أثار قرار رئيس مجلس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، بإحالة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب، إلى أمرة وزارة الدفاع، انتقادات سياسية وشعبية واسعة في العراق.
واستغرب زعيم تيار "الحكمة الوطني" المعارض عمار الحكيم، القرار، وقال في تغريدة له على منصات التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "إجراء كهذا عندما يكون بديلا عن المكافأة والتقدير فإنه يبعث رسالة مغلوطة ليس فقط عن آليات إدارة الملف الأمني فحسب، بل عن إدارة الدولة بشكل عام".
اقرا ايضا
وزارة الداخلية العراقية تؤكد أن أبو بكر البغدادي متواجد في مناطق غربي سورية
وأعلن النائب محمد شياع السوداني، عن توجيه سؤال برلماني إلى "عبد المهدي" لبيان أسباب تجميد "الساعدي".
وقال في بيان، الجمعة، "تفاجأنا بقرار القائد العام للقوات المسلحة، بتجميد المقاتل عبد الوهاب الساعدي، الذي تحررت على يديه العديد من المدن دون توضيح الأسباب".
وأضاف أنه "استنادًا إلى أحكام الفقرة سابعًا من المادة 61 من الدستور سنوجه سؤالاً برلمانيًا إلى القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء؛ لبيان أسباب نقل المقاتل قائد قوات مكافحة الإرهاب إلى وزارة الدفاع بالأمرة، ما يعني تجميد صلاحياته العسكرية بشكل كامل، وهو ما يتنافى مع ما قدمه هذا المقاتل من إقدام وشجاعة، وقد رفض ارتداء رتبته العسكرية ما لم يحرر بلده بالكامل".
وعد رئيس كتلة الإصلاح والإعمار النيابية، القيادي في تحالف سائرون، صباح الساعدي، إجراء الحكومة بنقل بعض القادة العسكريين في جهاز مكافحة الإرهاب إلى الأمرة في وزارة الدفاع "إساءة كبيرة وجريمة لا تغتفر بحق انتصارات التحرير".
واعتبر الساعدي "نقل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي القائد الميداني في معارك تحرير الأنبار والفلوجة والموصل إلى الأمرة، بناء على طلب من رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، طالب شغاتي، قضية كبيرة تثير الاستفهام حول طبيعة ما يجري داخل الجهاز من عمليات إقصاء للضباط والقادة الشرفاء".
وطالب الساعدي "رئيس الحكومة إعادة النظر في قراره والمسارعة في إلغائه والتحقيق في دواعي الطلب في نقله هو أو غيره من أبناء الجهاز".
ودعا أيضًا لجنة الأمن والدفاع النيابية، إلى إجراء تحقيق عاجل في خصوص ذلك، تستضيف فيه الفريق "الساعدي" والقادة الآخرين وفتح ملف جهاز مكافحة الإرهاب، ونفض الغبار عنه؛ لكشف حقيقة ما يجري فيه.
ودعا زعيم تحالف "القرار العراقي"، أسامة النجيفي، القائد العام للقوات المسلحة، للعدول عن قراره، وقال إن "انعكاس هذه الخطوة على المقاتلين والشعب تمثل رسالة سلبية تصيب المعاني العالية بالإحباط وعدم القناعة بالإجراءات".
ودعا "النجيفي"، في بيان "عبد المهدي" إلى إعادة النظر في إحالة الفريق الساعدي إلى الأمرة، وإعادته إلى موقعه معززًا مكرمًا، قائلاً إن هذا الأمر عُد تجميدًا لـ "الساعدي".
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن "عبد المهدي" وقع على كتاب نقل "الساعدي" من جهاز مكافحة الإرهاب إلى أمرة وزارة الدفاع.
وقرار النقل بناء على طلب قائد جهاز مكافحة الإرهاب، من دون بيان تفاصيل أكثر.
و"الساعدي" خريج الكلية العسكرية الأولی، دورة 69، ومن الأوائل في دورته، تدرج بالرتب العسكرية حتى نقل إلى جهاز مكافحة الإرهاب، وأصبح رئيس أركان قوات مكافحة الإرهاب (يوازي في منصبه رئيس أركان الحرس الجمهوري العراقي سابقًا)، وأشرف علی تخريج الكثير من مقاتلين العمليات الخاصة.
ولعب "الساعدي" دورًا بارزًا في عمليات قتال "داعش" منذ معركة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، في 2014، حتى تحرير مدينة الموصل.
قد يهمك ايضا
جهاز مكافحة الإرهاب يجهز على 15 متطرفًا خلال عملية إنزال جوي في صلاح الدين
أرسل تعليقك