مشكلة العداء بين الزوجة والكتاب تقلق الزوج المثقف
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

مشكلة العداء بين الزوجة والكتاب تقلق الزوج المثقف

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - مشكلة العداء بين الزوجة والكتاب تقلق الزوج المثقف

المرأة المثقفة
القاهرة - العرب اليوم

تشكو المجتمعات العربية عموما من عدم إيلاء أهمية كبرى لقراءة الكتب، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود الكثير من الأزواج الذين يعتبرون الكتاب جزءا لا يتجزأ من حياتهم، وهي ميزة يتمتعون بها في عصر الهيمنة الرقمية، في مقابل ذلك تتغير علاقة المرأة المثقفة بالكتاب بعد الزواج وإنجاب الأبناء، على الرغم من معرفتها بالفوائد التي تزخر بها مطالعة الكتب، فينعكس هذا العداء للمطالعة على علاقتها الزوجية.

ويقول علي البسيوني، مدرس “باءت كل محاولاتي لإنشاء علاقة بين زوجتي والكتاب بالفشل، لقد اكتفت بالشهادة الجامعية ولم تولِ القراءة أي اهتمام، ما جعلني أشعر بأن العلاقة بيني وبينها غير متكافئة، فلا يمكن لزوجتي أن تناقشني في أي أمر، كما لا تعرف أن تدلي برأي ذي وزن أو تشاركني في اتخاذ قرار مصيري يتعلق بمستقبل الأسرة؛ بسبب قلة الوعي وغياب الثقافة لديها”.
ويرى أسامة اليمني، محاسب ”أن العلم والشهادة العليا لا علاقة لهما بالثقافة” ويوضح قائلا ”زوجتي تحمل شهادة الماجستير في الهندسة المدنية إلا أن ثمة عداء سافرا بينها وبين الكتاب.. بل إنها تغار من الكتاب وتشعر بالضيق كلما رأته في يدي، حيث تثنيني عن القراءة والاطلاع بأي شكل، معتقدة أن الكتاب يسرقني منها ويشاركها حتى في السرير”.

أما أحمد منصور حسني موظف في بنك، فيقول “تفرغت زوجتي لتربية الأولاد بعد نيلها شهادتها الجامعية، وكأن هذا منحها العذر كي تصبح جاهلة بكل ما يدور في العالم من أحداث خصوصا أحداث الساعة، فهي لا تكلف نفسها حتى قراءة الصحف اليومية، وحينما تقع في يدها مجلة نسائية تراها لا تقلب إلا صفحات الماكياج والأزياء والديكور فقط، لكي تطلب مني نقودا إما لتشتري ما تشاهده، وإما لتغيير أثاث البيت بأحدث ما تعرضه تلك المجلة مما جعلني أمتنع حتى عن شراء هذه الإصدرات الأسبوعية”.

ويتفق الموظف خليل عمر مع وجهة النظر القائلة إن المرأة إذا سعت إلى معلومة فإنها تستقيها في الأغلب من الفضائيات التي تقدم ثقافة ضحلة وموجهة. ويضيف “لا أرى أن هناك أسبابا مقنعة تحول بين المرأة والقراءة، النساء اللاتي يؤمن بأهمية الثقافة العامة ودور الكتاب في حياة الفرد قليلات جدا”.

في حين يرى طارق المصري، رجل أعمال، أن”الأزمة تكمن في الرجل، لأن الرجال حتى لو كانوا مثقفين لا يقبلون أن تكون الزوجة أكثر ثقافة منهم أو أحسن منهم، كما لا يقبلون أن تتجاوزهم المرأة في أي مجال، وهذه عقدة الرجل الشرقي الذي لم يستطع التخلص منها حتى الآن، وإذا كان الرجل يفضل زوجة مثقفة أو حائزة على درجة علمية رفيعة، فإنما لتكون مظهرا اجتماعيا لائقا له”.
وأضاف قائلا “هناك من الرجال من ينظر إلى ثقافة المرأة بوصفها ضرورية لتربية الأولاد ومشاركة الزوج في صنع القرار الأسري ومواجهة الصعوبات، وليس لأنه ينظر إليها كإنسانة ينبغي أن تتطور فكريا ومعنويا من أجل ذاتها بالدرجة الأولى، قبل أي أحد آخر”.

وفي المقابل لا تتقبل الزوجة وصفها بالجهل وعدم إهتمامها بالمطالعة، مبررة ذلك بكم المسؤوليات الملقاة على عاتقها والتي لا تترك لها وقتا تخصصه للاستمتاع بقراءة الكتب، وإنما تفضل مشاهدة ما تعرضه الفضائيات من برامج لا تستحق بذل مجهود فكري.

وترى تهاني عبدالحميد، صيدلانية، أن المرأة لا تهتم بالثقافة التي مصدرها الكتاب، وتعتمد في تثقيف نفسها على برامج التلفزيون التي تقدم وجبة ثقافية سريعة، “ولا أستثني نفسي من فئة النساء اللواتي لا يملن للكتاب، لكن لدي عذر في ذلك، فعملي الذي يستغرق وقتا طويلا ويستنزف طاقتي يحرمني من مصادقة الكتاب”.

وتصب زينب محمود، موظفة، جام غضبها على الأزواج وتصفهم بالأنانيين، “لأنهم يطالبون المرأة بأن تكون كل شيء؛ مثقفة، وربة منزل، وتقدر الحياة الزوجية، من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء المشاركة في تحمل جزء من الأعباء الأسرية واقتسام مسؤولية تربية الأبناء ورعايتهم، وهذا غير عادل أبدا، في حين أن الرجل لو طلب منه أي جهد زائد عما يقوم به في إطار عمله فإنه لن يتوقف عن الشكوى والتضمر”.

وتعترف ريهام محمد عواضة، ربة منزل، بأنها لا تهتم ولا تحب القراءة، حيث تقول “لا أهتم أبدا بالقراءة على الرغم من محاولات زوجي وأبنائي إدخالي عالم الثقافة خصوصا عبر الإنترنت لخلق أرضية مشتركة بيني وبينهم، لكني أكره القراءة وأفضل الجلوس أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة برامجي المفضلة، خصوصا تلك التي تتعلق بالمرأة أو عالم الموضة والجمال، إضافة إلى برامج المسابقات الترفيهية”.

ويرى الدكتور أحمد الخولي أستاذ علم الاجتماع أن الخلل يبدأ من الأسرة التي لا تشجع أولادها وبناتها على القراءة، ولا تقدم للطفل ما يثير رغبته نحو القراءة والاطلاع ويجعله مرتبطا طوال حياته بالكتاب.

كما يرى أن المدرسة بمناهجها الدراسية الجامدة تساهم أيضا في هذا الخلل، من حيث الاكتفاء بالمنهج الدراسي المقرر وعدم إقامة حلقات للقراءة تشجع التلاميذ على مواصلة هذه العادة حين يكبرون، ولو قامت كل مدرسة بفرض كتاب واحد على التلميذ أسبوعيا للقراءة، فسوف تتكون لديه حصيلة معرفية واسعة، لكن مع الأسف هذا لا يحصل في مدارسنا، مما يُنتج أجيالا غير محبة للثقافة، وتميل للثقافة السماعية المعتمدة على التلقي، من دون أن تكون لها وجهة نظر نقدية عما تتلقاه.

ويعتبر الخولي أن عادة القراءة تنمى مثل غيرها من العادات، وأفضل الأمور هو تنميتها منذ الطفولة، لذا ينبغي على الأم مراعاة هذا الأمر والاهتمام بشراء الكتب لأطفالها، وأن تقرأها لهم، ومعهم، باستمتاع يجعلهم يرغبون بالحكايات. أما بالنسبة للأجيال الكبيرة، فلا يمكن إجبار أحد على القراءة، لكن إذا كانت هناك رغبة شخصية فإنها قابلة للتوجيه والعناية.
وأشار إلى أن الإعلام مطالب بالاهتمام أكثر بالتركيز على الكتب وتسليط الضوء على أهم الإصدارات وتشجيع الناس على قراءتها، فالكتب مثل أي سلعة تحتاج للإعلان عنها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة العداء بين الزوجة والكتاب تقلق الزوج المثقف مشكلة العداء بين الزوجة والكتاب تقلق الزوج المثقف



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"

GMT 14:10 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب المنتخب المصري علي أبو القاسم يعلن أنّ هدفه التأهل

GMT 03:33 2016 الأحد ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاجن غولف" الأعلى قيمة في السيارات الرياضية

GMT 03:14 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة سلوى محمد علي ضيفه "بنت البلد" على "95 FM"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq