دمشق - رياض أحمد
أبلغ الرئيس السوري بشار الاسد ، الموفد الأممي الخاص الاخضر الابرهيمي الاربعاء، أن "اي حل يتم التوصل اليه للازمة السورية يجب ان يحظى بقبول السوريين"، كما أبلغه بأن أي حل لا يمكن أن ينجح إلاّ إذا أوقفت دول خارجية دعمها لمن وصفهم بـ"الإرهابيين"، في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية، معتبراً أن "هذا الأمر هو الخطوة الأهم
لتهيئة الظروف المواتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه".
وبهذا الموقف المتصلب والتعجيزي للرئيس السوري، سيكمل الابراهيمي جولته في المنطقة ، فيزور بيروت اليوم الخميس للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين و الاستماع الى رأيهم، علماً ان لبنان يتعامل مع الازمة السورية ضمن سياسة النأي بالنفس, وبذلك تكون قد ظهرت بوضوح فشل مهمة الابراهيمي في العمل على تحديد موعد لمؤتمر جنيف2 بسبب التعقيدات الكبيرة بشأنه ما دفع مسؤولين عربا وأجانب، الى التلميح بأن القوى الدولية لن تتمكن كما يبدو من تحقيق هدفها بعقد مؤتمر السلام السوري الشهر المقبل، نتيجة ظهور خلافات بين موسكو وواشنطن حول تمثيل المعارضة فيه، وبالتالي رفض المعارض المشاركة في جنيف2 ما لم تحصل على ضمانات بانهاء حكم الاسد.
وكانت وكالة "سانا" السورية نقلت عن الابراهيمي أن "الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل أمام السوريين أنفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الأزمة بأسرع وقت ممكن، ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سوريا".
وذكرت قناة "الميادين" التي تبث من لبنان أن الإبراهيمي أكد خلال اللقاء مع الأسد "أهمية تحديد موعد لعقد جنيف 2، وانه يمكن لعقد المؤتمر أن يكشف كل الأوراق ويضعف عرقلة الخارج" للحل. وأضافت "لقد حمل الإبراهيمي انطباعاً بأن الموقف الدولي، ولا سيما الأميركي، أكثر تقدماً نحو الحل السياسي، وانه لم يخف جوانب سلبية عن دور إقليمي سلبي ومعرقل للحل السياسي ومؤتمر جنيف 2".
وسط ذلك نفت المتحدثة باسم المبعوث الدولي خولة مطر، لوكالة "فرانس برس"، ما نقل من كلام عن الإبراهيمي وفيه انه انتقد "الدور السعودي المعرقل للتسوية السياسية"، فأكدت أن الإبراهيمي "يقدر دور المملكة في إعطاء دفع لعملية السلام» في سوريا والمنطقة، و«يأمل مشاركتها في مؤتمر جنيف 2، مضيفة انه "لا يكنّ للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين إلا كل التقدير والاحترام، وما نقل عن لسانه حول الدور السعودي غير صحيح".
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون أميركيون وروس في جنيف الأسبوع المقبل، للتحضير لمؤتمر السلام السوري، وقال مسؤول إن أحد أبرز نقاط الخلاف يتعلق بالدور الذي يمكن أن يلعبه الائتلاف الوطني السوري.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أننا "لن نسمح لقطار جنيف أن يخرج عن سكته، والأطراف التي تدعو لتدخل عسكري وتنحية الرئيس بشار الأسد، تساهم، شاءت أم أبت، في إنشاء دولة متطرفة في سوريا، ستشكل خطراً هائلاً على المنطقة". وأكد لافروف أن "وثيقة جنيف كانت حتى آخر لحظة معترفاً بها لدى جميع الأطراف من دون استثناء كأساس وحيد للتسوية، والآن حينما بدأت مبادرة الدعوة لمؤتمر جنيف تتحول إلى مبادرة قابلة للتطبيق راح المهللون لها شفهياً في السابق يكشفون عن وجوههم الحقيقية".
أرسل تعليقك