فن الكاريكاتير يتراجع في أوروبا ويزدهر في مصر
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

فن الكاريكاتير يتراجع في أوروبا ويزدهر في مصر

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - فن الكاريكاتير يتراجع في أوروبا ويزدهر في مصر

برلين - العرب اليوم

في الوقت الذي شهدت الجرائد اليومية تراجعا ملحوظا في أوروبا، ومعها تقلصت الأعمدة المخصصة لفن الكاريكاتير، تشهد مصر ازدهارا لهذا الفن، فيما يتألق جيل جديد من الرسامين الذين استفادوا من أفكار الثورة وأجواءها. على سرير متنقل، وضعت العملة الأوروبية يورو، وهي محاطة بمجموعة من الأطباء والممرضين الذين يسعون إلى إنقاذها. إنها صورة كاريكاتورية للفنان الألماني غيرهارد ميستير، التي حاز بفضلها على جائزة أفضل لوحة كاريكاتير لعام 2012. وعلى هامش تسليم الجوائز، صرح أولريش أوب دي هيب الذي جمع أكبر مخزون فني لرسم الكاريكاتير في متحف التاريخ في بون بالقول: "إن الفن الكاريكاتوري هو تعقيب مستمر عن الأحداث، فعبره تتم صياغة المواقف وتحليل الأوضاع". أما غيرهارد ميستير فاعتبر الجائزة دعما لمواصلة عمله الفني، خاصة أمام تدهور الأوضاع الاقتصادية والتي انعكست أيضا على الصحافة المطبوعة، حيث تقلصت المساحات المخصصة لرسم الكاريكاتير. أما على شبكة الانترنت، فلا يوجد أي نموذج منصف لهذا الفن، كما يوضح راينر هاخفيلد الحائز على عدد من الجوائز في فن الكاريكاتير، مشيرا إلى أنه من النادر إيجاد رسومات كاريكاتورية على مواقع الصحف الالكترونية، وإن وجدت فتكون عادة على الهامش. فضلا عن ذلك، هناك غياب لفنانين شباب في عالم الكاريكاتير، لكون هؤلاء يفضلون العمل في مجال الإشهار والدعاية. الأمر الذي دفع راينر هاخفيلد إلى القول "إن أعمدة الرسم الكاريكاتير السياسي على صفحات الجرائد اليومية بدأت تدنو من الانقراض. ناهيك عن أن هذا الفن لم يحظ يوما ما في ألمانيا بذات القدر من الاهتمام كما هو الأمر في باقي الدول الأوروبية". وبالفعل، فإن تاريخ الكاريكاتير في ألمانيا حديث جدا. فإنه لم يدخل البلاد إلا على يد البريطانيين عقب الحرب العالمية الثانية. في ما للكاريكاتير في انكلترا وفرنسا أهمية كبيرة وباعا طويلا. إرث ثقافي أوروبي حين شارك في لجنة التحكيم في مسابقة أفضل كاريكاتير لصحفيي دول العالم الثالث، التي أقيمت على هامش تظاهرة حملت عنوان "خمسون عاما على توحيد إفريقيا"، اكتشف راينر هاخفيلد أن الصحافة المطبوعة تحظى بأهمية كبيرة جدا في الدول الأفريقية مقارنة بألمانيا. أيضا زميلته أنيته هورنونغ بيكارت أكدت التأثير القوي للكاريكاتير على الأحداث السياسية في دول ككينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا. بيد أن فنان الكاريكاتير في إفريقيا لا يتمتع بحيز كبير من الحرية، كما هو الشأن في الدول الأوروبية. والأول بحاجة ماسة إلى دعم المؤسسة الصحفية التي يعمل فيها لممارسة عمله. أما القضايا التي تعد من المحرمات، كالدين والجنس وغيرها، فيفضل في بعض الدول عدم الغوض فيها أصلا. وتعتقد أنيته هورنونغ بيكارت أن لوحات الكاريكاتير السياسي تحظى بأهمية أكبر في الصحافة الناطقة بالانكليزية في الدول الإفريقية. لكن هذا لا يعني أن فن الكاريكاتير تمّ استيراده من أوروبا، بل بالعكس. الفنان المصري محمد عبلة، قام كأول شخص في العالم العربي بافتتاح متحف للكاريكاتير. وهو يشير إلى أن فن الكاريكاتير ظهر في مصر منذ عهد الفراعنة؛ مؤكدا أنه وسيلة يستطيع الناس عبرها فهم ما يحدث، بطريقة أفضل من القراءة والكتابة".  وشهدت مصر نموا في عدد رسامي الكاريكاتير من رجال ونساء، حسب عبلة. والسبب يعود إلى الثورة وأفكارها. وقد مكنت التغيرات التي يشهدها المناخ السياسي في البلاد، الرسامين من التعبير بشكل أكبر عن مواقفهم. فحرية الرأي والتعبير هي أهم مقومات رسم الكاريكاتير، حسب الخبير الألماني أوب دي هيب. وكلما قلّت حرية التعبير، كلّما اشتدت معاناة رسام الكاريكاتير الذي يدخل في مواجهات مع الأنظمة الحاكمة، قد تؤدي إلى محاكمته وإلقاء تهم باطلة عليه. في الصين مثلا، رسام الكاريكاتير معرض لأقصى العقوبات، أما في سوريا فقد كان مصير الرسام علي فرزات التعذيب وقطع الأصابع. وهذا يظهر أن المعارضة السياسية والاجتماعية بحاجة ماسة إلى فناني الكاريكاتير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن الكاريكاتير يتراجع في أوروبا ويزدهر في مصر فن الكاريكاتير يتراجع في أوروبا ويزدهر في مصر



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 01:12 2014 الجمعة ,01 آب / أغسطس

نجاح مسلسل "دلع بنات" فاق توقعاتي

GMT 20:04 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

لعبة PubG Mobile تحصل على تحديث جديد

GMT 08:06 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ديور" تطرح مجموعتها الجديدة من حقائب الربيع

GMT 01:52 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل ريال عماني الأحد

GMT 11:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

خطوات بسيطة لتحضير مطبق الباذنجان باللحم المفروم

GMT 02:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

بياض جبال "الأوراس" يعتبر الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 04:47 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روسي تظهر كنجم غلاف لعبة القتال المتنوع "إي اي سبورتس"

GMT 17:51 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تطلق 6 صواريخ على مواقع عسكرية سورية جنوب دمشق

GMT 09:29 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" ترسل مركبة غير مأهولة إلى كوكب المريخ في عام 2020
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq