أكد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، أن الانتصار المتحقق في الموصل كان عراقيا دون أي جهد اجنبي، مشيرا إلى أن تحرير الموصل كان أهم عوامل تقوية الوحدة الوطنية، وقال العبادي في بيان تلقت " العراق اليوم "نسخة منه، "تحل علينا ذكرى العاشر من تموز 2017، ذكرى يوم النصر العظيم بتحرير الموصل الحدباء، أعداء الله والإنسانية والسلام إننا إذ نحيي بطولات هذا الشعب وتضحيات مقاتليه الأبطال، نؤكد بهذه المناسبة".
وأضاف أن "معارك التحرير التي خضناها ضد الإرهاب كانت معارك وجودية للامة والدولة، وقد كسبنا معركة استعادة الدولة ووحدة الشعب من فم الإرهاب والاستلاب، وأجهضنا خيار أسقاط العراق"، مؤكدا أنه "لم تكن معارك التحرير معارك بندقية وحسب، بل كانت في العمق حروب إدارة فعّالة للدولة باقتصادها ومخابراتها وتوازنات سياساتها الإقليمية الدولية، وقد اثبتنا قدرة الإدارة والإرادة العراقية بكسب الحروب الشاملة المعقدة".
وأوضح أن "الانتصار على داعش أسقط خيار الإرهاب والتوحش من أن يفترس المنطقة والعالم، وعلى المنطقة والعالم رفع القبعة للعراق وشعبه ومقاتليه، وتسديد الدين له"، مشيرا إلى أن "الانتصار على الإرهاب كان عراقياً، ومن الحيف بيع النصر إلى الأجنبي أياً كان. لقد ساندنا العالم، وتقدمنا له بالعرفان، لكن أكدنا ونؤكد، أنَّ الدم والنصر كان عراقياً بامتياز، وأنّ مساندة العالم لنا كانت دفاعاً عن دولهم ومصالحهم أن تنهار على يد الإرهاب".
وبين العبادي انه "بانتصارنا على الإرهاب خرجنا بدولة موحدة وشعب متماسك واقتصاد أفضل وسيادة متعافية، وكسبنا ثقة العالم بنا كدولة وإدارة سياسية قادرة على كسب الرهانات الكبرى رغم الصعوبات والمعوقات الهائلة"، مشددا على ان "كسب رهان الدولة ووحدتها وسيادتها ورفاهها رهن الوحدة الوطنية والحكم الفعّال والإدارة الكفوءة للدولة، وإنَّ المحاصصة والطائفية والفوضى وارتهان الإرادة للأجنبي أقصر الطرق لفشل الدولة، وأنَّ نجاحنا يكمن بكسب معركة الدولة الموحدة الحرة القوية".
وقبل عَامين من الآن، أعلن رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي انتهاء المرحلة الثانية من العمليات العسكرية بتحرير الجانب الأيمن من الموصل والمدينة عموماً، ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد، من تنظيم "داعش".
وعلى الرغم من مرور عامين على التحرير، إلا أن الدمار ونقص الخدمات لا زال يسيطر على المشهد في الموصل وضواحيها، فالمنازل المهدمة التي تخفي تحت الكثير منها جثث مدنيين بعضها لعائلات كاملة قضت بالقصف، ما زالت شاخصة، خصوصاً تلك الواقعة على ضفتي نهر دجلة وداخل المدينة القديمة.
كما أنّ أكثر من ربع سكان الموصل ما زالوا في الخيام أو في بلدات داخل إقليم كردستان العراق لأسباب مختلفة، أبرزها أنهم بلا منازل، وأخرى تتعلق بانعدام الماء والكهرباء والخدمات.
وهذه الحقائق يكشفها، الصحفي والناشط المدني من أهالي الموصل، ميسر محمد الذنون، مؤكدا لـ"العهد نيوز"، أن "مشاهد الدمار لا زالت قائمة في الجانب الايمن من المدينة بسبب التأخير في إعادة الإعمار".
وأضاف أن "الكثير من الموصليين يأسوا من الدعم الحكومي المحلي في إعادة أعمار منازلهم لذلك قاموا برفع الأنقاض وبناء منازلهم على حسابهم الخاص".
وعن إعادة الخدمات في المدينة، أوضح الذنون أن "بعض الخدمات شهدت تحسن في الأشهر الأخيرة من بينها الكهرباء إلا ان هنالك مظاهر مفزعة في تكدس النفايات في مناطق الموصل"، مشيرا إلى أن "الجانب الأيسر من الموصل أفضل بكثير من ايمنها الذي شهد دمار كبيراً".
وقال النائب عن مدينة الموصل، عبد الرحيم الشمري، إن "من يقف عند أنقاض الجسر الخامس في المدينة، سيتوقع أنه يشاهد فيلماً عن الحرب العالمية الثانية، فلن يجد أمام عينه سوى البيوت المدمرة والخراب ولا شيء غير ذلك، على الرغم من مرور عامين على تحرير المدينة".
وبالنسبة للتعويضات على السكان، قال الشمري "حتى الآن لا تعويض حقيقياً، فهناك لجان تقوم بتقييم المنزل المدمر بنصف قيمته وترسل التقييم إلى لجنة في بغداد، وهذه اللجنة تقوم بدورها بخصم نصف آخر من القيمة، وإذا دُفعت، فلا يصل للمواطن سوى أقل من ربع قيمة المنزل، وهو ما لا يكفي لشيء”، مؤكداً أنه “لم يتم دفع تعويضات تذكر حتى الآن".
واعتبر الشمري أن "أبرز خطر يحدّق بالموصل اليوم هو التسابق على انتزاع المدينة سياسياً، ومشاريع الاستيلاء والنفوذ من جهات خارجية وداخلية مختلفة، فهذا خطر حقيقي يذبح المدينة”.
وذكر المجلس النرويجي للاجئين، في تقرير له بمناسبة ذكرى مرور عامين على تحرير الموصل، أنّ أكثر من 300 ألف نازح موصلي لا يزالون غير قادرين على العودة إلى بيوتهم. ونقل التقرير عن ريشانا هانيفا، مدير مكتب المجلس النرويجي في العراق، قوله إنه “من المؤسف جداً بعد مرور سنتين، ما يزال مقدّرا لآلاف العوائل والأطفال أن يعيشوا في معسكرات للنازحين، وبأوضاع مزرية، وذلك لأن أحياءهم السكنية ما تزال بحالة أنقاض”. وتحدث التقرير عن آلاف المباني المدمرة في المدينة، والكثير من العائلات المهجرة التي أنفقت كل ما كانت تدّخره، وهي الآن مثقلة بالديون وتعيش على ما تقدّمه المنظمات الإنسانية من معونة، فيما آخرون محرومون من العمل والدراسة والخدمات الصحية.
وقبل عا تحديداً، زارت المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة، لشؤون اللاجئين، انجلينا جولي، مدينة الموصل بعد انتهاء العمليات العسكرية.
الممثلة العالمية جولي، وقفت على رماد مدينة الموصل المدمرة بعين باكية، لترى وتشاهد نتيجة أخفاقات السياسة في العراق.
وقد كتبت انطباعها عن ما رأته في الموصل ونشرته في عدد من الصحف العالمية، التي أكدت أنه الجانب الغربي من الموصل "مايزال يقبع تحت الأنقاض بعد سنة من تحريره".
وخاطبت جولي ضمير العالم الجاحد، دول الاتحاد الأوربي، بأن "تجاهلهم لأهالي الموصل مروع على العكس ما فعله ما بعد تحرير أوروبا في الحرب العالمية الثانية حيث تقاطرت المساعدات لإعادة إعمارها وإحيائها من جديد".
وختمت هذه حديثها بالعجب، بأنه "ليس هناك عائلة واحدة في الموصل طلبت منها أي شيء... إن أهل الموصل كما يأسوا من ولاة أمورهم أيضا يأسوا من ولاة وقادة العالم"
قد يهمك ايضا
الرئيس العراقي يبدأ زيارة رسمية إلى بريطانيا لتعزيز العلاقات الثنائية
برهم صالح يؤكد أن النزاع العراقي الاثني والعرقي لم يعد مشكلة للعراقيين
أرسل تعليقك