طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى

أطفال سورية
دمشق - العرب اليوم

فقد عشرات الآلاف من أطفال سورية أطرافهم خلال غارات جوية طالت مدينة حلب، بحسب الأمم المتحدة. والطفلة ماجدة واحدة من هؤلاء الأطفال، تمكنت بفضل ساق صناعية بدء حياة جديدة في غازي عنتاب. وكانت ماجدة لا تزال في ربيعها الخامس، عندما انفجر برميل متفجر ذهب بساقها اليمنى. ولا تزال ماجدة تتذكر يوم الهجوم، رغم أنها غالبًا ما تتمنى أن لا يكون قد حدث ذلك. وأضافت "كنا داخل شاحنة صغيرة مع عشرة أشخاص آخرين، فجأة أطلقت علينا طائرة البراميل المتفجرة ، ثم احترق كل شيء، وتحول إلى اللون الأسود".

 حدث هذا في شباط / فبراير عام 2013، عندما فرت ماجدة ووالداها وأشقاؤها الأربعة من شرق حلب المحاصرة. وتتذكر أم ماجدة لحظة استرجاع وعيها بعد الهجوم: "عندما عدت إلى وعي بعد الهجوم، رأيت ماجدة ملقاة على الأرض، وقد اختفت ساقها". وتضيف أم ماجدة: " لقد كانت هناك جثث في كل مكان، جثث متفحمة، كان المشهد كما لو أنه الجحيم". وقد نُقلت ماجدة إلى مستشفى ميداني، وتعين بتر ساقها على الفور.

وتمكنت العائلة في النهاية من الفرار إلى تركيا. وهم يعيشون حالياً في غازي عنتاب، على بعد حوالي 60 كيلومتراً من الحدود السورية. واستقبلت هذه المدينة نصف مليون سوري، إما في مراكز إيواء اللاجئين خارج المدينة أو وسطه مثل عائلة ماجدة. في الشقة الصغيرة لا شيء يذكر بالوطن، إذ لا توجد صور، ولا تذكارات عن الحياة القديمة، فقط الذكريات. وتقول ماجدة: "عندما خرجنا من المستشفى، كان هناك الكثير من الجثث في الفناء، إحدى الجثث لم تكن مغطاة". أختي أغمضت عينيها، ولكن أنا لم أفعل، وتمنيت لو أنني لم أشاهد ذلك، ومن يومها لا أستطيع أن أنسى تلك الصورة أبداً".

ووفقاً لتقارير صادرة من الأمم المتحدة، يعاني 1.5 مليون شخص من إعاقة نتيجة الحرب السورية. أكثر من 80 ألف منهم بترت أطرافهم، كما أن العديد من بينهم هم أطفال مثل ماجدة. وتتحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن "جيل كامل يعاني من ضرر بدني ونفسي".

ماجدة تستطيع المشي مجدداً:

 اليوم تبلغ ماجدة عشر سنوات من عمرها وتعلمت المشي من جديد بمساعدة طرف صناعي وكثير من التمارين. وتقول إنها سعيدة لأنها تمتلك الساق الصناعية، لكن الحياة اليومية عن طريق المشي بالقدم الصناعية غالباً ما تكون معقدة، كما تقول: "في حين يستيقظ الأطفال الآخرون في الصباح ويقفزون من السرير ويرتدون ملابسهم ويأخذون حقائبهم ويذهبون إلى المدرسة، أستغرق أنا دائمًا ساعة للوصول إلى ساقي، وأحيانًا تساعدني أمي في ذلك".

وكل بضعة أشهر، يجب أن تذهب ماجدة إلى العيادة الصغيرة التي بناها الأطباء والمعالجون السوريون في غازي عنتاب. هنا يحصل المرضى المعاقون جراء الحرب على أذرع أو سيقان صناعية. ويمول "مركز ويل ستيبس لإعادة التأهيل" عن طريق التبرعات، ومن الاتحاد الأوروبي. لا تشعر ماجدة بالراحة عند فحص ساقها. ولحسن حظها لم تضطر إلى التردد على المركز باستمرار كما في البداية منذ حصولها على الساق الصناعية الجديدة. الندبة، الموجودة على ساقها لا تسبب لها مشكلة، وهذا هو الشيء الأهم. لكن التدريب على الجري مع أخصائي العلاج الطبيعي يشعرها بالمتعة أكثر، إذ تتسلق الدرج، وتمارس تمارين التوازن. تحسنت نفسية الطفلة ماجدة الآن إلى درجة أنها بالكاد تلحظ ساقها الصناعية.

وأنس الصوفي، أخصائي العلاج الطبيعي: "نريد من مرضانا أن يشعروا بالارتياح مع الأطراف الصناعية و يستطيعون القيام بأي شيء في حياتهم اليومية، من دون أي قيود". ويضيف: "ماجدة شجاعة ولديها إرادة قوية، لهذا السبب تعلمت كل شيء بسرعة وتكيفت مع الساق الصناعية بشكل جيد." الأهم بالنسبة لأخصائي العلاج الطبيعي المشرف على حالة ماجدة، أنس الصوفي أن تنظر ماجدة للأعلى، وليس إلى الأسفل، ويقول :"لا ينبغي لها أن تفكر في ساقها". تتوفر العيادة على ورشة عمل خاصة بها، ويحتاج الفريق إلى يوم أو يومين لعمل ساق اصطناعية واحدة. ويتم توفير المكونات الأساسية مثل القدم والمفاصل من قبل شركة ألمانية.

و بعد ذلك تُجمع الأطراف الصناعية وتُعدل على حسب المقاسات في غازي عنتاب، ويقول مصطفى الخطيب، الأخصائي في صناعة الأطراف الصناعية، والذي كان يعمل ممرضًا في سورية قبل الحرب أنه في الشهر الواحد يحصل حوالي 15 مريضاً على أطراف اصطناعية جديدة. ويضيف:" العيادة يمكنها خدمة المزيد من المرضى، ولكن تركيا أغلقت الحدود مع سوريا في أوائل عام 2016، ومنذ ذلك الحين لم يعد يقصدنا الكثير".

على ماجدة الذهاب إلى موعد آخر مع ولاء حمزة، الأخصائية النفسية المعالجة التي تعالج جروحاً لا يراها أحد. ماجدة تتردد عليها منذ سنوات. أحيانا تقومان بالرسم معا، أو تعجنان، كما تفعلان اليوم. تحاول ولاء، القادمة أيضًا من سورية، أن تكتشف من خلال الحديث، كيف غيرت الحرب نفسية كل من ماجدة والأطفال الآخرين. وتقول: "أحيانًا يكون الأطفال عدوانيين وغاضبين".

وتابع الاخصائية النفسية: "كثيرون يعانون من كوابيس سيئة، وأحياناً تظهر صدمتهم في طريقة لعبهم، إذ يعيدون تمثيل مشاهد من الحرب". الأطراف الصناعية سهلت الحياة اليومية للعديد من الأطفال الآخرين مثل ماجدة، والتي تكمل تعليمها حالياً في الصف الرابع بأحد المدارس التركية الرسمية. وتقول ماجدة إن مادة الرياضيات هي مادتها المفضلة، وترغب أن تصبح طبيبة في المستقبل. غير أن الأطفال الآخرين غالبًا ما يبتعدون عنها فور سماعهم عن ساقهم. تقول ماجدة: "عندما لم يكن الأطفال في المدرسة يعرفون عن ساقي، كانوا لطفين معي، ولكن عندما أدركوا ما بي، لم يرغبوا في اللعب معي بعد الآن. ليس الأطفال فقط، وإنما الكبار أيضاً أصبحوا غريبين، إذ تعاملني معلمتي بحذر شديد، ومعاملتهم هذه لي تذكرني بأمر ساقي، عندما أنسى".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى طفلة سورية تروي قصتها ومعاناتها بعد فقدان ساقها اليمنى



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:08 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 09:48 2017 الجمعة ,10 آذار/ مارس

طرح عطر "Roberto Cavalli" الخشبي لعام 2017

GMT 06:04 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

تعرفي على طرق تغذية الشعر من الطبيعة

GMT 08:44 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة فلسطينيين من الخليل

GMT 07:45 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محررة موضة تكشف عن أفضل المعاطف للشتاء

GMT 05:18 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"هيونداي i30 " تتحدى بمجموعة فائقة من المميزات

GMT 07:06 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

بالدوين حديث الموسم خلال أسبوع الموضة في لندن

GMT 05:13 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

دنيا سمير غانم تهنئ شيماء سيف بمناسبة خطوبتها

GMT 23:28 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

معهد السلامة المرورية يستقبل وفدًا من الجيش السلطاني

GMT 03:35 2015 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

جمهورية الجبل الأسود تستقبل عشاق الطبيعة الساحرة

GMT 08:53 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على تاريخ المدينة السويسرية الماجن
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq