تونس - أسماء خليفة
نفت رئاسة الحكومة التّونسيّة ما راج في الإعلام المحلّي عن قبول تونس بإنشاء قاعدة عسكريّة أميركيّة جنوب البلاد وذلك بعد الزّيارة التي أدّاها الجنرال ديفيد رودريغاز رئيس القيادة الأميركيّة لشمال أفريقيا أفريكوم نهاية الشهر الماضي لتونس.
وأكّدت رئاسة الحكومة أنّ اللّقاء بين العريض والجنرال رودريغاز كان
في إطار التّعاون بين تونس وأفريكوم".
وكانت زيارة رودريغاز لتونس أسالت حبراً كثيراً بخصوص ما حمله معه مهندس الحرب الأميركية على أفغانستان أثناء زيارته لمكتب رئيس الحكومة في القصبة خصوصا وأن قيادة الأفريكوم أكدت "حاجة تونس للمساعدة اللوجستية في مواجهة الإرهاب" وهي مساعدة لم تتضح تفاصيلها. الأمر الذي جعل الكثير من المتابعين يتساءلون عن خفايا اللقاء وما أن كان رودريغز يحمل معه مقترحا أميركيا بنقل مقر سادس القيادات العامة المؤلفة للجيوش الأميركية «أفريكوم» من شتوت غارت الألمانية إلى تونس.
عام 2008 تحدثت العديد من التقارير الإعلاميّة عن فشل الولايات المتحدة الأميركية في اقتلاع مقر لـ«أفريكوم» في بلد مغاربي أو مكان يطلّ على الصحراء الكبرى لتستقر هذه القيادة الخاصة بأفريقيا والتي تعدّ أحد إفرازات تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر في ألمانيا.
وفسّر المحللون هذا الفشل بتخوفات دول المنطقة من التورّط مع الولايات المتحدة الأميركيّة تجنّبا لنقمة القاعدة لذلك ارتضت تلك الدول ومنها تونس مسايرة إستراتيجية الولايات المتحدة من خطط وبرامج لمكافحة الإرهاب دون التورط في احتضان الهياكل المُحرجة ومنها مقر القيادة الخاصة بأفريقيا.
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الأستاذ مازن الشريف لـ"العرب اليوم" إن "الحرب على الإرهاب ليست محلية وتشمل دولة دون أخرى، بل هي حرب إقليمية إذ التنظيمات المسلحة تتواجد في مختلف هذه الدول وترابط فيما بينها".
وأوضح أن تونس في حاجة للدعم المعلوماتي والتقني وهو تعاون موجود بطبعه بدليل وجود وثيقة أميركية تحذر من اغتيال الشهيد محمد البراهمي زعيم التيّار الشعبي الذي تم اغتياله في تموز/يوليو الماضي ولكنها ليست في حاجة لوجود عسكري لأن ذلك سيجلب نقمة القاعدة.
وأشار إلى أن الإرهابيين يبحثون عن مبرر لتوجيه الضربات فلبنان ضُرِب أخيرا بذريعة مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية السورية واحتضان الأفريكوم قد يكون مبررا لتوجيه ضربات لتونس. «العلاقة ضرورية ولكنها مطلوبة على مستوى الكفاءة فقط وليس على مستوى الوجود العسكري» على حد قوله
أرسل تعليقك