كروم العنب ملاذ أهالي كردستان العراق للتغلب على الأزمة الاقتصادية
آخر تحديث GMT05:21:44
الجمعة 25 نيسان / أبريل 2025
 العراق اليوم -
أخر الأخبار

كان موردًا رئيسيًا للعيش إبان فترة الحصار الأميركي على البلاد

"كروم العنب" ملاذ أهالي كردستان العراق للتغلب على الأزمة الاقتصادية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "كروم العنب" ملاذ أهالي كردستان العراق للتغلب على الأزمة الاقتصادية

كروم العنب
بغداد - العراق اليوم

عند سفح تلة وعرة، وعلى بعد 55 كيلومتراً شمال شرقي أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان العراق؛ حيث تمتد بلدة مير رستم على مساحة شاسعة، كروم من العنب الناضج بات جاهزاً للقطاف ليكون مصدر دخل للإقليم الشمالي الغارق في أزمة اقتصادية.فقد عاد سكان الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي إلى الاعتماد على الزراعة التي تراجع العمل فيها بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، عندما تشكلت حكومة، وخُصّ الإقليم بميزانية كبيرة، فتوجهت غالبية السكان إلى وظائف الدولة لضمان رواتب شهرية.
ويؤكد عبد الله حسن، وهو مزارع في بلدة مير رستم، أنها «المرة الأولى» منذ سنوات التي يقطف فيها العنب من مزارع البلدة التي كانت مورداً رئيسياً للعيش إبان فترة الحصار الذي فرض على العراق وانتهى بالغزو الأميركي للبلاد وإسقاط صدام حسين.وقال رئيس لجنة الزراعة في برلمان إقليم كردستان، غريب بنجويني، إن «زراعة الحنطة في الإقليم تواجه صعوبات كبيرة بسبب تأخر صرف مستحقات فلاحي الإقليم لأكثر من 3 أعوام»، لافتاً إلى أن «أكثر من 660 مليار دينار مستحقات لمزارعي الإقليم للأعوام 2014 و2015 و2016 لم تصرف من قبل بغداد لحد الآن». ودعا حكومة الإقليم إلى شراء محصول القمح من مزارعي كردستان «بدلاً من تسليمه إلى الحكومة الاتحادية».
ووفقاً للبنك الدولي، يواجه العراق هذا العام تدهوراً اقتصادياً بسبب اعتماد ميزانية البلاد على صادرات النفط. وبالنسبة إلى إقليم كردستان الذي يشهد خلافات مستمرة مع حكومة بغداد حول ميزانيته إثر الانخفاض الحاد في أسعار النفط وتفشي وباء «كوفيد19»، أصبح الوضع أكثر صعوبة. ويحذر البنك من أن «نقاط الضعف الموجودة أصلاً في العراق قد تؤدي إلى انهيار اقتصادي وموجة جديدة من العنف» في البلاد.
ويرى الخبير الاقتصادي بلال سعيد أن كل ما يحدث من انهيار لاقتصاد كردستان اليوم، سببه عدم اعتماد سلطات الإقليم على نظام اقتصادي قابل للاستدامة من أجل ضمان الازدهار على المدى البعيد. ويقول سعيد لوكالة الصحافة الفرنسية إن «موارد مالية كبيرة تحقّقت (لكردستان): ميزانية مخصصة من بغداد، وعائدات المنافذ الحدودية مع تركيا وإيران. لكن بدلاً من استثمارها للبنى التحتية الزراعية والصناعية والصحية والسياحية، ركزت حكومة الإقليم على تطوير قطاع النفط فقط».
وكما هي الحال مع الحكومة المركزية، أدى توفير الوظائف في القطاع العام، مع أن عدداً كبيراً منها من دون جدوى، إلى حدوث تضخم. ويوجد اليوم في إقليم كردستان حيث يسكن 5 ملايين شخص، 1.2 مليون موظف حكومي، 40 في المائة منهم عناصر في الجيش والشرطة. وتكلّف رواتبهم أكثر من 725 مليون دولار شهرياً.
ولم تدفع حكومة الإقليم منذ يناير (كانون الثاني) الماضي غير 6 رواتب شهرية لموظفي الدوائر المدنية، وقررت في يونيو (حزيران) أن تخفّض بنسبة تصل إلى 21 في المائة الرواتب التي تتجاوز 250 دولاراً.
ويعني هذا انخفاض فاتورة الرواتب إلى 591 مليون دولار، لكن التراكمات ما زالت متواصلة رغم تسلم الإقليم 260 مليون دولار من الحكومة المركزية شهرياً. وأصبحت رواتب الموظفين الحكوميين مشكلة أمام الحكومة المركزية في ظل عدم إقرار الموازنة حتى الآن.
ويتسلم الموظفون المدنيون في حكومتي الإقليم وبغداد الرواتب منذ سنوات في ظل أزمة اقتصادية متصاعدة، لكن الموارد التي يعتمد عليها البلد أصبحت مهددة بالنفاد، وفقاً لـ«معهد لندن للاقتصاد»، حيث أشار تقرير صادر عن «المعهد» إلى أن «الأحزاب السياسية المهيمنة (على البلاد) تكافئ الموالين لها بالرواتب، وتستخدم عقود المشاريع لإثراء رجال الأعمال المقربين منها. بالمحصلة، أصبحت موازنة الوزارات تُسرق لتحقيق مكاسب حزبية وشخصية».
ويقول رئيس لجنة الاستثمار في إقليم كردستان محمد شكري: «نحن أغنياء عندما يكون سعر النفط مرتفعاً وفقراء عندما ينخفض... لا أسمي هذا اقتصاداً صحياً». وأضاف: «من أجل تصحيح ذلك، قامت اللجنة بمنح 60 رخصة لمستثمرين بقيمة 1.5 مليار دولار، غالبيتها في قطاعات الزراعة والصناعة»، حيث تُطلق السلطات وعوداً بتحسين الأوضاع الاقتصادية وبناء مشاريع كبيرة كالسدود والطرق والسكك الحديدية، ودعت المستثمرين الأجانب إلى المشاركة في المشاريع.
لكن صبر الصناعيين المحليين آخذ في النفاد، خصوصاً أنهم يواجهون منافسة يومية حادة في وجه منتجات تغرق الأسواق تصل من تركيا وإيران، الجارتين اللتين تنخفض عملتاهما بشكل متواصل فيما لا يزال الدينار العراقي محافظاً على قيمته مقابل الدولار.
ويطالب بارز رسول، وهو صاحب شركة للحديد الصلب يصل إنتاجها إلى 50 ألف طن شهرياً، بفرض «زيادة في الضرائب الجمركية ومراقبة الحدود» للحد من تدفق البضائع إلى البلاد، مشيراً إلى ضرورة دعم قطاع الزراعة.
ويقول رسول؛ الذي قام قبل فترة قصيرة بتفكيك 50 بيت زراعة زجاجياً، إن «إنتاج الكيلوغرام من الخيار يكلفني 21 سنتاً، بينما يباع كيلو الخيار الإيراني أو التركي بـ13 سنتاً في أسواق أربيل».
وفي محاولة لتخفيف أعباء القطاع الزراعي، قال الناطق باسم نائب رئيس وزراء الإقليم، سمير هومرامي، إن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، اليوم، سيناقش آليات تسويق إنتاج الفلاحين من القمح، إضافة إلى الموافقة على مقترح تسهيل استيراد المواد الأولية والآليات الزراعية، وإعفائها من الجمارك.
ولم يصوّت برلمان إقليم كردستان على موازنة منذ 2014، وبالتالي، من المستحيل معرفة عائدات المنافذ الحدودية أو النفط أو الضرائب، ولا حتى تكلفة المصاريف. وفي مؤشر على تدهور الوضع الاقتصادي، خاطب رئيس وزراء الإقليم، مسرور بارزاني، مطلع الشهر البرلمان بهذا الخصوص، وذلك للمرة الأولى منذ تشكيل حكومته في يوليو (تموز) 2019، وأكد أن الدين وصل إلى 28.4 مليار دولار، بينها 9 مليارات دولار هي قيمة رواتب غير مدفوعة منذ عام 2014.

 وقد يهمك أيضا

مهندس زراعي روسي يكشف أضرار تناول العنب دون تنظيفه

شاهد: مزارعو "بقشتالة" الإسبانية يستبدلون "كروم العنب" بـ"الفستق"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كروم العنب ملاذ أهالي كردستان العراق للتغلب على الأزمة الاقتصادية كروم العنب ملاذ أهالي كردستان العراق للتغلب على الأزمة الاقتصادية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 00:02 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

111 مليار دولار ميزانية العراق في عام 2019

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 22:26 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

تسريب تصميم هاتف Lenovo K13

GMT 07:38 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر إطلالات مونيكا في عيدها الـ 55 في البدلات أو الفساتين

GMT 03:04 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تطوير دواء جديد للسرطان يوقف مسارات المرض

GMT 09:36 2015 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

"بوب داون" مطعم في فنلندا على عمق 80 مترًا تحت الأرض

GMT 02:34 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

لويس داسيلفا يصل الى الرياض للانضمام إلى صفوف الفيصلي

GMT 01:05 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"المرجاني" لون الموضة الرسمي لعام 2019

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تشييع جثمان الشهيد الطفل أحمد متأثراً بجراحه شرق خان يونس

GMT 08:24 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تنفيذ حكم القتل تعزيراً بمهرب هيروين في جدة

GMT 05:13 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

سارة باركر تتألق في نيويورك بفستانها الأحمر

GMT 21:49 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

تونس تفضل اتفاق شامل للهجرة مع بروكسل
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq