تمر علينا اليوم ذكرى عزيزة على العراقيين، لكنها بنفس الوقت ممزوجة بالالم، وهي ذكرى تحرير محافظة نينوي بالكامل من دنس عصابات داعش المتطرّفة.هذه الذكرى التي كانت لوحة تاريخية كانت في تفاصيلها احداث دراماتيكية غريبة، لكن غايتها ليست غريبة، وهي اسقاط العراق واعادته الى عصور الظلام الدامس وانهاء تاريخه ، وباجندة امريكصهيونية سعودية تركية خليجية، جمعوا من خلالها الاشرار من جميع أصقاع الارض تحت مسمى “داعش” الارهابي الذي لا يؤمن بقيم او مبادئ او دين او مذهب.
ومن خلال سير الاحداث لهذه اللوحة التاريخية، تبين بشكل جلي انها تندرج من ضمن سلسلة متسقة من الاحداث التي رسمت للعراق، ابتداء من احتلاله ومرورا بتهديم بناه التحتية ومن ثم ضربه الضربة الداعشية القاضية، بدليل ان كل دول الاستكبار العالمي كانت تهيئ لعالم جديد فيه “داعش” قطب اساسي قبل ان يتشكل هذا التنظيم الإرهابي او العصابات التكفيرية.وفعلا، كان لهم ما يريدون وبشكل غريب تم احتلال الموصل كلمح البصر ، ومن ثم احتلال باقي الغربية، ولتعلن فيها دولة القتل والارهاب والظلم.
في هذه الاثناء احتفل الاستكبار العالمي وقام بفرض واقع جديد على العراق، قبل ان ينبري حماة العراق ومجاهديه، متمثلين بفصائل المقاومة العراقية البطلة التي اجبرت الاحتلال الامريكي على الانسحاب من العراق، وكذلك ابناء البلد المخلصين ليطلقوا صرخة الغضب العراقي التي اعادت الارض والعرض وهيبة العراق، وبمساعدة لا يمكن ان ينساها العراقيون من اخوانهم الإيرانيون.وفي هذه المناسبة العزيزة، لا نريد من خلالها استرجاع شريط الماضي، انما سيتم التركيز على الحشد الشعبي بطل الانتصار الاول بمعية باقي صنوف القوات الامنية، والذي كان القوة الضاربة التي لاحقت الارهاب وانهته بصورة كاملة من العراق ولم يبقى منه الا جيوبه المحصورة في بعض المناطق النائية التي تنتظر نيران الحشد والقوات العراقية التي ستأتي اجلا ام عاجلا.
لكن المؤسف انه وبالتزامن مع هذه المناسبة العزيزة، انه بدلا من المحافظة على قوة وهيبة الحشد الشعبي الذي بات الضمان الاكيد لامن العراق، نرى ان هناك بعض المحاولات التي تحاول تقسيمه واضعافه، وربما إنهائه، وهذه الموضوع لا يمكن ان يمر مرور الكرام بدون التطرق اليه ، لانه موضوع لا يخص جهة معينة او جماعة معينة بقدر انه يخص العراق ككل من شماله الى جنوبه.وبهذا الخصوص، دعا الامين العام لعصائب اهل الحق الشيخ الخزعلي، الجميع الى تحمل المسؤولية في الحفاظ على الحشد قويا موحدا بعيدا عن التجاذبات السياسية.
وقال الشيخ الامين في تغريدة له على “تويتر” “للنصر ايام ورجال وميادين والنصر على زمرة داعش التكفيري كان ابطاله العراقيون في ارض العراق ويوم هزيمتهم يوم عراقي بامتياز توحدوا فيه جميعا لدحر الاعداء ومن يدعمهم… في هذا اليوم العظيم ندعو الجميع الى تحمل المسؤولية في الحفاظ على الحشد قويا موحدا بعيدا عن التجاذبات السياسية.من جانبه اكد رئيس اركان الجيش الفريق اول الركن عبد الامير رشيد يار الله ان معارك التحرير بطولات أصبحت معروفة وراسخةً لدى أذهان العراقيين والعالم أجمع .
وقال يار الله في تهنئته بمناسبة يوم النصر بحسب بيان لوزارة الدفاع :”نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة ليوم النصر الكبير على تنظيم داعش الإرهابي، حيث أنجز أبطال القوات المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب وقوات حرس الحدود وفرقة الرد السريع والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر، وبمساندة أبناء الشعب مهمة عظيمة تمثلت بتحرير الاراضي العراقية المغتصبة من دنس إرهابيي داعش في ملحمة تاريخية دفاعاً عن القيم الانسانية التي حاولت قوى الشر والظلام طمسها”.
واضاف:” لقد سطر الأبطالُ خلال معارك التحرير بطولات أصبحت معروفة وراسخةً لدى أذهان العراقيين والعالم أجمع ورسموا صورة ناصعة ومشرفة عن القوات المسلحة “.وتابع:”ونحن اليوم اذ نستذكر تلك البطولات وتلك المعارك التي خاضها الابطال لابد لنا ان نستذكر دور الشهداء من ابطال قواتنا المسلحة حيث ضحى الابطال بأرواحهم في سبيل تحرير الارض من دنس الارهاب فعبدت دماؤهم الطاهرة طريق النصر فألف تحية إكبار وإجلال لتلك الدماء الطاهرة ولتلك الأرواح التي سيخلدها التاريخ بحروف من ذهب “.
واردف ,ولا ننسى أيضا دور الجرحى الابطال الذين توسموا بأوسمة البطولة فكانت جراحهم مدعاة فخر لهم ولعوائلهم”.ولفت , ويسعدنا بهذه المناسبة العظيمة والتأريخية أن نتقدم الى أبناء شعبنا العراقي والى منتسبي قواتنا المسلحة الابطال بأطيب التهاني والتبريكات، متمنين لهم النصر الدائم ولبلدنا الاستقرار والسلام”.الى ذلك هنأ حسن كريم الكعبي النائب الاول لرئيس مجلس النواب ، الشعب العراقي سيما القوات الامنية بكافة صنوفها وتشكيلاتها .وقال الكعبي في بيان انه ، نتقدم بخالص التهاني والتبريكات لجميع أبناء شعبنا العراقي سيما أبناء الحشد الشعبي المقدس ورجال الدفاعوالداخلية والقوة الجوية وطيران الجيش والبيشمركة والحشد العشائري وكافة الأجهزة الساندة الأخرى ، مستذكرين بألم وعز ووفاء كل الدماءالزكية للشهداء الابطال الابرار الذين ضحوا بأرواحهم الكريمة من اجل الدفاع عن كرامة وتراب هذا البلد وتحرير اهلهم في المناطق المحررةمن دنس داعش المجرم .واضاف، انه في هذا اليوم لا ننسى الجهود الكبيرة لابطال الاجهزة الامنية الغيارى بمختلف صنوفها وتشكيلاتها في تحرير المحافظاتوبسالتهم في نزع الالغام من المباني والمنازل والمدارس واعادة النازحين واغاثة المناطق المنكوبة وانقاذ المدنيين من غدر قوى الظلام .وتابع ، ان استذكار هذه المناسبة يجب ان تجعل الجميع وخاصة الحكومة امام مسؤولية مشتركة في الحفاظ على البطولات الخالدة من خلال رعاية عوائل الشهداء.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
شباب النجف بالعراق يؤيدون الحشد ويرفضون تقسيمه
عملية أمنية لـ"الحشد الشعبي" في أخطر بؤرة لـ"داعش" في ديالى
أرسل تعليقك