الدار البيضاء ـ جميلة عمر، محمد بنقسو
تودّع المملكة المغربية عام 2013 و تطوي خلفها الكثير من المفاجآت و القرارات الجريئة التي حدثت خلال عام، وقد اختار "المغرب اليوم" بعضًا من أبرزا لأحداث التي عرفتها سنة 2013،سواء في الساحة السياسية أو الرياضية أو الثقافية أو الاقتصادية، لنستقبل عام 2014 بأمل، وتفاؤل، فيما يعتبر أهم حدث سياسي مغربي طبع سنة
2013، هو القرار التاريخي والمفاجئ الذي اتخذه حزب "الاستقلال" بقيادة حميد شباط بالانسحاب من الحكومة، كما شهدت هذه السنة أزمة اقتصادية كبيرة، و أصبح المغرب في ضيق خانق، مما جعل من رئيس الحكومة بن كيران إلى إقرار زيادة ثانية في أسعار المحروقات في إطار نظام المقايسة الجزئية لأسعار تلك المواد البترولية، وتصاعد موجات الاحتجاج الاجتماعي بسبب غلاء المواد الغذائية، وارتفاع معدلات البطالة , ولم تسلم بعض الوقفات الاحتجاجية من تدخلات قوية لقوات الأمن، بينما هزت حادثة العفو الملكي على المواطن الإسباني دانييل غيت الذي كان مدانا بالسجن 30 سنة قضى منها عامين فقط في شهر آب/أغسطس الماضي, في قضية اغتصاب أطفال مغاربة الرأي العام المغربي والدولي.
على الصعيد السياسي جاء القرار التاريخي والمفاجئ الذي اتخذه حزب "الاستقلال" بقيادة حميد شباط بالانسحاب من الحكومة، والذي قدم على إثره 5 وزراء استقلاليين من أصل 6 استقالاتهم لرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، قبل أن يعلن بيان للديوان الملكي في 22 تموز/ يوليو 2013 أن الملك محمد السادس توصل، من رئيس الحكومة، بالاستقالات التي قدمها هؤلاء الوزراء وأعطى على اثرها موافقته عليها، و كانت عملية ترميم الحكومة غير سهلة، إذ بعد 147 يوما، وبعد ولادة عسيرة، الإعلان عن الحكومة الثانية للإسلاميين مند الاستقلال يقودها عبد الإله بنكيران، مع دخول حزب الأحرار للحكومة .
وفي السياق ذاته شكلت سنة2013 منعطفا كبيرا في العلاقات المغربية الجزائرية حيث لم تشهد تصعيدا للتوتر بين البلدين كما شهدته هذه السنة بشكل غير مسبوق , وصل إلى حد سحب المغرب لسفيره من الجزائر احتجاجا على دعوة الرئيس الجزائري " عبد العزيز بوتفليقة" إلى تخويل بعثة "المنورسو" في الصحراء مراقبة حقوق الإنسان بالمنطقة, وهو وما أغضب المغرب واعتبره تدخلا في الشؤون الداخلية المغربية , وتصاعدت الأزمة بين البلدين بعد تسلل مواطن مغربي لمبنى القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء وإنزال العلم الجزائري في أول تشرين الثاني/ نوفمبر الذكرى الـ59 للثورة الجزائرية، والذي اعتبره الجزائريين اهانة وإساءة لشهداء الثورة وتاريخ الشعب الجزائري، وانتهاك للقانون الدولي، كما أعلنت الخارجية الجزائرية أخيرًا مقاطعة المغرب سياسيا احتجاجا على الحكم الصادر ضد الشاب المغربي الذي اسقط العلم الجزائري واعتبرته الجزائر مجرد مسرحية.
وشهدت العلاقات الدبلوماسية المغربية الأميركية مرحلة صعبة خلال هذه السنة بعد مشروع القرار الأمريكي لمجلس الأمن والقاضي بتخويل صلاحيات واسعة لبعثة "المنوروسو" العاملة في الصحراء لمراقبة حقوق الإنسان بالمنطقة , وهو مشروع القرار الذي أثار حفيظة المغرب وسبب في نوع من التوتر في العلاقات بين البلدين لأول مرة , وهو ما جعل المغرب يرد بتعليق المناورات العسكرية التي كان ينتظر إجراؤها في منطقة واد درعه في جنوب المغرب ويشارك فيها الجيش الاميركي والقوات المسلحة الملكية المغربية, وتم سحب مشروع القرار المثير للجدل من مجلس الأمن.
وفي المقابل ربحت الدبلوماسية المغربية نقاطا مهمة في طرحها السياسي لتسوية القضية، حيث أعلنت فرنسا في 5 نيسان/ إبريل أثناء زيارة رسمية لرئيسها (الاشتراكي) فرنسوا أولاند إلى المغرب تأييده لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمته الرباط . وبدورها أعلنت الولايات المتحدة في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، إثر زيارة للملك محمد السادس إلى واشنطن، ولقاءه مع الرئيس باراك أوباما موقفا إيجابيًا من نفس المقترح حيث وصفته بالحل الجدي والواقعي وذو مصداقية' لتسوية النزاع.
وتميزت العلاقات المغربية بالاتحاد الأوربي خلال سنة 2013، بالرغم من الجمود التي كانت بضلالها على هذه العلاقات ، بقفزة نوعية من خلال توقيع اتفاقية الصيد البحري بين الطرفين و بموجبها ستعود الأساطيل الأوربية للصيد في المياه الإقليمية المغربية .كما تم إطلاق مفاوضات التبادل الحر بين المغرب والاتحاد الأوربي بعد زيارة رئيس المفوضية الأوربية "مانويل باروزو" للرباط , وذلك من اجل تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة لفئات معينة من المواطنين المغاربة، بمن فيهم الطلاب والباحثون ورجال وسيدات الأعمال.
أما على الصعيد الاقتصادي و الاجتماعي عرفت هذه السنة أزمة اقتصادية ، و أصبح المغرب في ضيق خانق، مما جعل من رئيس الحكومة بن كيران إلى إقرار زيادة ثانية في أسعار المحروقات في إطار نظام المقايسة الجزئية لأسعار تلك المواد البترولية. كما شهدت هذه السنة نقاشا كبيرا بشأن صندوق المقايسة وتلويح الحكومة كل مرة بإصلاحه , وشهدت هذه السنة أيضا تقديم البنك الدولي لأكثر من قرض للحكومة المغربية مما جعلها محط انتقادات المعارضة واتهامها بنهج سياسة قروض مكلفة .
و تصاعد موجات الاحتجاج الاجتماعي بسبب غلاء المواد الغذائية، وارتفاع معدلات البطالة , ولم تسلم بعض الوقفات الاحتجاجية من تدخلات قوية لقوات الأمن، التي استعملت كالعادة هراواتها من أجل تعنيف المحتجين.
وشهدت حرية التعبير في المغرب خلال هذه السنة عدة مضايقات، واعتقالات أهمها اعتقال الصحافي علي أنوزلامدير موقع لكم الإخباري بتهمة التحريض على الإرهاب بعد نشره لرابط لفيديو منسوب لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يدعو فيه إلى شن هجمات إرهابية ضد المغرب , واتخذت قضية ” انوزلا “ أبعادا دولية بعد دعوة كبريات المنظمات الحقوقية الدولية للحكومة المغربية إطلاق سراحه وعدم متابعته بقانون "الإرهاب" , وكان أقوى رد فعل من الخارجية الأمريكية التي عبرت عن متابعتها لملف انوزلا باهتمام كبير, واعتادت هذه القضية النقاش مجددا بشأن قانون الإرهاب المعمول به في البلاد منذ التفجيرات "الإرهابية" التي هزت الدار البيضاء، وبعد وقفات عدة تم الإفراج عنه بالسراح المؤقت.
كما دانت محكمة بالدار البيضاء مغني الراب معاذ بلغوات (المعروف باسم "الحاقد") وحكمت عليه بالسجن عاماً بتهمة إهانة الشرطة في كلمات إحدى أغنياته.
وهزت حادثة العفو الملكي على المواطن الإسباني دانييل غيت الذي كان مدانا بالسجن 30 سنة قضى منها عامين فقط في شهر آب/أغسطس الماضي, في قضية اغتصاب أطفال مغاربة، الرأي العام المغربي والدولي، وتسببت في احتجاجات وغضب في الشارع المغربي الشعب المغربي ، جعلت ملك المغرب يأمر بفتح تحقيق معمق لتحديد المسؤوليات ونقط الخلل التي قد تكون أفضت لعملية الإفراج, وتم إعادة اعتقال غالفان في إسبانيا وتم تقديمه للمحاكمة مجددا في إسبانيا , غير أن مطلب النشطاء المغاربة بإعادته لاستكمال محكوميته في السجون المغربية لم يتحقق.
أما على الصعيد الأمني شهدت سنة 2013 حملة شرسة على الجريمة الإلكترونية. وقد تواصل الاهتمام بقضايا الجريمة في مجال الكمبيوتر والإنترنت والتليفون المحمول وسمات المجرم المعلوماتي وتعدد أنواع الجريمة الإلكترونية في النواحي الاقتصادية والبنوك وجرائم غسل الأموال.
و كانت مسألة مكافحة الجريمة الإلكترونية موضوع طرحت أخيرًا في الرباط، كما تم منح اهتمام خاص بوسائل الإعلام التي يمكن أن تساهم بدورها في هذه العملية, ولا سيما من خلال الأنشطة التحسيسية بشأن مخاطر هذا النوع من الجرائم.
استنفار أمني في جميع المدن المغربية ، تحسبا لعودة خفافيش الإرهاب التي بدأت تتحرك ،في كل ربوع المملكة لاستقطاب المجاهدين من أجل القتال في بلاد الشام.
وكانت سنة 2013ٍ ،سنة مواجهة المغرب للسلفيين، الذين يرغبون إشعال الفتن بين شباب البلاد، وتحريضهم على سفك الدماء في حق أبرياء في سوريا. والخطير هو أن يعود المجاهدين المغاربة المقاتلين من سوريا والذين تجاوز عددهم 1800 إلى المغرب.
وقد دق ناقوس الخطر من طرف السلطات الأمنية ، بشأن هذا العدد الكبير من المغاربة الذي تم تحرضهم على القتال، وبالتالي هؤلاء يمكن أن يشكلوا تهديدا بعد عودتهم إلى بلدهم الأم المغرب .
وعلى الصعيد الرياضي سجلت سنة 2013 من بين أسوأ السنوات في تاريخ كرة القدم المغربية , وشهدت إخفاقات سواء في الملاعب أو في إدارة الجامعة الملكية لمغربية لكرة القدم , وكان أهم حدث الإقصاء المبكر للفريق الوطني المغربي في الدور الأول من كأس إفريقيا ويبقى الإنجاز الوحيد المشرف للكرة المغربية سجله فريق الرجاء البيضاوي المغربي بعد تأهله إلى المباراة النهائية من كأس العالم للأندية والتي نظمت في المغرب. تم هناك لعنة الجامعة الملكية لكرة القدم التي أصابت علي الفاسي الفهري كما أصابت من قبله الجنزال العجوز حسني بنسليمان، فبعد رفض الفيفا قبول نتائج انتخابات رئيس جديد للجامعة، اختفى علي الفاسي الفهري عن الأنظار ولم يظهر إلى جانب الملك في ختام مونديال الأندية بمراكش ولا في الحفل الذي نظم في القصر الملكي بالدار البيضاء والسبب تقول مصادر مطلعة غضبة شديدة من الدوائر العليا على الفاسي الفهري الذي ورط صورة البلاد في فضيحة مع الفيفا التي رفضت الطريقة التي تمت بها الانتخابات في الجامعة التي اختارت فوزي القجع رئيساً جديدا .
أرسل تعليقك