كلود لاماند يحمل في ذاكرته من التاريخ والفن الكثير
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

كلود لاماند يحمل في ذاكرته من التاريخ والفن الكثير

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - كلود لاماند يحمل في ذاكرته من التاريخ والفن الكثير

جامع الأعمال الفنية اللبناني الأصل كلود لاماند
بغداد ـ العراق اليوم

جامع الأعمال الفنية اللبناني الأصل كلود لاماند يحمل في ذاكرته من التاريخ والفن الكثير، خلال حديث مطوَّل معه، حكى لي عن بداياته في لبنان، وعن ووالده ووالدته التي كان أكبر همها أن يتعلم أولادها. يمر الحديث على مراحل في حياته كونت تفكيره واتجاهاته المستقبلية وعشقه للفن العربي ومجهوداته لإثراء مجموعة معهد العالم العربي بباريس بأعمال الفنانين العرب.

 

غادر لاماند بيروت في عام 1976 هربًا من الحرب الأهلية التي مزَّقت بلاده، واستقر في باريس ليعمل في وزارة التعليم هناك. أخذه مشورًا التدريس الأكاديمي لمصر والسودان في الثمانينات، وقام بتدريس اللغة الفرنسية في جامعة عين شمس بالقاهرة. وفي مصر، تعرّف على كبار الفنانين والمثقفين أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس، يقول: "سعينا لترجمة أعمالهم للفرنسية"، عبر مركز للترجمة أقامه هناك لتشجيع الناشرين الفرنسيين على ترجمة الأدب العربي.

 

وفي مصر أيضًا تعرف على فنانين رواد، مثل حامد ندا وجاذبية سري وعبد الهادي الجزار وزينب عبد الحميد وغيرهم. يقول إنه اقتنى كثيرًا من الأعمال في هذه الفترة، واحتفظ بمعظم تلك الأعمال ورفض التنازل عنها.

 

بعد عودته لباريس قرر فتح صالة عرض "غاليري" خاص به في أكتوبر (تشرين الأول) 1988. يرى أن فرنسا اهتمت بفنون العالم أكثر من باقي دول أوروبا، ولهذا تحولت لمركز فني مهم: "الفرنسيون كان عندهم إقبال على شراء الأعمال الفنية دون النظر إلى جنسية الفنانين، بعكس دول أخرى".

 

ومن خلال الغاليري تبلورت رؤية لاماند: "سعيتُ مع الوقت إلى أن تكون مهمتي هي تعريف المهتمين في الغرب بأعمال الفنانين العرب... فأنا عندي ارتباط ثقافي ولغوي وحضاري بالهوية العربية"، ومن خلال هذا الفهم جمع أعمالًا لفنانين من جميع أنحاء العالم العربي.

 

في باريس أيضًا اكتشف لاماند فناني المهجر، الذين تركوا بلادهم، ولجأوا للغرب، ومنهم شفيق عبود وضياء العزاوي وإيتل عدنان وشوقي شوكيني. يقول موضحًا طريقته في جمع الأعمال الفنية: "لا أختار أو أعرض أعمالًا لفنانين إلا الذين أحب أعمالهم؛ أبدأ بالنظر إلى العمل أولًا قبل أن أتصل بالفنان، هذه طريقتي في اكتشاف الفن، كنت أشتري لوحات حسب إمكانياتي، وأضع الأعمال في البيت، وأتعامل معها، إذا توصلت إلى إحساس بأن العمل يوحي لي بأجواء جمالية وشعرية أحرص على أن أتبنى الفنان وأتابع أعماله"، موضحًا: "كان هدفي ليس الشراء للاستثمار، بل للفن الإنساني الذي وجدته داخل تلك الأعمال". والمعروف عن لاماند حرصه على إقامة علاقات وثيقة مع الفنانين الذين يعرض لهم.

 

ألاحظ استخدامه لكلمة "تبني" في علاقته مع الفنانين، وأقول إن "الكلمة لها مدلولات كثيرة منها الاهتمام والمتابعة والمسؤولية"، ويقول: "هناك مستويات في علاقاتي مع الفنانين؛ افتتحت (الغاليري) الخاص بي منذ 32 عامًا، وتعلمتُ أن ما يطلبه الفنان من (الغاليري) ليس فقط الحب، فالفنان له طمومحاته.

 

اكتشفتُ مع الزمن أن من حق الفنان أن يعيش بصورة جيدة من إيراد أعماله؛ فإذا كانت السوق الفنية منتعشة، فمن الممكن أن نقيم معارض ونشترك في معارض دولية، ولكن مع الوضع العالمي تحت ظل (كورونا) تغيَّر الأمر". بالنسبة له من واجب صاحب الغاليري أن يشتري أعمالًا من فنانيه كل عام، ليحافظ على استقرارهم المادي، موضحًا: "في سنوات الخير حصة الفنان من بيع أعماله تمكّنه من العيش، وفي سنوات الضيق أكون أنا أفضل زبون لأعماله".

 

يحرص لاماند على الإشارة لعمره (75 عامًا) مضيفًا أنه وزوجته فرانس لاماند يفكران في مستقبل الفنانين الذين يتعامل معهم: "من الضروروي بعد وفاتنا أن يكون عند زوار المتاحف اطلاع واسع على أعمال هؤلاء الفنانين"، يقول إنه فكر في إقامة متحف خاص لعرض تلك الأعمال، ولكن الأمر به صعوبات مادية كثيرة: "فكرتُ في شراء قصر في ضواحي باريس لذلك، ولكن زوجتي أرادت أن تظل كل تلك الأعمال في باريس".

 

ومن هنا بدأت فكرة إهداء بعض تلك الأعمال للمؤسسة التي تهتم بالفن العربي في باريس، وهي "معهد العالم العربي". يقول لاماند إنه التقى مع جاك لانغ مدير معهد العالم العربي في 2013، ودارت بينهم حوارات ثرية حول الفن العربي ومستقبله: "نضجت الفكرة بأنه ليس هناك أفضل من معهد العالم العربي".

 

وفي 2018، أهدى كلود وفرانس لاماند 1500 عمل من مجموعتهما الخاصة لمعهد العالم العربي، تمثل أعمال 120 فنانًا؛ 100 من العالم العربي و20 من دول أخرى.

 

وفي يوم 24 من الشهر الحالي، يونيو (حزيران)، سيقام مزاد في دار "كريستيز" لبيع 44 عملًا من مجموعة الزوجين عبر موقع الدار الإلكتروني؛ يهدف لدعم الصندوق الذي أقامه لاماند في معهد العالم العربي لدعم الفنانين العرب.

 

وكان لاماند قد عبّر في أحاديث سابقة عن أن الهدف من التبرع بمجموعة كبيرة من الأعمال الفنية لصالح معهد العالم العربي هو أن يكون المعهد "أضخم متحف يمثل الفنانين من العالم العربي"، مضيفًا: "نتمنى أن أعمال الفنانين العرب التي سحرتنا خلال أعوام طويلة، والتي تُثرِي المتحف بتفردها، ستكون محط إعجاب مليون زائر في العام".

قد يهمك أيضًا

الراعي يكشف أنّ السعي لتحقيق الخير لجميع المكونات وراء إطلاق"حياد لبنان"

حسّان دياب يبيّن استعداد واشنطن لمساعدة لبنان في مختلف المجالات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلود لاماند يحمل في ذاكرته من التاريخ والفن الكثير كلود لاماند يحمل في ذاكرته من التاريخ والفن الكثير



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq