القصة الكاملة لرسالة رجل الدين السلفي الذي اغضب الأكراد بسبّ ماريا هورامي
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

وجّه إليها ألفاظًا نابية بعد طرح أغنية "قلبي" ثم لجأ إلى الاعتذار السريع

القصة الكاملة لرسالة رجل الدين السلفي الذي اغضب الأكراد بسبّ ماريا هورامي

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - القصة الكاملة لرسالة رجل الدين السلفي الذي اغضب الأكراد بسبّ ماريا هورامي

الأعمال الفنية المتنقلة
بغداد – نجلاء الطائي

حطّت موجة منع الأعمال الفنية المتنقلة بين بيروت وبغداد وطهران مؤخرًا، رحالها هذه المرة في مدينة السليمانية، وتولى سلفيو المدينة إشعال مواجهة موازية للمواجهة التي باشرتها الكنيسة في لبنان ضد فرقة "مشروع ليلى.

ماريا هَورامي، فنانة كردية شابة من مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراق، وتحديدًا من هَورامان المعروفة بجمالها الطبيعي وفنون أهلها الغنائية والموسيقية. وبعد تخرجها من معهد الفنون الجميلة ودراستها الموسيقى، ظهرت ماريا نجمة غنائية جديدة، لها نمط خاص في الساحة الفنية وأدّت أغنيات كردية شعبية بطريقتها وصوتها الجبلي، وتحديدًا تلك الأغاني التي تبعث البهجة وتحول الأمكنة إلى فسحة للرقص.

أطلقت ماريا قبل عيد الأضحى أغنية "قلبي"، تم تصويرها في قلب مدينة السليمانية النابض، شارع سالم في منطقة سَهولَكَه، والأغنية بكلماتها ولحنها من الفولكلور الكردي وليست جديدة، انما تميزت ماريا بطريقة أدائها وتصويرها في مكان معروف بحيويته الثقافية والاجتماعية في المدينة.

تبدأ الأغنية بإيقاف حركة السير للحظات، تخرج الفنانة من سيارة بزيها الكردي وتبدأ الغناء في وسط الشارع، يتحرك زبائن المقاهي الموزعة على رصيف شارع سالم نحوها ويباشرون بالدبكة الكردية التي لا تحتاج سوى إلى إيقاع سريع كي تشتعل الأجساد رقصًا. وتقول بداية الأغنية التي تشير الإحصاءات إلى أن عدد مشاهديها تجاوز المليون منذ اليوم الثاني من إطلاقها:

"تعال لأقبّلك حبيب القلب

فأنا غريب، لا تعيدني مكسور الخاطر

قلبي وحبيبي

ليس عليك إلا أن تقول مرحبا

حتى أضعك في عيني"

أعاد عدد كبير من الفنانات والفنانين الكرد غناء هذه الكلمات التي يسمعها الكردي منذ بواكير عمره ويعيدها مع نفسه كلما راودته فكرة الرقص، إنما حصل شيء مختلف بعدما غنتها ماريا. شيء في السرّ، وفي الغرف المغلقة لبث الكراهية وانتهاك حرية التعبير الفني، ولكن لم يحتج سوى دقائق معدودة كي يظهر في العلن ويكشف عما يخبئه متشددون سلفيون من كراهية في نفوسهم تجاه الفنون والثقافة.

فقد أرسل رجل دين سلفي في كردستان اسمه هَلو محمد رشيد رسالة صوتية الى أحد أصدقائه قال فيها: "ما رأيتموه في منطقة سَهولَكَه، وما فعلته تلك "الكلبة" الهورامية على هواها، وكان يتقافز حولها أناس مثل القردة، لا تفعله حتى بائعات الهوى".

أشعلت هذه الأوصاف المشينة والخارجة من فم رجل دين، شبكات التواصل الاجتماعي في كوردستان وفي مدينة السليمانية تحديدًا، وحرّكت شخصيات فنية وثقافية ومنظمات للمجتمع المدني للوقوف دفاعًا عن ماريا والفنون والبهجة. لم يقتصر الدفاع على الأوساط الفنية والثقافية فحسب، بل شملت عددًا كبيرًا من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وذلك من خلال إعادة نشر الأغنية على "يوتيوب" و"فيسبوك" و"تويتر" ومشاركتها بين الأصدقاء، فضلًا عن كلمات ومواقف تضامنية مع الفنانة.

قالت مجموعة من منظمات المجتمع المدني إنها ترفع دعوى قضائية ضد السلفي المذكور، وأكدت عائلة ماريا أيضًا أنها ستلجأ إلى القضاء. وكتب المخرج والفنان المسرحي رزكار أمين على صحفته في "فيسبوك" أن الرد الأفضل والأحسن على الكلمات المشينة التي قالها السلفي هَلو محمد رشيد، هو أن نحول المكان الذي صُوّرت فيه الأغنية مكانًا للرقص اليومي.

عاد الشيخ السلفي ليقول إنه لم يتفوه بتلك الكلمات للرأي العام، بل أرسلها من خلال رسالة صوتية ردًا على رجل دين آخر اعتبر أن الغناء والاختلاط بين الرجال والنساء حلال ولا تحرّمه السنة. واعتذر تاليًا للفنانة وعائلتها عن تلك الأوصاف التي أطلقها عليها، لأن الكلام الذي تفوه به "لم يكن لائقًا من وجهة النظر الشرعية والعرفية" بحسب قوله، مضيفًا أنه يزور عائلتها بداعي هدايتها، لأن الغناء حرام.

تكمن المشكلة في الاعتذار وليس في كلام هذا الشيخ السلفي المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الفنون والثقافات والانفتاح الاجتماعي، ذاك أنه ما كان اعتذر عما بدر منه تجاه الفنانة ومنطقة هَورامان بأكملها والمجتمع، لو بقيت رسالته الصوتية المسيئة والمقيتة قيد الكتمان بينه وبين أصحابه. حين رأى كل ذلك التضامن معها وحجم انتشار الأغنية على شبكات التواصل الاجتماعي، عرف كم إساءته وانتهاكه حقوق الآخرين، فاعتذر، ولكنه يبقى اعتذارًا ناقصًا ومشروطًا، فيما تسير إساءات كثيرة برشاقة بحق راقصة هنا وفنان أو فرقة فرح هناك. إن الفرح يستفزّ كثيرين!

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

أبرز الأعمال الفنية المنافسة في مهرجان "مالمو" للسينما العربية

السليمانية تطلق تقنية الولادة من دون آلام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة الكاملة لرسالة رجل الدين السلفي الذي اغضب الأكراد بسبّ ماريا هورامي القصة الكاملة لرسالة رجل الدين السلفي الذي اغضب الأكراد بسبّ ماريا هورامي



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:56 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة: هاني مظهر

GMT 07:16 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الأقمشة المخملية تعود من جديد بتصميمات كلاسيكية جذابة

GMT 05:13 2013 الأحد ,30 حزيران / يونيو

السمر يمتلكون جاذبية وإثارة غير طبيعية

GMT 11:41 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

جمالي تهنئ المملكة السعودية بعيدها الوطني ال88

GMT 19:04 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

تغيير نظام صعود برج إيفل يزعج السياح

GMT 09:36 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أول صورة من حفل زفاف الخليل كوميدي

GMT 00:33 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

أمير الشمالية يشارك ‫أيتام عرعر طعام إفطار رمضان

GMT 17:51 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

شخص يقتل شقيقة زوجته لسبب صادم في مركز مطاي

GMT 09:00 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

بيرين سات تتوجّه إلى لوس أنجلوس لإخفاء حملها

GMT 00:34 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

صابرين تكشف سبب نشاطها في السينما والتلفزيون

GMT 05:09 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

استطلاع يؤكّد أنّه يُنظر إلى ميلانيا ترامب بشكل إيجابي

GMT 16:10 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الكشف عن بند مثير جديد في عقد ليونيل ميسي

GMT 19:51 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رئيس القناة الثالثة يُعلن فصل عزة الحناوي من "ماسبيرو"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq