أكَّد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، الثلاثاء، أنّ المفاوضات مع بغداد مستمرة لحل كل المشاكل.
وذكر بيان لمكتب بارزاني أن "رئيس حكومة الإقليم استقبل في مكتبه بأربيل، وفدا عسكريا أميركيا برئاسة الجنرال غريغوري كرودر"، وأضاف أنه "تم في الاجتماع بحث آخر مستجدات الوضع على الساحة الإقليمية، فضلا عن التنسيق الأمني للتصدي لمخاطر تنظيم داعش الذي لا يزال يشكل تهديدا مشتركا يحول دون عودة النازحين إلى ديارهم".
وأوضح بارزاني خلال اللقاء أن "مفاوضاتنا مع بغداد مستمرة للتوصل إلى اتفاق شامل يهدف لحل المشاكل كافة بموجب الدستور"، مبينا أن "التوصل إلى اتفاق يصب في مصلحة العراقيين جميعا".
اقرا ايضا
البارزاني يؤكد أن العوامل التي أدت إلى ظهور "داعش" لا تزال قائمة
وأكد نائب في اللجنة المالية البرلمانية أن إقليم كردستان مستعد لإرسال 250 ألف برميل من نفطه إلى العراق في حال إيجاد حل لديون الإقليم، مبينا: “وبخلاف ذلك فإن الاتفاق احتمال مستبعد”.
وقال جمال كوجر، عضو اللجنة المالية النيابية عن كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني، إنه غير متفائل بالتوصل لاتفاق بين الجانبين حول النفط والموازنة، بسبب عدم إبداء بغداد استعدادها لمساعدة إقليم كردستان في سداد الديون المتراكمة والتي تبلغ قيمتها نحو 24 مليار دولار.
وأضاف أن "الحكومة العراقية غير مستعدة حتى الآن لسداد الديون المترتبة على ذمة إقليم كردستان وبخاصة في ما يتعلق بمستحقات الشركات النفطية، وهو الأمر الذي يتخذه الإقليم شرطاً لتسليم نفطه، أي إذا وجدت الحكومة العراقية حلاً لقروض كردستان فإنها ستسلم النفط لبغداد، أما إذا تمسك كل منهما بموقفه فمن الصعب التوصل لاتفاق”.
ويقدم كوجر عدة مقترحات للمعالجة ومنها أن “تسدد الحكومة العراقية جزءاً من هذه الديون بشكل مباشر ومن ثم استقطاعها من حصة إقليم كردستان، خاصة أن الاحتياطي المصرفي كبير ويبلغ نحو 87 مليار دولار بما يمكن حكومة بغداد من القيام بذلك”.
وأوضح أنه وفقا لتقرير شركة ديلوت فإن إقليم كردستان وفي حال بيع النفط بسعر 55 إلى 66 دولاراً للبرميل فإنه سيحصل على 17 إلى 19 دولاراً أي أن نسبة أرباح العائدات النفطية للإقليم تبلغ 30% وباقي الأموال تذهب إلى المستحقات المالية للشركات ومجالات أخرى.
وبحسب قانون موازنة 2019 فإن على بغداد صرف 454 مليار دينار شهريا لرواتب موظفي إقليم كردستان و68 مليار دينار للبيشمركة، ومع صرفها المبلغ المخصص للموظفين فإنها لم ترسل أي شيء للبيشمركة.
ويواجه رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ضغوطاً متزايدة لقطع حصة الإقليم من الموازنة.
وقال النائب في اللجنة المالية عن كتلة الاتحاد الوطني، شيروان ميرزا: “من أجل الحد من هذه الضغوط وحفظ الاستقرار السياسي والاقتصادي فمن الأفضل أن تسلم أربيل 250 ألف برميل نفط لبغداد، مع التمسك بمستحقاتها لأن الأموال التي ترسلها الحكومة العراقية حالياً تمثل رواتب 682 ألف موظف”.
وتابع: "إذا سلم الإقليم هذه الكمية من النفط فعلى بغداد بالمقابل إرسال حصة كردستان من الموازنة بالكامل على أقل تقدير سواء أكان 67. 12% أو 14% أو 17%".
ويختلف الجانبان حول كميات الإنتاج، فبينما يشير إقليم كرستان إلى أن معدل الإنتاج اليومي يبلغ 450 ألف برميل يوميا فإن الحكومة العراقية تقول إن المعدل يصل إلى 480 ألف برميل.
ومضى ميرزا بالقول إن “وفد إقليم كردستان سيتوجه إلى بغداد للتباحث بشأن ملفي النفط والموازنة بعد عودة عبد المهدي إلى البلاد وانتهاء زيارته الحالية إلى الصين”، بالمقابل رئيس لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في إقليم كردستان، بلين إسماعيل عبر عن تفاؤله بالاتفاق بين أربيل وبغداد لوجود حسن نية من الجانبين، قائلاً: “إذا سلمت بغداد مستحقات إقليم كردستان المالية، فإن الإقليم مستعد لإرسال 250 ألف برميل من النفط يومياً”.
قد يهمك ايضا
أول موقف كردي من قناة "الحرة" واتهام لهيئة الإعلام والاتصالات
أرسل تعليقك