مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال

تونس ـ وكالات

بعد مضي عامين على الثورة التونسية، تنتظر العديد من المعالم الحضارية الراقية من مساجد ومدارس إسلامية بمدينة القيروان (وسط) التي كانت تشع نورًا في الماضي استعادة دورها التاريخي الذي طمسه الإهمال والعبث. وبحسب باحثين في علم الآثار فقد تحولت الكثير من هذه المعالم في حقبتي الرئيس السابق زين العابدين بن علي وسلفه الحبيب بورقيبة إلى مكاتب إدارية ومبانٍ مهملة بعد أن كانت شاهدة على الحضارة المعمارية في ذلك الوقت. ومن بين المدارس الإسلامية الأثرية التي تحاول استعادة دورها الثقافي والتاريخي في القيروان المدرسة "الزليجية"، ومدرسة "الوحيشي"، والمدرسة "الخودية"، التي تحولت إلى مقر لوزارة الثقافة بالقيروان، والمبنية على النمط المعماري الإسلامي العريق. والمدرسة مبنية على شكل مربع تتوسطها ساحة وفي جنباتها توجد أقسام الطلبة التي تحولت بدورها إلى مكاتب إدارية. ولا يزال المكان محافظًا على طابعه التقليدي، وتتكون المدرسة من سقيفتين (بناء بارز)، إحداهما تتوسطها قبة هرمية من الخشب، بينما تعضد أبوابها سواري من الرخام. والثانية مستطيلة مسقوفة بالعقود المتقاطعة من الآجر(مادة بناء) وهي محمولة على سواري رخامية ووسادات خشبية وتيجان حفصية (نسبة للدولة الحفصية في تاريخ تونس) وهي أيضا من الرخام. أما صحن المدرسة، التي تميزت بفن النقش على الخشب، فتحاط به أروقة جميلة الشكل، وغرف الطلبة، سواء المعدة للدراسة أو النوم. وظلت المدرسة تؤدي دورها إلى أن بدأت سياسة تجفيف المنابع من جانب النظامين السابقين، وتعرّضت للإهمال واستولى عليها بعض المنحرفين لفترة من الوقت ثم حولتها الدولة إلى إدارة محلية، ومعها المسجد التابع لها، وفقا للباحثين. جامع ابن خيرون، أو المسجد ذو الثلاثة أبواب، هو أحد المساجد النادرة في العالم الإسلامي وأحد الشواهد النموذجية عن الفن المعماري الزخرفي، وينسب بناء المعلم لمحمد بن خيرون عام 866 م ويتميز بواجهة مزخرفة وهي أقدم نموذج معروف اليوم. ويعتبر المسجد الوحيد الذي يدخل المصلون إليه من ثلاثة أبواب لا تفصل بينها سوى سواري من الطوب، وفي أعلى أبوابه آية قرآنية مكتوبة بالكوفية وبزخارف نباتية وزيتية غير مكتملة، حيث تم محو جزء منها لبناء المئذنة بحسب السلطات وسط رفض من الأهالي. وهناك مدرسة تعود للعهد الحفصي، ومن ثم العثماني، في ساحة تسمى الآن ساحة الجرابة (نسبة الى جزيرة جربة) ولا تزال رغم العبث الذي طالها على مدى عقود خلت محافظة على طابعها المعماري الأصيل، ويتم استخدامها حاليا كدائرة بلدية، وكانت المدرسة منارة لتعليم القرآن الكريم، وبها مسجد. وعن مبنى المدرسة، قال الخبير في الآثار، زهير الشهايبي، لمراسل وكالة الأناضول: "في صحن المدرسة، وعاء كان يستخدم لجمع مياه الأمطار، لا سيما عندما كانت الشوارع نظيفة وليست كما كانت إلى عهد قريب". مدرسة "عبيد الغرياني"، تعود للقرن الرابع عشر، وفي مسجد المدرسة التابع لها طاولة تقف بين الباب والمحراب، وهي الآن غرفة اجتماعات لمقر جمعية صيانة مدينة القيروان و الإدارة الجهوية للمعهد الوطني للتراث. وتحيط بالمسجد المعطل والمستخدم في غير ما بني من أجله أروقة وثلاثة ممرات ومحراب يحيط به الرخام بالأسود والأبيض. ويتقدم صحن المدرسة "سقيفة" متعرجة تكسوها قطع الفسيفساء، والنقش على الجص، بينما سقوفها من الخشب المطلي بالزيت، ويلاحظ الزائر حضور كثيف للرخام في جنبات المدرسة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال مساجد القيروان تاريخ يقاوم الإهمال



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq