رام الله - وليد أبوسرحان
صعد المستوطنون من اعتداءاتهم صباح الثلاثاء على المواطنين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، في حين اقتحم المئات منهم مدينة نابلس بحجة زيارة ضريح مقام سيدنا يوسف، الامر الذي ادى لاندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين.
ورشق المواطنون اليات جيش الاحتلال بالحجارة، فيما سمع على مدار ساعات دوي قنابل
صوتيه ورصاص حي اطلقه الجنود في المنطقة الشرقية من نابلس التي يوجد فيها مقام سيدنا يوسف.
وكان مئات المستوطنين اقتحموا فجر الثلاثاء مدينة نابلس، وادوا طقوسا دينية في ضريح يوسف قرب مخيم بلاطة شرق المدينة، وسط مواجهات اندلعت بالمكان، وقام المستوطنون خلالها بالاعتداء على المواطنين في مواقع عدة بالمحافظة.
وقالت مصادر ان ما يقارب من 500 مستوطن اقتحموا ضريح سيدنا يوسف وسط حماية أمنية مشددة من قبل جيش الاحتلال بعد منتصف الليلة الماضية، وادوا الصلوات والطقوس الدينية التي استمرت حتى الساعة الخامسة من صباح اليوم.
وصعّد المستوطنون من اعتداءاتهم ضد المواطنين بشكل ملحوظ في محافظة نابلس، حيث قاموا برش الغاز على مواطن فلسطيني بالقرب من مفرق اودلا جنوبي المدينة، حيث حطموا اكثر من 30 سيارة فلسطينية من خلال رشقها بالحجارة في مواقع عدة بالمحافظة.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ان "عددا من المستوطنين قاموا برش الغاز في ساعة متأخرة من الليلة الماضية بصورة مباشرة على الشاب عدي عصام الضميدي 23 عاما بالقرب من مفرق اودلا على طريق حوارة الرئيسي، نقل على اثرها الى المسشتفى حيث وصفت حالته بالمتوسطة".
واضاف دغلس ان "عشرات المستوطنين قاموا برشق سيارة المواطنين بالحجارة في مواقع عدة ما ادى الى تحطيم زجاج عدد كبير منها وتسجيل اضرار مادية فيها، وقد قدّر عدد السيارات المتضررة بأكثر من 30 سيارة منها في شارع رام الله قي نابلس وبالقرب من مفرق اللبن وقدوميم وايتسهار.
وفي ظل تواصل الاعتداءات على المواطنين شمال الضفة الغربية احبط العشرات من المصلين المرابطين في المسجد الاقصى صباح الثلاثاء اقتحام المستوطنين للحرم القدسي ، وذلك في ظل تصاعد التوتر في المدينة المقدسة على ضوء دعوة جماعات استيطانية لاقتحام المسجد اليوم الثلاثاء بشكل جماعي.
وسادت مدينة القدس المحتلة صباح اليوم الثلاثاء، حالة من الغليان الشعبي والتوتر الشديد قبيل بدء المسيرة اليهودية الكبرى 'مسيرة الحجيج إلى القدس'، التي أعلنت عنها أوساط الاحتلال المختلفة في اليوم السادس لعيد 'العرش اليهودي'.
وأفادت مصادر محلية بأن سلطات الاحتلال حوّلت المدينة المقدسة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية التي تغيب فيها مظاهر الحياة الطبيعية الاعتيادية، وتبرز فيها كل المظاهر العسكرية والشرطية، وسط انتشار كبير ومكثف لمختلف أجهزة أمن الاحتلال في الشوارع، والطرقات الرئيسية، ومحاور الطرق، وتسيير الدوريات الراجلة، والمحمولة، والخيالة في الشوارع المحيطة والقريبة من أسوار المدينة المقدسة، فضلاً عن نشر آلاف العناصر من قوات الاحتلال في الشطر الغربي من المدينة، لتأمين الحماية للمستوطنين الذين سينطلقون بمسيرتهم في تلك المنطقة.
وأوضحت مصادر اسرائيلية أن شرطة الاحتلال حاولت استيعاب حالة الغليان بالقدس بالإعلان الليلة الماضية بأن المسيرة اليهودية ستكون في الشطر الغربي من القدس، ولن تصل إلى الشطر الشرقي، كما لجأت اليوم إلى اغلاق باب المغاربة الذي يُستخدم عادة لاقتحام المستوطنين وقوات الاحتلال، للحيلولة حسب ادعائهم دون اقتحامات المستوطنين للأقصى، وإغلاق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية في الشطر الغربي.
وتنطلق المسيرة اليهودية الرسمية الجماعية الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم، من 'حديقة ساجر' غربي المدينة وتجوب عددا من شوارع القدس، يتقدمها رئيس البلدية العبرية في القدس 'نير بركات' تختتم في تمام الساعة الخامسة بتجمع احتفالي قبالة منصة استقبال في شارع الملك جورج.
ودعت منظمات الهيكل المزعوم إلى اقتحامات 'عائلية' للاقصى اليوم تشمل الأطفال وعائلاتهم، احتفاءً بـ 'عيد العرش' العبري، الا ان العشرات من المصلين الفلسطينيين اعتكفوا الليلة الماضية في المسجد، بالإضافة إلى تواجد عدد من طلبة حلقات العلم ومدارس القدس القديمة الآن في المسجد، تحسبا من أية محاولة لاقتحامه، وذلك وسط حالة من التوتر.
أرسل تعليقك