انتهت الثلاثاء، الحملة الرابعة من سلسلة عمليات إرادة النصر التي أعلنت الحكومة عن انطلاقها الشهر الماضي، لملاحقة فلول "داعش" في المناطق النائية الصحراوية، ووفق بيانات عسكرية، فإن نتائج الصفحات الأربعة من العمليات التي بدأت من شمال بغداد إلى غربها، أسفرت عن مقتل 15 مسلحا واعتقال 44.
ونفذت العمليات الأربعة في مساحة تصل إلى نحو 325 الف كم مربع، طهرت خلالها أكثر من 150 قرية، في المقابل تقول تقارير أمنية محلية ودولية ان المجاميع المنفردة لتنظيم "داعش" والتي انتشرت في صحراء الانبار، عقب اعلان التحرير نهاية 2017، باتت تقترب من اعادة لملمة شتاتها بشكل تدريجي، لكنها قد تحتاج الى المزيد من الوقت لتحقيق ذلك.
والتنظيم الذي خرج من تحت عباءة "القاعدة" بعد القضاء عليه تماما في العراق في 2009، يعتمد سياسة "النفس الطويل" في تحقيق اهدافه. استمر داعش لسنوات مختبئا في الصحراء حتى ظهر بشكل علني في نهاية 2013.
ويستطيع عناصر التنظيم، بحسب مصادر امنية، التأقلم بشكل سريع مع الظروف المناخية والجغرافية الصعبة، كما يملكون خبرة في انشاء الانفاق واخفاء الاسلحة وحتى الدراجات النارية تحت الارض لاستخدامها للتنقل بين المناطق دون اثارة الشبهات. وكشفت العمليات الثلاثة السابقة ضمن (ارادة النصر) عن وجود مضافات فيها مولدات كهرباء ومطاحن لطحن الحبوب، فيما اتضح وجود اتصالات مع البدو لتوفير المعلومات والحصول على الوقود والطعام.
مصير المسلحين
ويقول حاكم الزاملي، وهو رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان السابق، في تصريحات قبل أيام، إن هناك 3 آلاف مسلح يتجولون في المناطق الصحراوية وقرب الحدود مع سورية.
وذكرت مصادر، أن تلك الأعداد مبالغ بها، وإن الارقام قد تصل الى 1000 مسلح على اعلى تقدير. وتعمل القوات الامنية، بحسب المصادر نفسها، على اتباع سياسة تمنع من خلالها بقايا "داعش" من التجمع في المناطق البعيدة، وتدمر كل الامكانيات التي تسمح بذلك المخطط منها تفجير المضافات، وان يكن عدد المقتولين من المسلحين غير كبير.
ويقول احمد المحلاوي قائممقام القائم الحدودية مع سورية، إن الاعداد الصغيرة التي يتم قتلها هي بسبب انقسام المسلحين في الصحراء الى مجاميع منفردة".
وبحسب المصادر فإن وادي حوران مثلا في غرب الانبار، يضم نحو 20 مجموعة، كل مجموعة تضم 5 افراد على الأقل، وأعلن الحشد الشعبي، في بيانات امس، أنه استطاع خلال مشاركته في المرحلة الرابعة لارادة النصر والتي انطلقت قبل 5 ايام في غرب الابنار، "تطويق وادي حوران" بـ360 درجة. بالمقابل يقول احمد المحلاوي انه "لا يمكن السيطرة على الوادي في 4 ايام.. المكان واسع جدا ويحتاج الى وقت اطول".
ويمتد الوادي الذي يرتبط مع ثلاث دول مجاورة، بمسافة تمتد إلى 400 كم داخل الحدود العراقية، فيما يضم مناطق وعرة، وأعلن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير رشيد يارالله في بيان الثلاثاء الماضي، عن "اكتمال المرحلة الرابعة من عملية إرادة النصر والتي استمرت للفترة من الـ24 آب الحالي ولغاية الـ27 من آب الحالي".
وبين يار الله ان العملية "تضمنت تفتيش وتطهير المناطق ضمن قاطع مسؤولية قيادة عمليات الانبار في مناطق شمال الخط السريع (شمال الكيلو 70– شمال الكيلو 160 - المرصنات – الكعرة – الحسينيات – وادي حوران والمناطق ضمن قاطع مسؤولية قيادة عمليات الجزيرة جنوب نهر الفرات وحتى الحدود الفاصلة مع قطعات عمليات الانبار جنوبا لتأمين الاستقرار الكامل في جميع المناطق المحددة". واشار البيان الى "قتل ارهابيين اثنين والقاء القبض على 6 آخرين، وتدمير 6 انفاق و25 وكرا، والعثور على مفرزة طبية، و22 عبوة ناسفة وتفجير 31 عبوة اخرى، و19 حزاما ناسفا و6 اسلحة مختلفة وجليكان، وقد بلغ عدد القرى التي تم تفتيشها 16 قرية".
تكنولوجيا الحرب
من جهته يقول فرحان الدليمي عضو مجلس محافظة الانبار في تصريح امس لـ(المدى) ان "عمليات التفتيش لا يمكن لوحدها ان تسيطر على الصحراء او تمنع عودة المسلحين من جديد".
ويتفق الدليمي مع ما قاله رئيس الحكومة عادل عبد المهدي حين زار الانبار مع بداية انطلاق الحملة الاخيرة الاحد الماضي، واعتبر خلالها انه عملية السيطرة على الانبار "ليست صعبة" مشترطا "اعتماد التكنولوجيا الحديثة أثناء المدة المقبلة بشكل أكبر ومراقبة العجلات إلكترونيا". وما زال العراق يعتمد بشكل كلي، بحسب مسؤولين، على الإمكانيات التي يقدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حيث شارك طيران التحالف وفق بيان العمليات المشتركة في الصفحات الأربعة لحملة "إرادة النصر" بـ 166 طلعة.
ويقول فرحان الدليمي ان "داعش ما زال قادرا على التحرك في الصحراء ويعتمد على رعاة الغنم في الحصول على الاموال والمعلومات"، مبينا ان الطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة ستمكن الجيش من امساك الصحراء بشكل افضل.
قد يهمك ايضا:
مركز "النهرين" يُحذر من مستقبل أطفال ونساء "داعش" في مخيمات النازحين
تقرير حقوقي تكشف أن الحكومة العراقية حرمت أطفال "داعش" من دخول المدارس
أرسل تعليقك