بغداد - العراق اليوم
في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات استهداف أرتال التحالف الدولي التي تحمل معدات وأجهزة في عدد من المحافظات العراقية، يستمر قصف المنطقة الخضراء في بغداد، حيث مقر السفارة الأميركية بصواريخ الكاتيوشا. ورغم تجاهل الأميركيين لهذه الضربات التي لم تتسبب في أي خسائر مادية أو بشرية داخل محيط السفارة، فإن منظومة الدفاع التي نصبتها السفارة قبل أكثر من شهرين باتت تتكفل بتشتيت الصواريخ التي أخذت تتناثر على أهداف عراقية هنا وهناك، إما داخل الخضراء أو في الجانب الآخر لنهر دجلة.
التكتيك الأخير الذي لم يكن معمولاً به سابقاً هو أن استهداف الأرتال والبعثات الأجنبية في العراق وصل إلى قلب بغداد. ففي ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، استيقظ سكان حي القادسية المحاذي للمنطقة الخضراء من جهة مطار بغداد الدولي على وقع انفجار قوي ظهر أنه عبوة ناسفة زرعت تحت شجرة بالقرب من جامع أم الطبول على طريق مطار بغداد الدولي باتجاه المنطقة الخضراء.
وطبقاً لما أعلنته السفارة البريطانية، فإن تفجير العبوة استهدف سيارة تعود للسفارة دون حصول أي خسائر بشرية أو مادية. وعلى أثر ذلك، فرضت الأجهزة الأمنية طوقاً على إحدى بوابات المنطقة الخضراء شديدة التحصين.
وتزامن الانفجار مع إطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا على محيط السفارة الأميركية ردت عليها منظومة الدفاع الأميركية، ما أدى الى إسقاط اثنين منها، فيما سقط الثالث في نهر دجلة، طبقاً لما أعلنته السفارة الأميركية. ويعد الهجوم السابع منذ مطلع الشهر الحالي.
وفي تفسيره لاستمرار استهداف المنطقة الخضراء، يقول أستاذ الأمن الوطني الدكتور حسين علاوي، رئيس مركز رؤى للدراسات السياسية، لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستهداف مستمر، لأن هنالك تحولات كبيرة تجري في جسد انتقال الدولة من النشوء إلى الاستقرار، وأن تكون حكومة تكميلية تلتزم بالمنهاج الوزاري وتعمل على خلق مناخ التعافي من وباء كورونا وانهيار الاقتصاد نتيجة انخفاض أسعار النفط والتفهم الكبير للشارع العراقي لنهج الحكومة وحجم المشاكل، بالإضافة إلى رؤية الإسناد العميقة لبرنامج الانتقال نحو الدولة المستقرة المدنية».
وأضاف علاوي أن «الدعم الذي حظي به الكاظمي من قبل المرجعية الدينية العليا في إدارة الدولة والسير في برنامج الحكومة لن يروق للجماعات المسلحة الخاصة والقوى السياسية التي تراقب انتقال السلطة للمجتمع، حيث يكون المواطن العراقي فاعلاً في المعادلة السياسية بعد تغييب طويل». وأوضح علاوي أن «انتقال العراق نحو الدولة لن يعطي المجال للتشويش والفوضى التي نزف العراق نتيجتها شباباً وفرصاً اقتصادية كبيرة»، مبيناً أن «الكاظمي يسير بخطى جيدة والدليل على ذلك عمليات التحرر الإداري في الاختيار، رغم أن القوى السياسية اتهمت الحكومة بشتى الاتهامات، بحيث جعلت الشارع يستغرب ما تقوم به هذه القوى، حيث إنها تحول دون استكمال كيان الحكومة الإداري والوظيفي في الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة التي كانت تدار بالوكالة».
وبخصوص عملية الاستهداف الأخيرة للمنطقة الخضراء بالصواريخ أو بعبوة ناسفة عند مدخلها من جهة المطار، يقول علاوي إن «العملية الأخيرة هي محاولة تهديد للأمن والاستقرار في العاصمة بغداد». وأشار إلى «أننا نحتاج الآن إلى حوار سياسي معمق للسلاح خارج الدولة، لأنه سلاح قد خرج حتى عن قواعد العمل الذي يهدف إليه، سواء بمزاحمة عمل حكومة الكاظمي أو التأثير في قناعات الدول الصديقة للعراق للخروج منه، وهي تعمل وفقاً لاتفاقيات حكومية أبرمتها الحكومات السابقة وتعمل حكومة الكاظمي على تنظيمها في ضوء السيادة العراقية والمصالح الوطنية العليا». وأكد أنه «دون حوار عراقي - عراقي لن تنتهي عمليات استهداف المنطقة الخضراء أو المواقع السيادية والقواعد العسكرية العراقية، لأن فيها رسائل سياسية مرتبطة بالصراع الأميركي - الإيراني الذي يسعى الكاظمي إلى إبعاد العراق عنه، لا سيما بعد جدولة الوجود الاستشاري الأميركي خلال مباحثات الحوار الاستراتيجي الأول والثاني هذا العام مع الولايات المتحدة ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي».
وقد يهمك ايضا
سقوط ثلاثة صواريخ على المنطقة الخضراء وسط بغداد
المنطقة الخضراء في قلب العاصمة العراقية بغداد تتعرض بقصف صاروخي
أرسل تعليقك