أكد المحلل السياسي أثير الشرع، أن الموقف العراقي الرسمي من خلال الرئاسات الثلاث رافض للاستهداف المتكرر الذي طال مقار الحشد الشعبي؛ لأنه أحد القوى المنضوية تحت لواء القيادة العامة للقوات المسلحة، وأضاف الشرع، في تصريحات لراديو "سبوتنيك"، أن هناك اجتماعات للرئاسات الثلاث مع قيادات الحشد الشعبي لمناقشة نتائج تحقيقات سرية حول الهجوم .
كما ذكر أن التحقيقات السرية أظهرت أن هناك أكثر من جهة متورطة في الهجوم على الحشد الشعبي وربما تكون من إحدى دول الجوار.
وحول رد الحكومة، قال الشرع، إنه تم إعطاء الضوء الأخضر لكل المعسكرات لاستهداف أي طائرة مجهولة الهوية تجوب الأجواء.
وتسبب القصف لمخازن ذخيرة تابعة للحشد الشعبي في العراق، في حراك دولي ونقاشات ومواقف متفاوتة شهدتها المنطقة وبعض دول العالم، وآخر تلك المواقف ما أقدمت عليه فرنسا بتشكيل لجنة لتخفيف العقوبات وإعادة التفاوض مع إيران بحسب خبراء.
وقال المحلل السياسي عبد القادر النايل، "إن ما يجري هو حرب باردة بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي، لكن بعيدا عن أراضي البلدين"، وتابع "الخلاف بين إيران وورقة الحشد الشعبي وإسرائيل، هو الصراع على النفوذ لاسيما في سوريا".
وأضاف المحلل العراقي "الحشد الشعبي في العراق هو الضامن الرئيس لتأمين طريق الحرير نحو سوريا ولبنان، لنقل الدعم البشري والعسكري".
ومضى بقوله "إسرائيل لم تستهدف العراق كعراق، إنما استهدفت معسكرات إيرانية"، ولفت النايل إلى أن هناك أهدافا إسرائيلية بخلاف الأهداف الإقليمية، موضحا "هناك أهداف محلية في الداخل الإسرائيلي، وهى أن نتنياهو يحتاج إلى شعبية داخل إسرائيل لغرض خوض الانتخابات الداخلية والفوز بها، وهذا يتطلب صناعة عدو وإيهام الإسرائيليين أنه أنقذهم من قصف صواريخ باليستية إيرانية".
وأكد المحلل العراقي أن القصف الإسرائيلي الأخير "فتح لإيران نوافذ التفاوض مع المجتمع الدولي، الذي نتج عنه تشكيل لجنة برئاسة فرنسا لتخفيف العقوبات الاقتصادية، وإعادة إيران للتفاوض حول ملفها النووي من جديد".
وبدأت السلطات العراقية إلى ذلك، التحقيق في الغارة التي نفذتها طائرتان مسيرتان إسرائيليتان، بحسب الحشد الشعبي، أسفرت عن مقتل قيادي في الحشد، في ظل مخاوف من تحول البلاد إلى ساحة حرب بالوكالة عن دول أخرى.
وشنت طائرتان مسيرتان الأحد ضربة جوية على نقطة تابعة للواء 45 من قوات الحشد الشعبي في الأنبار قرب الحدود العراقية السورية غرباً، وأسفرت عن مقتل قيادي وإصابة آخر بجروح بالغة.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول لوكالة فرانس برس الاثنين، "إن تحقيقا يجري حاليا لتحديد (طبيعة) الضربة"، من دون إعطاء تفاصيل.
وكان الحشد الشعبي، سارع إلى اتهام إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، بحسب ما نقل بيان الأحد.
وشيعت قوات الحشد الشعبي صباح الاثنين في بغداد، كاظم محسن، أحد قيادييها الذي قضى في ضربة الأحد.
وأشارت إلى أن محسن، واسمه العسكري "أبو علي الدبي"، كان "مسؤول الدعم اللوجستي للواء 45 بالحشد الشعبي".
واللواء 45 تابع، بين ألوية عدة، لـ"كتائب حزب الله" العراقي الذي تصنفه الولايات المتحدة في لائحة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وخلال التشييع، قال أحمد الأسدي المتحدث باسم كتلة "الفتح" البرلمانية التي تضم غالبية ممثلي الفصائل الشيعية، "سنعقد في الأيام القادمة اجتماعاً برلمانياً طارئاً، لمناقشة هذه المسألة واتخاذ القرارات المناسبة"، بحسب مقطع فيديو نشره الحشد.
وتأتي الضربة بعد أسابيع من غموض أحاط بانفجارات وقعت في مخازن صواريخ تابعة للحشد الشعبي وحمل الأخير الولايات المتحدة مسؤوليتها، ملمحاً في الوقت نفسه إلى ضلوع إسرائيل فيها.
وتعرضت أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي إلى انفجارات غامضة خلال الشهر الماضي، كان آخرها في مقر قرب قاعدة بلد الجوية حيث تتمركز قوة أميركية شمال بغداد.
وأجرت الحكومة العراقية تحقيقات في بعض تلك الحوادث، وقالت إن طائرة مسيرة مجهولة كانت سبباً في أحدها. ولم تصدر أي اتهامات محددة أو نتائج كاملة للتحقيقات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف لـ"فرانس برس"، "إن الوزارة تنتظر نتائج لجنة التحقيق التي شكلها رئيس الوزراء، مضيفا "إذا تم إثبات دور أي طرف خارجي في هذه العمليات، سنتخذ كافة الإجراءات وفي مقدمتها اللجوء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة".
ودانت كتلة الفتح البرلمانية غارة الأحد بشدة، وقالت في بيان، إنها تعتبر الهجوم الأخير "إعلان حرب على العراق وشعبه وسيادته الوطنية".
وتقاتل فصائل الحشد الشعبي التي تأسست بفتوى المرجعية الشيعية الأعلى في العام 2014، تحت قيادة القوات المسلحة العراقية. لكن الولايات المتحدة تعتبر أن بعض هذه الفصائل تمثل امتداداً لعدوتهما اللدود إيران.
وتواصل الولايات المتحدة تنفيذ حملة "الضغوط القصوى" على إيران منذ انسحابها من الاتفاق النووي التاريخي بين طهران والدول العظمى العام الماضي.
ونفى البنتاغون تورطه في الهجمات الأخيرة. ولم تؤكد إسرائيل حتى الآن أي مسؤولية رغم تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتينياهو بأنه "سيتحرك ضد (يران) كلما دعت الضرورة".
وتقول إسرائيل، "إن إيران تنقل صواريخ إلى حلفائها في العراق وسوريا ولبنان يمكن استخدامها في استهداف إسرائيل".
ونفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية ضد القوات الإيرانية وحلفائها في سوريا التي تمزقها الحرب، منذ 2011، بما فيها تلك التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي بالقرب من دمشق.
قد يهمك ايضًا
قلق عالمي من امتداد نفوذ "داعش" والقوات الأميركية تواجه حرب تضاريس في أفغانستان
مركز ستراتفور الأميركي يُحذر من "حرب كبيرة" في المنطقة منطلقها العراق
أرسل تعليقك