بغداد - نجلاء الطائي
أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الخميس، عن إصابة أحد منتسبيها بجروح أثناء تفجير أحد المسؤولين بتنظيم "داعش" يرتدي حزامًا ناسفًا نفسه بعد محاصرته في سيطرة أمنية في محافظة ديالى، بينما حرَّرت قوات الحشد الشعبي، مركز قضاء الحضر جنوب الموصل بالكامل من عناصر التنظيم المتطرف، ويأتي ذلك في وقت أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجيش سلطة تغيير نظام مربك لتحديد مستويات القوات في العراق وسورية.
وقال منتقدون له إنه سمح للبيت الأبيض بالتحكم في كل صغيرة وكبيرة من قرارات المعارك وأدى في النهاية إلى عدم وضوح الأرقام الحقيقية للقوات الأميركية. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء، هذا الإجراء وقالت إنه لم يطرأ حتى الآن أي تغيير على مستويات القوات الأميركية. موضحة أن الاستراتيجية الأميركية في العراق وسورية ما زالت تركّز على دعم قوات محلية تقاتل داعش وهو أسلوب أدى لتفادي الحاجة لقوة برية أميركية كبيرة.
بيد أن التغيير في مستويات القوات، علامة أخرى على السلطات الكبيرة التي يشعر ترامب بالارتياح فيما يبدو لمنحها لقادته العسكريين في اتخاذ القرارات المتعلقة بساحات المعارك وقد يسمح بمزيد من الزيادات السريعة في أعداد القوات في المستقبل.
وكان النظام الذي يُعرف باسم نظام مستوى إدارة القوات قد وُضع في العراق وسورية خلال حكم إدارة الرئيس باراك أوباما كسبيل لبسط السيطرة على الجيش الأميركي. ورفع أوباما على فترات القيود بما يسمح بزيادة عدد القوات في العراق وسورية مع تطور الحملة ضد داعش.
غير أن الأعداد لم تكن تعكس حجم الالتزام الأميركي على الأرض نظرًا لأن القادة العسكريين كانوا يجدون وسائل غير مثالية عادة للتحايل على القيود بما في ذلك في بعض الأحيان بجلب قوات بشكل مؤقت أو الاستعانة بمزيد من المتعاقدين. ومن المعتقد أن مستويات القوات البالغة رسميًا 5262 عسكريًا في العراق و503 عسكريين في سورية أقل بأكثر من ألفي جندي عن العدد الفعلي للقوات الأميركية في البلدين.
وذكرت المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت أن ترامب منح وزير الدفاع جيمس ماتيس سلطة تحديد مستويات القوات في العراق وسورية من الآن فصاعدا. وأضافت في بيان نشره موقع (باز فيد نيوز) في وقت سابق الأربعاء "سنجري مراجعة لضمان أن تعكس الأرقام التي نقدمها للكونغرس وللعامة الحقائق على الأرض بدقة، الأمر يتعلق بالشفافية".
ويقول المؤيدون لتغيير النظام من داخل الجيش الأميركي أيضًا إن نقل سلطة اتخاذ القرار للبنتاغون من البيت الأبيض سيسمح بمزيد من المرونة في التعامل مع التطورات المفاجئة في ساحة المعارك. وقد يكون تبديل نظام تحديد مستوى القوات بآخر أكثر شفافية مهمة شائكة ولاسيما بسبب الحساسيات السياسية في العراق تجاه القوات الأميركية، غير أن الحكومتين العراقية والأميركية أشارتا إلى ضرورة استمرار الوجود العسكري الأميركي، ولم يتقرر بعد حجم مثل هذا الوجود. ويقول خبراء إن المعلومات الكثيرة بشأن وصول أو مغادرة قوات أميركية ولاسيما إن أعلنت مسبقا قد تعطي العدو معلومات.
وميدانيًا: ذكر بيان لإعلام الحشد الشعبي، أن "قوات الحشد الشعبي باشرت بتطهير المنازل والأزقة في مركز قضاء الحضر المحرر من بقايا داعش". وأضاف أن "قوات الحشد الشعبي / اللواء 11، حرر (مقبرة قضاء الحضر)ضمن المحور الشمالي لعمليات محمد رسول الله". وتابع البيان : أن "الحشد الشعبي/ اللواء 18 حرر قرية (أم العجاريج) شمال شرق قضاء الحضر".
وكان الحشد أطلق عملية الثلاثاء الماضي باسم (محمد رسول الله) لتحرير قضاء الحضر والمناطق المحيطة والقرى القريبة منه، بالإضافة إلى المدينة الأثرية.
وأفادت مصادر أمنية من الشرطة وعمليات دجلة وصلاح الدين، الخميس، باختفاء دورية أمنية بداخلها عنصرين أمنيين من قوات سوات ودليل مدني في ظروف غامضة شرقي محافظة صلاح الدين.
وبيّنت المصادر في تصريح صحافي، أن "دورية أمنية يستقلها عنصران من قوات سوات ودليل مدني اختفت في ظروف غامضة وفُقد الاتصال بها في منطقة البو حسان في الدور على الحدود الإدارية مع ديالى (شرق صلاح الدين)"، مرجحة أنها "من المحتمل أن تكون عملية اختطاف بكمين من قبل مجموعة إرهابية".
وأضافت، أن "القوات الأمنية فتحت تحقيقًا عاجلًا في الحادث لكشف ملابساته التي أربكت الرأي العام في المنطقة, كونه حدث بالتزامن مع عمليات تطهير مطيبيجة الحدودية بين ديالى وصلاح الدين من عناصر داعش". وتعد المناطق الحدودية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين من المناطق الساخنة والتي تشهد العديد من أعمال العنف بين الحين والآخر.
وكانت القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي انطلقت صباح الأربعاء، في عملية واسعة من أربعة محاور لتطهير منطقة مطيبيجة الحدودية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين من عناصر وأوكار داعش. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في بيان ورد لـ"العرب اليوم"نسخة منه، إن "مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية استخبارات اللواء الخامس شرطة اتحادية نفذت عملية استباقية ضد أحد الأهداف المؤشرة ضمن قيادات ما يسمى ولاية الشمال ل تنظيم داعش المتطرف".
وأضاف أنه "أثناء محاصرته للقبض عليه في كمين فجّر نفسه عند وصوله إلى سيطرة الغالبية في محافظة ديالى كونه يرتدي حزامًا ناسفًا مما أدى إلى اصابة أحد منتسبي الاستخبارات بجروح بسيطة"، منوهًا بأن "المتطرف يشغل الإداري العام في ما يسمى ولاية الشمال المدعو (أبو معاذ)".
وأشارت قيادة عمليات بغداد، الخميس، في بيان لها، إلى أن "قوة من الفوج الثالث اللواء (42) فرقة المشاة (11) تمكنت من تنفيذ عملية امتازت بالدقة العالية والسرية التامة نتج عنها تحرير فتاة مختطفة وإلقاء القبض على اثنين من عصابة الخطف في منطقة جرف النداف جنوبي بغداد".
أرسل تعليقك