هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي

المنامة - وكالات

من شمس البحرين اللاهبة إلى جليد القطب المتجمد الجنوبي، رحلة شيقة وشاقة قامت بها الشابة البحرينية أمل الصفار، أول بحرينية ترفع علم بلادها فوق أقاصي الأرض في القطب الجنوبي. كانت أمل تتابع برنامجا تلفزيونيا يتحدث عن سيدة سعودية وصلت إلى القطب الجنوبي، وهو ما حفزها على القيام بذات التجربة، لكن ذلك تطلب منها نحو سبعة أشهر من المراسلة والتدريب والبحث عن ممولين بمبلغ 10 آلاف دينار بحريني. تحمل أمل في شخصيتها روح القيادة وحب المغامرة والاستكشاف وركوب البحر الذي تمتع به الإنسان البحريني منذ الأزل كما تقول، وتضيف «أتمنى أن تكون تجربتي مصدراً للإلهام، باعتباري فتاة بحرينية أمتلك طاقة إيجابية، ولدي أهداف وأحلام أسعى من خلالها لرفع اسم بلدي عالياً، وأن أخدم مجتمعي». تعتبر أمل رحلتها إلى القطب الجنوبي بمثابة رسالة إلى كل شاب أو شابة مفادها أنه بغض النظر عن الطموح أو الهدف الذي تريد أن تصل له في يومٍ من الأيام، فإنك تستطيع أن تحققه، وترى أن الشباب في الخليج قد يؤخذ عليهم اللامبالاة نتيجة مستوى الحياة الجيد خلافا لكثير من شباب العالم الذين لديهم هاجس الإنجاز الفردي والطموح والعمل وعدم الاعتماد على ميزانية العائلة.  بحرينية في القطب الجنوبي.. كيف ولدت فكرة الرحلة؟ - حدث ذلك أثناء مشاهدتي لمقابلة تلفزيونية مع سيدة سعودية تتحدث عن تجربتها وكيف وصلت للقطب الجنوبي العام الفائت، ما أثار في نفسي تساؤلا حول كيفية قيام هذه السيدة المحافظة التي لديها أعباء عائلة وأطفال بهذه المغامرة؟!. مباشرة توجهت إلى غوغل، بحثت وراسلت منظمة 2041 المعنية بتسيير رحالات مشابهة للقطب الجنوبي، وكانت المفاجأة أن جاء ردهم بالقبول بمشاركتي في الرحلة القادمة، حيث أخبروني أنني أستطيع تمثيل بلدي البحرين، وأوضحوا لي أنه خلال رحلاتهم التي سيّروها على مدار 10 سنوات لم يسجل لديهم أي بحريني.  هل حدث الأمل بهذه البساطة؟ - طبعا لا، حيث اكتشفت لاحقا أن قبولي للاشتراك في الرحلة كان أبسط مراحلها، فعقب ذلك كان علي البحث عن التمويل اللازم بمقدار 25 ألف دولار وهو ما شكل تحديا كبيرا استغرق مني عملا مضنيا لنحو سبعة أشهر اكتشفت خلالها كم هو صعب الحصول على تمويل في البحرين مقارنة بدول مثل السعودية والإمارات، فأنا لم أستطع الحصول على أي تمويل رسمي، وهو الأمر الذي يفتقده الشباب البحريني في مثل هذه الأمور. اتجهت للقطاع الخاص وكنت أقدّم نفسي للشركات بصفتي طالبة بحرينية طموحة ولدي حلم أو مشروع أريد تحقيقه، وتفاجأت بردود سلبية من قبل كثير من الشركات مقابل تجاوب من أطراف وشركات أخرى. مثلاً، ثمة شركات أُرهقت وتعبت من تقديم الأوراق، لدرجة تطلب الأمر مني أن أقدم أوراقي ثلاث مرات، وكانوا يقولون لي الأوراق ضاعت هل من الممكن أن تعيدي تقديمها؟ في مقابل ذلك، أرسلت ايميل لشركة وبعد ثلاثة أيام اتصلت بي مديرة الشركة شخصياً وأبدت اهتمامها. هذا كله يعتمد على الشركة وطريقة وأسلوب تعاملها. وفي النهاية حصلت على دعم من 13 شركة، من بين 50 شركة تقريباً حاولت واجتهدت في التواصل معها. أنظر للمسألة - برمتها - على أنها تجربة إيجابية وأفادتني كثيراً، فكلما كان الموضوع يصل لأكبر عدد من الشركات، كان هذا يساهم إيجاباً في نشر مفهوم الرحلة والتعريف بها، أشعرُ أني نجحتُ أكثر، ووصلت لشريحة أكبر.  كيف تقبل أهلك وأصدقاؤك ومجتمعك فكرة رحلتك؟ - موقف أهلي كان خليطا من الدعم والتوجس، لكن المجتمع بشكل عام كان يقابل حديثي عن رحلتي المزمعة بشيء من الاستغراب، ويسأل: كيف ستنتقلين من درجة حرارة خمسين مئوية إلى ثلاثين تحت الصفر!؟ كنت أدرك تماما أنه يتوجب علي الاستعداد وتهيئة نفسي على المناخ المتجمد فيما لم يكن في البحرين – ممن سألتهم على الأقل - لديه فكرة عن كيفية التعامل مع البرد القارص، وهنا كان يوتيوب خير معين لي حيث ساعدني في الاطلاع على تجارب الآخرين في الخارج، وكان تواصلي مع منسق البعثة بشكل مستمر، حيث أتلقى النصائح الخاصة بالتدريب والملابس المناسبة وغير ذلك، حتى أنني اضطررت للسفر إلى دبي حيث استغرقت حوالي تسع ساعات متواصلة لشراء كل المستلزمات التي أحتاجها والحمد لله وجدت المعدات المطلوبة. أكملت اجراءات الحصول على فيزا للذهاب للأرجنتين وذلك بعد زيارة سفارتهم في الرياض، حيث كان من المقرر أن ننطلق من أقصى مدينة جنوبية في الأرجنتين (أوشوايا) وصولاً للقطب الجنوبي. ومن بين الاستعدادات الطريفة أني طرحتُ على شركة BMMI -وهي من الشركات التي مولت الرحلة- ولديهم مخازن آيسكريم، طرحت عليهم فكرة أني أريد التهيئة أو التدرّب على الجو البارد، جلست في مخزن أو ثلاجة الايسكريم لمدة ساعة و25 دقيقة، ولم يتوقعوا أن أمكث لساعة ونصف كونها التجربة الأولى لي، وخرجت بالتهاب في بلعومي!  كيف كنت توفقين في تلك الفترة بين دراستك وعملك من جهة ومتطلبات الرحلة من جهة أخرى؟ - لقد كنت أفكر في الانسحاب من الفصل الدراسي في تلك الفترة فقط، ولكن حماسي كان ينسيني تعبي، كنت أنتهي من محاضراتي في جامعة البوليتكنيك وأذهب لاجتماعات مع الشركات حيث ألاقي المسؤولين وأكمل إجراءات التمويل، إما في سترة أو المنامة أو أمواج، فكان من الصعب جداً التوفيق بين كل هذه المسائل، لكن بمجرد سفري ووصولي هناك اختفى كل التعب.  ثم انطلقت الرحلة: ضمت الرحلة أو البعثة 80 شخصاً من 28 جنسية، وكنا أربع شابات من الخليج العربي: بحرينية وسعودية وإماراتية وعمانية. كانت نقطة التجمع في الأرجنتين التي أبحرنا منها باتجاه القارة القطبية الجنوبية، نزلنا في جزر عديدة مثل كارني وباليني وكيرغولين، وكل جزيرة بها أنواع مختلفة من البطاريق والفقمات، فقمة بحجم 4 طن مثلاً!. وخلال الرحلة التي امتدت 22 يوماً، انقطعت عن العالم، توقفت عن الاتصال بأهلي لمدة 15 يوما، اندمجت تماماً في أجواء المعسكر، أخبرتُ أهلي لو حصل لي أي مكروه لا سمح الله ستعرفون بالتأكيد. كان فريق البعثة إيجابيا وقدم لنا العون باستمرار، والناس رائعون، من أستراليا والإمارات وبوتسوانا، والصين وشعرت معهم أني بين أهلي. كنتُ أقضي وقتاً في التدوين والكتابة، كتبت الكثير من الكلام وتفاجأت عندما اطلعت عليه في السفينة: هل أنا من كتبت كل هذا؟ كانت تجربة ملهمة بكل معنى الكلمة، المكان، والناس الذين معي، والإنجاز وتحقيق الحلم، أحياناً أفكر أن كل ما حصل كان حلما. عندما أستعيد الشريط أتساءل: هل أنا مررتُ فعلاً بكل هذا؟ أنا اعتبر مشاركتي ضمن طاقم البعثة مصدر إلهام لباقي الشباب البحريني للمشاركة في البعثات المقبلة، خاصة وأن العديد من المشاركين في البعثة وخصوصاً من الدول الأجانب أبدوا استغرابهم من وجود مشاركة من البحرين، في الوقت الذي كان البعض لا يعلم أين تقع البحرين. كان الهدف من الرحلة بيئيا بالدرجة الأولى لنتعرف على حجم الأضرار، وتأثيرات الاحتباس الحراري، وكيف يؤثر على ذوبان الجليد، وزيادة كمية الماء في المحيطات. ربما نحن في البحرين، لا يوجد لدينا تماس كبير مع مثل هذه القضايا، وحالياً هذا ما أحمله على عاتقي، حيث أحاول نشر الوعي بالمسائل البيئية. وحتى اليوم تحدثت في 8 محاضرات تثقيفية، من بينها جامعة بوليتكنك البحرين وجمعية المهندسين البحرينية. رئيس بعثة 2041 روبرت سوانغ زار البحرين أيضاً، وقام بورشة توعوية. مهمتي الآن هي دفع الشباب البحريني للتوجه قياديا وبيئيا، بالإضافة إلى بث روح التغيير لدى الناس على الصعيد السلوكي والترشيد الاستهلاكي للمنتجات والمخلفات من أجل تحقيق التنمية المستدامة.  نريد القيام برحلة مشابهة! - بإمكانكم طبعا، أنا حاليا أخطط لمغامرات مشابهة قد تكون الغوص إلى أعماق المحيط أو القفز من الجو. دعني أقول إنني أعتبر رحلتي رسالة لكل شاب أو شابة مفادها أنه بغض النظر عن الطموح أو الهدف الذي تريد أن تصل له في يومٍ من الأيام، تستطيع أن تحققه، لكن عليك ألا تستسلم أبدا، وألا تخسر روح الطموح المتقدة داخلك، وأن تجتهد لتحقيق ما تريده. أتمنى أن تكون تجربتي مصدراً للإلهام، باعتباري فتاة بحرينية أمتلك طاقة إيجابية، ولدي أهداف وأحلام أسعى من خلالها لرفع اسم بلدي عالياً، وأن أخدم مجتمعي. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي



GMT 17:53 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وصفات لتنعيم الشعر الجاف بطرق ومكونات طبيعية

GMT 16:05 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجموعة من الأغذية تساعد على تأخر ظهور شيخوخة البشرة

GMT 16:58 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

وصفة خل التفاح لتنعيم القدم الجاف والمتشقق

GMT 18:29 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي ماسك الكاكاو الطبيعي على الشعر

GMT 12:42 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وصفات طبيعية لتفتيح البقع الداكنة بالوجه

GMT 09:15 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كيفية حماية البشرة من الأجواء الملوثة وكورونا

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:21 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 07:48 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

روعة قيادة رولز رويس على الطريق لا تُضاهيها متعة شيء

GMT 17:46 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"ملوك الكاسيت" ضيوف إسعاد يونس في "صاحبة السعادة"

GMT 22:56 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان محمود ياسين يغيب عن عزاء نسيبه

GMT 17:18 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

تعرف على اتيكيت حضور الحفلات الموسيقية والغنائيَّة

GMT 01:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تقرير جديد يكشف أن ميلانيا ترامب لم تطمح لدور السيدة الأولى

GMT 01:37 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

ماغي بوغصن تراهن على وصول فكرة "يا ريت" للمشاهدين

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 11:03 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"مغارة الشموع" كهف مليء بالأسرار تحتضنه القدس
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq