بغداد - العراق اليوم
اذا عرفنا كيف تتم إدارة الحدود العراقية خاصة مع سوريا، سنتمكن من الوصول الى الأسباب التي دفعت قيادي بالحشد الى التهديد بقطع يد ضابط رفيع في الأنبار، حيث تقول بعض التسريبات، إن أسرار كثيرة تجري على الحدود وتتم معاقبة كل الجهات التي تحاول السؤال او عرقلة دخول بعض العربات المجهولة الى داخل العراق.
وعلى خلفية تلك الاحداث اصدر الحشد الشعبي، قرارًا بايقاف احد عناصره بعد تهديده لقائد عمليات الانبار ناصر الغنام. وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد سبق باعلان تشكيل لجنة تحقيق حول ما اشيع بان الغنام اراد رفع صور ابو مهدي المهندس النائب السابق لهيئة الحشد، من مواقع في الانبار. ويؤكد مصدر مطلع في الانبار انه خلف قصة رفع صور المهندس "هناك تنافس محموم لبسط نفوذ بعض الفصائل على الانبار وخاصة على الحدود".
وتملأ الفصائل طول الحدود مع سوريا (نحو 600 كم نصفها مع الانبار) بصور سليماني والمهندس وشعارات ورايات مختلفة، فيما يقول المصدر إن "الصور هي آخر هموم الناس".
في وقت مبكر من عمليات التحرير من داعش، قفز الى المشهد الصراع على الحدود، وهو ربما السبب وراء إقصاء قائد العمليات الذي سبق الغنام.
ويضيف المصدر الذي يعمل قريبا مع قيادة العمليات: "اغلب الفصائل لا تحترم ضباط الجيش، ومحمود الفلاحي كان يتصادم دومًا مع تلك الجهات".
الفلاحي وهو قائد عمليات الانبار السابق، لفقت له العام الماضي، تهمة التجسس لصالح لـ"سي آي أي" (وكالة الاستخبارت المركزية الأمريكية) من قبل جهات يعتقد انها تابعة لكتائب حزب الله. ويتابع المصدر: "ربما الغنام، وان ثبت عدم ارتكابه اي خطأ قد يلاقي نفس مصير الفلاحي".
"سيناريو الفلاحي"
بعد اقل من شهر على اتهام الفلاحي، قال وزير الدفاع السابق نجاح الشمري، إن التحقيق أثبت بطلان التهم المنسوبة إلى قائد عمليات الأنبار بـ"التخابر"، لكن رغم ذلك تم ابعاده عن منصبه.
ووفق المصدر، ان الفلاحي، والغنام الذي تم تعيينه بعد شهر من اقالة الاول، "وقفا ضد بعض الاعمال غير المفهومة التي تجري على الحدود مع سوريا".
وظلت بعض الفصائل تحارب قرارًا سياسيًا من رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، بابعادهم عن المشاركة في تأمين بعض البلدات القريبة من الحدود اثناء الحرب ضد داعش.
وكانت تلك الفصائل، بحسب المصادر، انتشرت على خلاف ارادة العبادي في مناطق مثل البعاج في نينوى وقرب معبر الوليد في الانبار، اللتين تقعان على الحدود مع سوريا.
ويتابع المصدر: "هذه الفصائل لديها امتدادات مع سوريا، وتريد ان تدخل وتخرج يوميا عبر الحدود، ولذلك تتصادم مع قيادة عمليات الانبار".
لا يملك المصدر او اي جهة في الانبار معلومات عن ماذا يمكن ان تضم تلك الشاحنات التي تعبر، لكن التوقعات تشير الى انها قد تكون اسلحة.
وفتحت السلطات الامنية، الجمعة، تحقيقا في تسجيل صوتي يتضمن تهديدات صادرة من قائد بارز في الحشد الشعبي ضد الغنام يحذره فيها من رفع صور أبو مهدي المهندس من شوارع محافظة الأنبار.
وقالت خلية الإعلام الأمني الحكومية في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وجه بتشكيل لجنة تحقيقية من وزارة الدفاع الاستخبارات العسكرية والاستخبارات والأمن وأمن الحشد الشعبي في قيادة العمليات المشتركة للتحقيق الفوري بالتسجيل الصوتي".
وأضافت أن اللجنة ستعمل على "الوقوف على حقيقة الأمر ومن هي الجهة التي سجلت الاتصال وأسباب نشره الآن واتخاذ الإجراءات القانونية ومحاسبة المقصرين".
ومساء الخميس، تم تداول تسجيل صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنه لشخص يدعى علي جواد المظفر "أبو زيد" وتم تعريفه على أنه نائب قائد عمليات الأنبار في الحشد الشعبي، وهو يوجه تهديدات لقائد عمليات الأنبار اللواء الركن ناصر الغنام. وخلال المكالمة الهاتفية المفترضة، وجه المظفر انتقادات لاذعة للغنام وطلب من الشخص الذي كان يتكلم معه، وتم تعريفه بأنه رئيس أركان قيادة عمليات الأنبار العميد الركن ضياء محمد إرسال رسالة لقائده مفادها أنه سيتم "قطع يد" أي شخص ينزل صورة أبو مهدي المهندس أو أي لافتة تابعة للحشد موجودة في محافظة الأنبار.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا بأنها لفصائل نشرت عناصرها قرب الأماكن التي تتواجد فيها صور للمهندس، الذي قتل في الغارة التي استهدفت قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مطلع هذا العام.
وفي وقت لاحق أعلنت قيادة عمليات قاطع شرق الأنبار في الحشد الشعبي إيقاف "أبو زيد" عن العمل وإحالته للتحقيق بتهمة "إهانة" أحد ضباط الجيش العراقي.
خلافات على الأرض
وظهرت قوات الحشد الشعبي، بشكل مفاجئ في حزيران 2017، على الحدود العراقية-السورية ضمن حدود محافظة الانبار، فيما قال محمد الكربولي النائب عن الانبار لـ(المدى) انه لا يعلم "كيف ومن الجهة التي ادخلت الحشد الشعبي الى الحدود".
وقالت كتائب حزب الله، احد تشكيلات الحشد الشعبي، في قضية الفلاحي، بانها "تجسست" على من وصفتهم بعملاء الـ"سي آي أي"، متوعدة بالكشف عن قائمة طويلة من "الخونة شمالا وغربا" بحسب بيان للفصيل حينها. وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها تبني جهة معروفة لتسريب صوتي لشخصية سياسية او عسكرية في العراق.
ويرى عيد الكربولي، وهو مسؤول سابق في الانبار انه "هذه الخلافات سيئة جدا ولن تعزز الامن في الانبار".
ويمتد عمل قيادة عمليات الانبار من الحدود مع سوريا الى الرمادي (مركز محافظة الانبار).
ويضيف الكربولي :"داعش مازال موجودا في الانبار وهو يستغل تلك الخلافات لينفذ هجمات جديدة".
وكان داعش قد عاد مؤخرا الى نصب سيطرات وهمية في الرطبة، جنوب غربي الانبار، فيما يحذر المصدر من "سقوط الرطبة اذا استمرت بعض الفصائل بمنع تدخل قوات الجيش".
ويضيف: "بعض الفصائل لديها ارتال كثيرة تمر على الطريق الدولي القادم من معبري الوليد والرطبة ويهمها فرض سيطرتها هناك".
وقد يهمك أيضا
إيرج مسجدي يوجه إلى مواطنيه بعدم التوجه إلى الحدود العراقية بأي شكل
تركيا تواصل اعتدائها وتشن قصفًا على الحدود العراقية ومطالبات بحفظ الأمن
أرسل تعليقك