أكّد الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية في صحيفة "جوريزالم بوست" الإسرائيلية، سيث فرانتزمان، أنّ كلا من السنة والأكراد كانوا يخشون ميليشيات الحشد الشعبي بسبب انتهاكاتها خلال الحرب على "داعش"، وعبر عن هذه الحالة قائد البيشمركة والمتحدث السابق باسم برلمان إقليم كردستان في العراق كمال كركوكي، الذي اقترح تحويل العراق إلى ولايات فيدرالية، حيث يعطى السنة والأكراد الاستقلال والحقوق بدلا من تمكين الميليشيات الشيعية من التحكم بالآخرين.
وأوضح فرانتزمان في مقاله أن ميليشيات الحشد الشعبي نما نفوذها في العراق على مدار عشر سنوات، خلال حكومة نوري المالكي الذي أدت سياساته الخاطئة إلى إذكاء نار داعش، وحكومة خلفه حيدر العبادي الذي عزز وضع الحشد في العراق.
وأضاف فرانتزمان أن حكومة العبادي والبرلمان عملا على منح وضع رسمي لميليشيات الحشد الشعبي، بما في ذلك كتائب حزب الله التي تعرضت لغارات جوية أميركية، الأحد، جراء قصفها قاعدة “K1” الجمعة، التي تحوي جنودا أميركيين في محافظة كركوك النفطية شمالي العراق، ما أسفر عن مقتل متعاقد أميركي.
وأوضح الخبير العسكري أن كلا من السنة والأكراد كانوا يخشون ميليشيات الحشد الشعبي بسبب انتهاكاتها خلال الحرب على داعش. وقد عبر عن هذه الحالة قائد البيشمركة والمتحدث السابق باسم برلمان إقليم كردستان في العراق كمال كركوكي، الذي اقترح تحويل العراق إلى ولايات فيدرالية، حيث يعطى السنة والأكراد الاستقلال والحقوق بدلا من تمكين الميليشيات الشيعية من التحكم بالآخرين.
كان كركوكي قد أشار في حوار سابق مع موقع “روداو” في عام 2016، إلى أن الحشد لم يستطع تنفيذ هجمات لأن التحالف الأميركي لم يكن يقدم لها الدعم الجوي، مضيفا أن البيشمركة الكردية لم ترغب في العمل مع الحشد الشعبي.
وتوترت العلاقات بين الحشد والمنطقة الكردية عام 2016، بعدما تم إرسال المزيد من عناصر الحشد إلى الشمال، حيث تلاقى الطرفان بعد هزيمة داعش، وقد وقعت اشتباكات بينهما في منطقة “توز خوراتو”، حيث هوجم أكراد من جانب الميليشيات الشيعية.
وفي سبتمبر 2016، حذر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من دخول الحشد إلى الموصل خلال عملية تحرير المدينة، مضيفا أنه لأغلبية السكان من العرب السنة الحق في صنع القرار حول السماح للحشد بالدخول إلى المدينة من عدمه.
ولفت بارزاني آنذاك إلى نشاط الحشد في سنجار معقل الأقلية الأيزيدية، ومن غير الواضح ما إذا كانت نشاطات الحشد في سنجار سببا في خوف الأيزيديين وامتناعهم عن العودة إلى ديارهم بعد هزيمة تنظيم داعش.
نفوذ متصاعد بعد معركة كركوك
وفي سبتمبر 2017 وعقب القرار الكردي بتنظيم استفتاء على استقلال كردستان، خطط قادة الحشد الشعبي، مثل أبو مهدي المهندس وهادي العامري من منظمة بدر لهجوم على المناطق الكردية حيث أرادوا استرداد كركوك وسنجار من أيدي الأكراد، وهي المناطق التي دافعت عنها قوات البيشمركة خلال الحرب مع داعش، وبالفعل استطاعت الميليشيات الشيعية فرض السيطرة على كركوك وأخذها من أيدي البيشمركة في أواسط أكتوبر من نفس العام، وفقا لصحيفة “جوريزالم بوست”.
يقول فرانتزمان إن معركة كركوك قد عززت الميليشيات التي تصرح الآن علنا بأنها ستعمل على “إجلاء” القوات الأميركية وقتال الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي يونيو 2018، استهدفت غارات جوية كتائب حزب الله في سورية. وفي ذلك الوقت، كانت الميليشيات تعمل بالفعل مع إيران لجلب أسلحة دقيقة موجهة وصواريخ باليستية عبر العراق إلى سوريا. حيث كان مقررا أن تصل المزيد من الصواريخ الباليستية في أغسطس 2018.
وبدأت كتائب حزب الله بدءا من فبراير 2019، في مضايقة القوات الأميركية في العراق. ثم شرعت في إطلاق الصواريخ على الأميركيين. وفي 27 ديسمبر، قتل متعاقد أميركي، وقد انتقمت الولايات المتحدة بالغارة الجوية الأخيرة التي نفذتها الأحد.
ويختتم فرانتزمان مقاله بالقول: “لقد حذر جنرالات ومسؤولو إقليم كردستان من مثل هذا الحادث منذ سنوات. وقد وقع تحذيرهم على آذان صماء إلى حد كبير”.
قد يهمك ايضا
تحالف سائرون يؤكد أن أمريكا ستدفع الثمن غاليا من خلال قانون تجريم قواتها
برلماني يتحدث عن الغاء الاتفاقية الامنية مع امريكا في اولى جلسات البرلمان
أرسل تعليقك