نيويورك - رياض أحمد
طالبت الأمم المتحدة ليل الاثنين بجمع 6.5 مليارات دولار لسوريا ولجيرانها بهدف مساعدة 16 مليون شخص العام المقبل، كثير منهم جوعى أو شردوا من جراء الصراع المستمر في البلاد منذ 33 شهراً، فيما لا تبدو بادرة وشيكة على نهاية هذه الحرب. وقالت مبعوثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس في مؤتمر صحافي
في إشارة إلى المناشدة العالمية، "هذا هو أكبر مبلغ من المال نطلبه في بداية العام".
وفي تصريحات لها بعد لقاء لاعضاء في مجلس الامن الدولي اعتبرت آموس، إن اللاجئين السوريين يشعرون بأن العالم لم يتفهم مأساتهم ولم يتحد لمساعدتهم. وقالت إن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا "هي أحدى أكبر الأزمات في التاريخ الحديث."
واضافت ان "النداء العاجل اليوم يهدف إلى مساعدة السوريين المحتاجين داخل بلادهم وأكثر من مليوني سوري أجبروا على الفرار إلى الدول المجاورة."
واشارت أموس التي زارت دمشق لفترة قصيرة يوم السبت للاجتماع مع وزراء ، الى أن "هناك مناطق في البلاد تنقطع فيها الكهرباء عن الناس بين 22 و23 ساعة في اليوم. وهناك ندرة في الوقود. حتى لو توقف العنف غدا سيكون علينا ان نتابع تقديم يد العون على الصعيد الانساني".
وتوخت اموس الحذر بشأن فرص تحقيق انفراجة في محادثات السلام بين حكومة بشار الأسد ومعارضيه والمقرر ان تبدأ في سويسرا يوم 22 كانون الثاني المقبل، وقالت "من الواضح انه يجب ان تكون التوقعات متواضعة في هذه الفترة".
وأعلن برنامج الغذاء العالمي أمس أن نحو نصف السكان داخل سوريا يعاني انعدام الأمن الغذائي، بينما قالت لجنة دولية للإغاثة إن المجاعة باتت تهدد أعدادا كبيرة من الشعب السوري.
وقالت لجنة الإغاثة الدولية وهي منظمة غير حكومية تتخذ من نيويورك مقرا لها، إن سعر الخبز في سوريا ارتفع بنسبة 500 في المئة، مضيفة أن أربعة من بين خمسة سوريين قلقون من أن الغذاء ينفد. وأجرت اللجنة دراسة على خمسمائة عينة من السكان بمناطق مختلفة من سوريا، وأظهرت أن الحصول على المياه النظيفة بات صعبا لدى أكثر من نصف السوريين.
ورأى رئيس اللجنة وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند، أن الأرقام المستخلصة تظهر أن "المجاعة" باتت تهدد أعدادا كبيرة من الشعب السوري، قائلا "إننا أمام كارثة إنسانية لا تلفت انتباه العالم".
وقال مندوب فرنسا الدائم في الأمم المتحدة جيرار آرو الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الشهر الحالي، الاثنين، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجلس دعوا إلى محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب في سوريا، فيما قال المندوب الروسي إن كلام أرو يعبّر عن تلخيصه الشخصي لما جرى في المشاورات المغلقة.
وقال آرو بعد جلسة مغلقة استمع أعضاء مجلس الأمن فيها إلى إفادة من الأمين العام حول التقرير الأخير للجنة التحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، إن بان والأعضاء أدانوا بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية تحت أية ظروف.
وأضاف المندوب الفرنسي أن الأمين العام والأعضاء دعوا إلى محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب تلك أمام المحاكم مثلما نص على ذلك قرار المجلس الرقم 2118 الصادر في أيلول.
وبعد انتهاء مداخلة آرو مع الصحافيين، قال المندوب الروسي فيتالي تشوركين إن تصريحات المندوب الفرنسي الذي يرأس مجلس الأمن تعبّر عن تلخيصه الشخصي لما جرى في المشاورات المغلقة وليس عن موقف توافق عليه أعضاء المجلس.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أمس إلى وقف لإطلاق النار في سوريا أو التخفيف على الأقل من العنف الحاصل هناك قبيل وخلال انعقاد مؤتمر جنيف2 المقرر في 22 كانون الثاني المقبل.
وقال بان في مؤتمر صحافي عقده مع نهاية العام 2013 الجاري، إن النزاع السوري تدهور خلال عام 2013 إلى أبعد من كل التصورات. وأضاف أنه قدّم إفادة للتو إلى مجلس الأمن حول التقرير الأخير للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة أوكا سالستروم، ويجب أن نشعر جميعا بالقلق إزاء نتائجها بأن الأسلحة الكيميائية قد استخدمت ليس فقط في الهجوم الذي وقع في الغوطة في آب ولكن أيضا في عدة حوادث أخرى كانت من بينها هجمات ضد المدنيين.
أرسل تعليقك