حملة مكافحة الفساد في العراق تطيح بـالصِّغار تمهيدًا لقطف الرؤوس الكبيرة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يُعدّ اعتقال رئيس هيئة التقاعد الوطنية السابق ومالك "كي كارد" الأبرز

حملة مكافحة الفساد في العراق تطيح بـ"الصِّغار" تمهيدًا لقطف الرؤوس الكبيرة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - حملة مكافحة الفساد في العراق تطيح بـ"الصِّغار" تمهيدًا لقطف الرؤوس الكبيرة

حملة مكافحة الفساد في العراق
بغداد - العراق اليوم

يترقَّب العراقيون تحركات "اللجنة الدائمة لمكافحة الفساد والجرائم الهامة" للتحقيق في ملفات الفساد الكبرى، برئاسة الفريق أحمد أبورغيف، الذي أكد أن مهام لجنته تتعدَّى إلى قضايا كبرى وعملها تحت إشراف مجلس القضاء الأعلى، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لا تهدأ الأنباء المتداولة عن اعتقالات لمسؤولين سابقين وحاليين في الدولة من قبل اللجنة، وفي ما وصلت أعداد المعتقلين أو المرشحين للاعتقال بتهم فساد إلى أرقام كبيرة، يرى مراقبون وأعضاء في مجلس النواب أن اللجنة لم تبدأ بعد برؤوس الفساد الكبرى وما زالت تقتصر على "الصغار"، وتحتاج إلى دعم سياسي أكبر.

ووفق أمر ديواني أعلن الجمعة الماضية، كلف رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، قوات مكافحة الإرهاب للمرة الأولى، بتنفيذ القرارات الصادرة عن لجنة مكافحة الفساد، في قضايا الفساد.وحتى اليوم، يعد اعتقال رئيس هيئة التقاعد الوطنية السابق، أحمد الساعدي، ومدير ومالك شركة "كي كارد" بهاء عبد الحسين، هو الأبرز، في وقت تفيد مصادر حكومية بالقبض على 6 مسؤولين كبار، إضافة إلى منع مسؤولين سابقين من السفر، لكن أعضاء بمجلس النواب يرون التحركات غير ناجعة حتى الآن.

لا نجاح دون دعم سياسيوتعد محاربة الفساد على رأس مطالب الاحتجاجات الغاضبة التي انطلقت منذ تشرين الأول الماضي، في وقت يحتل العراق مكانا من بين أكثر دول العالم التي تشهد الفساد، بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية، ويرى النائب عن تحالف سائرون، غايب العميري، أن قرارات لجنة مكافحة الفساد، لم تعتقل سوى صغار الموظفين، وقراراتها مجرد اعلام فقط.وقال العميري، في حديث لـ(بغداد اليوم): "متى ما كانت هناك إعادة ثقة للشعب عبر القصاص من الفاسدين ومحاكمتهم، سوف نرفع القبعة للحكومة"، مبينا أن "الكلام حول شعور الفاسدين بالقلق هذا ليس انجازا ويجب محاسبتهم"، مشيرا بذات الوقت إلى أن "الكاظمي لا يستطيع محاسبة كبار الفاسدين الذين يعرفهم الجميع بشكل جيد، ولجنة مكافحة الفساد لم تعتقل سوى صغار الموظفين".

ودعا النائب محمود الزجراوي، عضو تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الكاظمي، إلى اتباع مسار معين من اجل الاطاحة بكبار الفاسدين، فيما أكد أنهم محميون داخل العراق وخارجه، وقال الزجراوي في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "الفاسدين الكبار في العراق محميون داخليا وخارجيا ولديهم ادوات كثيرة في مواجهة أي محاولات للتصدي لهم"، مؤكدا ان "الكاظمي وحده لا يمكنه الاطاحة بهم ما لم يتوافق مع القوى الوطنية التي تتبنى الإصلاح الوطني ومنها تحالف سائرون".وأضاف الزجراوي أن "إطلاع الكاظمي للقوى الوطنية المؤمنة بالإصلاح ومكافحة الفساد، وعلى رأسها سائرون، سيوفر له سندا في خطواته القادمة"، مؤكدا أن "أي خطوة يتخذها الفاسدون الكبار حيال حملة رئيس الوزراء ستكون مجرد فقاعة، لأن التضامن الوطني سيدعمه بالإضافة إلى القوى السياسية".

حملة كبرى بسرية تامةوبسبب الفساد، أصبح العراق بيئة طاردة للمستثمرين، حيث يتعرض المستثمر إلى الابتزاز وتهديد بالقتل في حال عدم منحه أموالا لبعض الجهات السياسية والحزبية والمسلحة، في وقت تبذل حكومة الكاظمي جهودا لتحقيق إصلاحات بهذا الملف، وتحدث عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، عبدالخالق العزاوي، عن ظروف عمل لجنة مكافحة الفساد التي شكلها الكاظمي، فيما أكد أنها تعمل بسرية تامة.وقال عبدالخالق العزاوي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "آلية عمل لجنة مكافحة الفساد المشكلة من الكاظمي لا علم لأحد بها، ونعتقد بأنها تتحرك باتجاهين، الأول اعتقال المتهمين الصغار الذين يمثلون واجهات الفاسدين الكبار، ومن ثم الانتقال إلى توقيف المتهمين الكبار"، وأضاف العزاوي أن "هناك جدية من الحكومة في محاربة الفساد المالي والإداري، ولاحظنا وجود من يحاول أن يعرقل عملها من قبل القوى المتنفذة خوفا من أن يطولها تلك الإجراءات".

وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، أن "الكاظمي تلقى دعما كبيرا من الكثير من الشخصيات البرلمانية وبعض القوى السياسية بهدف إكمال هذه المهمة التي تعد من الملفات الشائكة والمعقدة جدا".ورجح عضو مجلس مكافحة الفساد السابق، سعيد ياسين موسى، أن تشهد البلاد حملات أمنية كبيرة، ستطال شخصيات بارزة في الدولة العراقية، بسبب تورطها بقضايا فساد.وقال موسى في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "لجنة مكافحة الفساد، المشكلة من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ستعمل على ما يتم التحقيق عليه في هيأة النزاهة، وستنفذ أوامر الاعتقال والقبض الصادرة من قبل الجهات القضائية المختصة، ضد شخصيات كبيرة وبارزة بالدولة العراقية، لتورطها في قضايا فساد"، وأضاف أن "المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة، وستطيح بشخصيات بارزة عليها شبهات فساد مختلفة، وربما تملت هذه الشخصيات حصانة برلمانية أو سياسية".

تأتي حملة مكافحة الفساد، بالتزامن مع دعم المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، في بيانه الذي أعقب لقاء الممثلة الأممية في العراق، جينين بلاسخارت، مؤخرا، والذي دعا فيه إلى اتخاذ خطوات جادة لمكافحة الفساد.ونقل مكتب المرجع عن السيستاني قوله إن "الحكومة الراهنة مدعوة إلى الاستمرار والمضي بحزم وقوة في الخطوات التي اتخذتها في سبيل تطبيق العدالة الاجتماعية، والسيطرة على المنافذ الحدودية، وتحسين أداء القوات الأمنية بحيث تتسم بدرجة عالية من الانضباط والمهنية، وفرض هيبة الدولة وسحب السلاح غير المرخص فيه، وعدم السماح بتقسيم مناطق من البلد إلى مقاطعات تتحكم بها مجاميع معينة بقوة السلاح تحت عناوين مختلفة بعيداً عن تطبيق القوانين النافذة"، وأضاف أن "الحكومة مدعوة أيضاً الى اتخاذ خطوات جادة واستثنائية لمكافحة الفساد وفتح الملفات الكبرى بهذا الشأن حسب الإجراءات القانونية، بعيداً عن أي انتقائية، لينال كل فاسد جزاءه العادل وتسترجع منه حقوق الشعب مهما كان موقعه وأيا كان داعموه".

ولقصة الفساد في العراق، تاريخ طويل من هدر أموال الدولة على مشاريع معطلة وخدمات مفقودة، وكشفت جهات حكومية عبر السنوات الماضية استغلالا ونفوذها كبيرين داخل السلطة لتحقيق عوائد مالية ضخمة على حساب المشاريع الوطنية والاستثمارات الخارجية في البلاد.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

مجلس القضاء الأعلى يؤكد على حرية الصحافة والطباعة والإعلان

القضاء العراقي يخاطب البرلمان برفع الحصانة عن عدد من النواب

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملة مكافحة الفساد في العراق تطيح بـالصِّغار تمهيدًا لقطف الرؤوس الكبيرة حملة مكافحة الفساد في العراق تطيح بـالصِّغار تمهيدًا لقطف الرؤوس الكبيرة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 16:31 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

الجزائر تغلق أسواق الماشية في محافظة سطيف

GMT 04:19 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مايا تسلط الضوء على محنة اللاجئين في أغنية جديدة

GMT 04:42 2016 الجمعة ,22 تموز / يوليو

ساموا جو يكذب شائعات إصابته على تويتر

GMT 02:34 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

جميلة عوض تشارك في "هيبتا" وتصور "من 30 سنة"

GMT 15:30 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 17:31 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الأهلي يمدّد عقد جونيور أجايي لمدة 3 سنوات قادمة

GMT 13:39 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

أهمّ مواصفات سيارة "V90" الألمانية الشبيهة باليخوت الراقية

GMT 23:20 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الصافي يمنح لاعبات طائرة الأهلي راحة سلبية

GMT 22:56 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

غياب حجازي عن صفوف نادي وست بروميتش الإنجليزي

GMT 12:43 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

وزير العدل يجري مباحثات مع السفير الاسباني
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq