أعربت وزير الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أثناء زيارتها إلى بغداد، أمس، عن استعداد بلادها لمواصلة دعم العراق في الحرب ضد فلول تنظيم “داعش” الإرهابي، في ما تطرقت إلى التدخلات التركية على الأراضي العراقية.
ومن جانبه، شدد الرئيس العراقي برهم صالح، عقب استقباله الوزيرة الفرنسية، على ضرورة وقف الانتهاكات العسكرية التركية على الأراضي العراقية التي تعد انتهاكًا لسيادة البلاد، وخرقًا للقوانين والمواثيق الدولية وعلاقات حسن الجوار.
ودعا صالح إلى تضافر الجهود الدولية لمواصلة الحرب على الإرهاب والقضاء على بؤره التي تشكل تهديدًا للأمن والسلام، وتعزيز التعاون والتنسيق لمكافحة أشكال التطرف.
وأشار إلى “أهمية التشاور والعمل المشترك مع الاتحاد الأوروبي لترسيخ الاستقرار في المنطقة وتجنيبها المزيد من الأزمات والتوتر”، مثمنًا دور فرنسا الحيوي في التحالف الدولي ضد الإرهاب.
ووصلت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إلى بغداد، مساء أمس الأول، للتعبير عن دعمها للحكومة العراقية الجديدة التي تواجه أزمة سياسية واقتصادية وصحية، في ثاني زيارة يقوم بها وزير فرنسي إلى العراق خلال ستة أسابيع، حسبما أعلن مكتبها.
والتقت بارلي وزير الدفاع العراقي جمعة عناد والرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فيما توجهت إلى إقليم كردستان شمال العراق.
وقالت الوزيرة الفرنسية خلال مؤتمر صحفي مقتضب بمشاركة نظيرها عناد: “نحن عازمون على الاستمرار في تقديم الدعم في مجال التدريب والتسليح للقوات المسلحة العراقية”.
وعلق هذا الدعم، في وقت سابق من العام الجاري، بسبب المخاوف من انتشار جائحة “كوفيد-19”.
لكن بارلي ذكرت أنها ناقشت المسألة مع نظيرها العراقي، قائلة: “نحن عازمون على تعزيز قدرات العراق في مراقبة سمائه وتعزيز أمن أرضه”، لملاحقة خلايا الإرهاب التي ما زالت تتحرك في مناطق صحراوية خصوصًا في غرب العراق، مؤكدة أن “الحرب مع داعش لم تنته بعد”.
وكان مكتب وزيرة الجيوش الفرنسية ذكر أن بارلي ستركز خلال الزيارة على القضايا الكبرى التي بحثها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته قبل أسابيع، من مكافحة تنظيم “داعش” إلى احترام سيادة العراق.
وقال المصدر نفسه: “إن بارلي ستتطرق في محادثاتها مع محاوريها إلى التدخلات التركية على الأراضي العراقية، خصوصًا الضربات الجوية على كردستان العراق”.
وأفاد مصدر في وزارة الجيوش الفرنسية: “انتقلنا إلى مستوى مقلق من المساس بالسيادة العراقية”، مؤكدًا من جديد “دعم فرنسا الكامل للسيادة العراقية في إطار توازن إقليمي معقد”.
وأشار بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية العراقية إلى أن الرئيس برهم صالح وبارلي بحثا تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين، وتوسيع آفاق التعاون في المجالات كافة، لاسيما التعاون الأمني وبناء القدرات العسكرية، فضلًا عن استعراض آخر المستجدات والتطورات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية. وقالت بارلي، في تصريح مشترك مع نظيرها العراقي جمعة عناد في ختام مباحثاتهما في مقر وزارة الدفاع العراقية: “ندعم إبعاد العراق عن سياسة المحاور لخلق الاستقرار، ونتعاون مع العراق لنجاح القضاء على الإرهاب”.
وقد يهمك ايضا
برهم صالح يُؤكِّد ضرورة ضبط المنافذ الحدودية وتوحيد آليات العمل فيها
الرئيس صالح يبحث مع النجيفي مواجهة كورونا واجراء الانتخابات المبكرة
أرسل تعليقك