بيروت - جورج شاهين
أكّد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان أنّه يصعب الحديث عن "الاستقلال" إذا ما عجزنا عن تنظيم الانتخابات النيابيّة وتشكيل حكومة جديدة، والجلوس من جديد إلى طاولة الحوار، دون التنكّر لما توافقنا عليه سابقاً، أو إذا ما فشلنا العام المقبل في إجراء انتخابات رئاسيّة، ضمن المهل الدستوريّة.
وشدّد سليمان على أنه "لا يمكن أن تقوم دولة الاستقلال، إذا ما قررت أطراف أو جماعات لبنانيّة بعينها، الاستقلال عن منطق الدولة، أو إذا ما ارتضت الخروج عن التوافق الوطني، باتخاذ قرارات تسمح بتخطّي الحدود،
والانخراط في نزاع مسلّح على أرض دولة شقيقة، وتعريض الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي نفسه للخطر"، في إشارة إلى مشاركة "حزب الله" في الصراع الدائر في سورية.
ودعا سليمان، في الأشهر المقبلة، التي تسبق الاستحقاق الرئاسي، إلى "التزام إعلان بعبدا، بغية تحييد لبنان عن التداعيات السلبيّة للأزمات الإقليميّة، والانسحاب فورًا من الصراع الدائر في سورية، وإقرار قانون انتخاب عصريّ منصف جديد، والتوافق على آليّة لتحصين نظامنا الدستوري، وإقرار مشروع قانون اللامركزيّة الإداريّة، وإقرار مراسيم الغاز والنفط، وتلبية احتياجات المواطنين، وإنشاء الهيئة المستقلّة للمخفيين قسراً، والمفقودين".
جاء ذلك في الكلمة التي وجهها الرئيس سليمان إلى اللبنانيين، في مناسبة الذكرى الـ70 لاستقلال لبنان، من قصر بعبدا في حضور المحافظين والقائمقامين ورؤساء اتحاد البلديات وعدد من الموظفين الإداريين والرسميين.
وأشار سليمان إلى أن "موجة التفجيرات المخزية، وآخرها التفجير المُدان الذي استهدف السفارة الإيرانية، وأدى إلى قتل وجرح عشرات الأبرياء، جاءت لتؤكّد ما بات يتهدّد الوطن من مخاطر فتنة وإرهاب مستورد".
واعتبر أن "الاستقلال لا يستقيم، ويُعتبَر ناجزاً، إذا ما استمرّينا في ترسيخ الطائفيّة في النفوس، عوضًا عن تعزيز فكرة المواطنة ومنطق الولاء المطلق للوطن، وإذا لم ننجح في تحييد أنفسنا عن التداعيات السلبيّة للأزمات الإقليميّة، من طريق رهن مصالح لبنان العليا بالمشيئة الإقليميّة، أو بالإملاءات والمصالح الخارجيّة".
وأوضح أن "الاستقلال لا يترسّخ، إذا لم يستقلّ الشعب عن الفقر والعوز والتخلّف والجهل والفساد، وإذا لم يتحقق الإنماء المتوازن للمناطق ثقافيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً، وإذا لم يستقلّ القضاء عن كل أوجه الترغيب والترهيب، وما لم يتم التوقف عن ممارسة الضغوط عليه، كما حصل في الآونة الأخيرة".
وأكّد سليمان أنه "على الرغم من ذلك، فإنّ ذكرى الاستقلال، هي مناسبة للإضاءة على الواقع، وسبل تحسينه، بإيمان متجدّد، وعزم أكيد، تحفّزنا على ذلك قدرتنا على التأقلم والارتقاء، وعمق مشاعر التضامن والتعاضد، التي تشدّ اللبنانيين المقيمين والمنتشرين إلى بعضهم، وشبكات الصداقة والأمان والدعم، التي تمكّنا من إقامتها على أكثر من صعيد".
ولفت إلى "سعي الدولة، في الأعوام الماضية، إلى ترسيخ دعائم الاستقلال"، مبينًا أنها "نجحت في إقامة علاقات ديبلوماسيّة ناجزة مع سورية، للمرة الأولى منذ الاستقلال، وعملت على تكريس نهج الحوار، لاسيما عبر إنشاء هيئة الحوار الوطني، ورعاية التوافق بشأن إعلان بعبدا".
واختتم سليمان حديثه بأنه "وضع في تصرّف هيئة الحوار واللبنانيين، تصوّراً لاستراتيجيّة وطنيّة للدفاع، عمادها الجيش اللبناني، يقيناً مني بأنّ مشكلة السلاح عائق أمام مسيرة الوفاق الوطني، إذا لم تتوضّح وظيفة هذا السلاح، وعلاقته بالشرعيّة وبالحكومة"، مؤكّدًا "الحرص على الاحتفاظ بكل قدراتنا الوطنيّة، في مواجهة العدو الإسرائيلي، ومكائده وشبكات تجسّسه، دفاعاً عن أرضنا وسيادتنا وثرواتنا الطبيعيّة، مع مواصلة السعي لتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، بالتعاون مع قوات اليونيفيل".
أرسل تعليقك