باريس_ العرب اليوم
أعلنت الشرطة الفرنسية، اليوم الأحد، توقيف 458 شخصاً في جميع أنحاء البلاد، على خلفية مظاهرات "السترات الصفراء"، 412 منهم في العاصمة باريس .
وقالت الشرطة إنّه "تم التحقيق معهم إثر أعمال العنف التي شهدتها شوارع العاصمة، السبت، 378 منهم تم وضعهم قيد الاحتجاز"، حسبما نقلت شبكة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية.
ذكر موقع "راديو إنفو" الفرنسي أنه تم توقيف 15 شخصا في منطقة " شارلفيل مزيير" شمالي فرنسا، و21 في مدينة مارسيليا (ثاني أكبر مدن فرنسا بعد العاصمة)، إضافة إلى 10 أخرين في بلدية أفينيون ( جنوب شرق) على خلفية المظاهرات ذاتها.
وفور عودته إلى باريس، اليوم، آتياً من الأرجنتين، توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "قوس النصر" ليتفقد الأضرار التي لحقت بالمعلم الشهير خلال أحداث الشغب، السبت.
وأظهرت لقطات تلفزيونية القسم الداخلي من القوس، حيث تحطم جزء من تمثال "ماريان"، وهو رمز للجمهورية الفرنسية. كما كتب المحتجون على القوس شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية. وكان بعض المحتجين استهدفوا "قوس النصر" في باريس، ودعوا ماكرون للاستقالة، وكتبوا على واجهة القوس الذي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر عبارة "ماكرون ارحل".
كما أشعل مثيرو الشغب النار في سيارات ومبان، ونهبوا متاجر وحطموا نوافذ واشتبكوا مع الشرطة وسط العاصمة، في اضطرابات تضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام تحد صعب، وهو الأسوأ منذ أكثر من 10 سنوات.
وتفاجأت السلطات بتصاعد العنف بعد أسبوعين من الاحتجاجات التي عمت البلاد، تعبيرا عن رفض رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة، ونظمتها حركة تعرف باسم "السترات الصفراء"، تستقي اسمها من السترات الصفراء الفسفورية التي يتعين على كل السائقين في فرنسا تزويد سياراتهم بها.
وقال ماكرون إنه سيجتمع مع الوزراء لبحث الأزمة لدى عودته الأحد، فيما ألغى رئيس الوزراء إدوار فيليب زيارته إلى بولندا. وذكر المتحدث باسم الحكومة بنجامين جريفو، الأحد، أن البلاد ستدرس فرض حالة الطوارئ للحيلولة دون تكرار مشاهد الاضطرابات، داعيا المحتجين السلميين إلى التفاوض.
وكشف رئيس نقابة الفنادق والمطاعم الفرنسية، مارسيل بينيزيه، اليوم الأحد، عن إلغاء 50 بالمئة من الحجوزات السياحية في العاصمة باريس، على خلفية احتجاجات "السترات الصفراء"، وما رافقها من أعمال عنف وشغب أمس (السبت).
وقال في تصريحات لشبكة "بي.إف.إم" التليفزيونية الفرنسية، إنّ "50 بالمئة من السياح لغوا بالفعل حجوزاتهم، أو غادروا (باريس) دون استكمال رحلتهم، وتوجهوا إلى لندن، أو ألمانيا، أو حتى إسبانيا". كما وصف الوضع السياحي الحالي في باريس بأنه "كارثي".
وحول المظاهرات التي تجتاح جميع أنحاء فرنسا منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، أوضح بينيزيه بأن قطاع الفنادق، والمطاعم هو "الأكثر تضررا". وتابع: نحن متأثرون جدا بالمظاهرات وأعمال العنف، الأمر أصبح كارثيا، والإلغاءات متتالية.
أرسل تعليقك