالرجال يمكن أن يشعروا بفقدان الثقة في الذات عندما تتفوّق شريكاتهم في الحياة الاجتماعية أو الفكرية، بينما لا يحدث هذا لدى النساء اللواتي يشعرن بالارتياح أكثر في علاقاتهن حين يفكرّن في تألق أزواجهن.

وقد أجريت الدراسة على ٨٩٦ من الأزواج والزوجات، حيث تبيّن أنّ منافسة المرأة للرجل تنزع منه صفة التفرّد بأن يكون المثل الأعلى في المنزل، خصوصاً في نظر الأبناء، ما يولّد الغيرة لديه. كما أنّ استقلالها المادي يهدد مكانته بالنسبة إلى أطفاله والمقرّبين لا سيما إذا تقلّدت منصباً أعلى من منصبه.
... إلى الطلاق

هكذا إذاً تظهر هذه الدراسة النفسية مدى عمق الموضوع وأبعاده، حيث يشعر الرجل بأنّه مهدد في عقر داره بسلطته وقراراته أيضاً. وذلك يتجلّى على أرض الواقع في لبنان، فالخلافات الزوجية حول نجاح المرأة لا تخفى ولكل منها جوانب خاصة لا بدّ من الالتفات إليها. فالنزاع يمكن أن يبدأ من الرجل كما يمكن أن يبدأ من المرأة التي تجد نفسها ناجحة مهنية. وفي هذا السياق، يخبر فادي كيف تغيّرت معاملة زوجته له منذ بدأت ترتقي في عملها ووصلت إلى منصب مديرة فرع في مصرف مهم. وهو لا ينكر أنّ ذلك دفعه إلى الشعور بالدونية أمامها، فبعد أن كانت محبة وعطوفة عليه وعلى الأولاد استعانت بمربية وخادمة في المنزل وباتت تهتم كثيراً بمظهرها وبخروجها لحضور المناسبات من دون أن يشمله ذلك. وبما أنّ راتبها أصبح أكثر من ضعف راتبه، فقد وجّهت له أكثر من مرة إهانات حول إمكاناته المادية وإنها هي التي تعيل الأسرة.

لم يحتمل فادي هذا النمط من الحياة وقرر ترك المنزل ورفع قضية طلاق، على رغم اعترافه أنه لم يكن هو أيضاً حاضناً لنجاح زوجته وقد وجد صعوبة في تقبّل أنّها قادرة على الإنفاق أكثر منه، وأن لديها التزامات خارج المنزل لا يجد أنّ له دوراً فيها.

وهذه القضية التي لا تزال عالقة في المحكمة، حيث يحاول المسؤولون الروحيون إعادة الوفاق بين الزوجين، تجد صدى لها في قضية أخرى. لكن هذه المرة استطاع الزوج أن يتصدّى لنجاح زوجته المهني فكانت النتيجة أنّ الزوجة هي التي تقدّمت بطلب طلاق. فأمينة حاملة شهادة دكتوراه في إدارة الأعمال، واستطاعت خلال حياتها المهنية أن تجني ما يكفي لفتح شركة خاصة تكون هي على رأسها، خصوصاً أنها تتمتع بالإمكانات لتحقيق ذلك. لكن زوجها توقّع النتيجة التي يمكن أن تحصل، فهو موظّف براتب مقبول لكن زوجته ستكون مالكة لشركة. وهنا دبّ الخلاف، حيث حاول زوج أمينة ليس فقط التصدّي لحلم إطلاق الشركة بل منعها من العمل على الإطلاق، وحجته أنّ هناك طفلين في المنزل يحتاجان إلى رعاية، وهو أيضاً يرغب بأن تكون زوجته في المنزل حيث يعود من العمل ويكون لها الدور التقليدي. وتقول أمينة: «كان أمامي خياران: أن أقــــبل بالحياة التي يعرضها علي وأعيـــش تعيسة أو أتقدّم بطلب طلاق وأحضن أطفالي وأؤسس شركتي الخاصة التي تضمن لي مستقبلي، فأنا لم أعد أشعر مع زوجي بالأمان وأنه حريص على مصلحتي».
التأقّلم مع نجاح الزوجة

لا شك أنّ موضوع نجاح الزوجة وتفوّقها على زوجها في العمل يتطلّب مساعدة نفسية للتأقّلم مع الوضع الجديد، الذي يمكن أن يقلق الرجل كثيراً ويُشعره بالدونية أمام شريكة حياته. وتشرح المعالجة النفسية ناديا سماحة أنّ العلاقة الزوجية واستمراريتها مرتبطتان بطريقة مقاربة موضوع نجاح المرأة. فالغيرة أمر طبيعي يشعر به الرجل ولو لم يعبّر عنه في البداية، إنما يلجأ إلى طرق أخرى مستترة للفت نظر زوجته الناجحة أنها مقصّرة في ميادين أخرى، مثل انتقاد الطعام ونظافة البيت. بعدها يبدأ بالتدقيق في ساعات الخروج والوصول ومدى الاهتمام بتدريس الأطفال.

وذلك يؤدّي إلى جو من العصبية بين الزوجين، فتحتار الزوجة في ما تفعل بين الاهتمام بحياتها المهنية أو العودة إلى كنف أسرتها فقط. لذا ما تنصح به سماحة هو التالي: على الزوج أولاً أن يدرك أن ضغطه على زوجته من الناحية المهنية يمكن أن يعني خسارتها إلى الأبد، فإذا كانت علاقتهما مبنية على الحب والمشاركة منذ البداية ستكون هذه الخسارة الأكبر له، ويكون الحل البديل بمؤازرتها ودعمها وتهنئتها واعتبار أن نجاحها يعني نجاحاً للعائلة كلها.

والنصيحة الأهم التي تسديها سماحة هي للزوجة التي يجب أن تخفف من شعور الرجل بالدونية من خلال مناقشة المسائل المهنية معه ما يُشعره بأن له دوراً في نجاحها وسؤاله عن القرارات التي يجب أن تتخذها. وأن تدعم الزوج في حياته المهنية وتكون قريبة منه لمعرفة ما إذا كانت هناك مشكلات يمر بها.
أما من ناحية الإنفاق، وهو الأهم، فالأمر مرتبط بطريقة تقديم المرأة لنفسها كمساهمة في المدخول المنزلي، ويكون ذلك بمحبة وتفاهم مع الزوج بدل فرض نفسها بما يجسّد المثل الشعبي القائل بأنّ «من يعطي يأمر».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ريادة المرأة في المجالات المهنية تفجّر خلافات زوجية ريادة المرأة في المجالات المهنية تفجّر خلافات زوجية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:28 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 22:08 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

أفكار فساتين ربيعية ناعمة من ياسمين صبري

GMT 17:54 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

تعرف علي أهم وأبرز فوائد الخميرة

GMT 23:02 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

جوردان سميث يتصدر بطولة الحسن الثاني للغولف

GMT 12:12 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي ينافس ميلان على ضم لاعب برشلونة دينيس سواريز

GMT 13:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد تعلن موعد الكشف عن موستنج شيلبي GT500 الجديدة كليًا

GMT 08:22 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة دينا الشربيني تُعلّق على تشبيهها بـ"السلعوة"

GMT 11:59 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهر حجو يكشف عن تضاعف حالات الاكتئاب في سورية

GMT 07:11 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

حيل ديكورية للتغلب على مشكلة الغرف الضيقة

GMT 17:34 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيك البرتقال بدقيق الأرز
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq