غزة ـ محمد حبيب
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن أنَّ خطوات حثيثة، تبذل في الوقت الراهن، بغية الوصول إلى مصالحة حقيقية بين حركتي "فتح" و"حماس"، في ضوء ما يعانيه قطاع غزة من حصار مشدّد، استدعى الإسراع في إنهاء الانقسام بين شطري الوطن. وأوضحت المصادر، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "حركة حماس أبلغت الرئيس محمود
عباس موافقتها رسميًا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية". وأعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية عن أنَّ "حماس ستتخذ قرارات مهمة، بغية تمهيد الطريق لتنفيذ المصالحة"، دون أنَّ يحدد موعدًا لهذه القرارات، أو طبيعتها.
وأضاف هنيّة، خلال تخريج دورة لجهاز الأمن والحماية في غزة، "سنتخذ في القريب العاجل قرارات مهمة على صعيد العلاقة الوطنية الداخلية، بغية خلق مناخ وطني أكثر ملائمة، وتمهيدًا لتحقيق المصالحة المجتمعية، في قطاع غزة والضفة الغربية، ومن ثم لتحقيق المصالحة العامة". واعتبر أنَّ "كل وطني حر، وكل بيت من بيوت غزة، سيشعر بآثار هذه القرارات، وسيمتد أثرها الطيب إلى الضفة"، داعياً "إخواننا في الضفة إلى التقاط الموقف، والتعامل مع هذا النفس الطيب، الذي ينطلق من الحرص والوعي، ومن الشعور بالمسؤولية والخطر الذي يداهم قضيتنا".
وتابع "كحكومة، وقطعاً كحركة، نحن أكثر استعداداً في 2014 لتحقيق المصالحة، وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وذلك بالنظر إلى التحديات والمخاطر التي تتضمنها المشاريع الأميركية الهادفة لتصفية القضية". وكانت حركة "حماس" قد أعلنت عن أنَّها ستقوم بالعديد من الخطوات الإيجابية، التي ستسهم في خلق مناخ أكثر إيجابية في قطاع غزة، بغية استعادة الوحدة الوطنية. وأكّدت الحركة أنَّ تلك الخطوات، التي لم تفصح عنها، ستتخذ على الرغم من ما سمي بـ"ارتماء البعض في أحضان التسوية السياسية مع إسرائيل".
وأوضح المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري أنَّ "حماس عقدت لقاءات مع كل فصائل المقاومة في القطاع، ومؤسسات المجتمع المدني واستمعت إلى مقترحاتهم، وهي الآن تدرس هذه المقترحات، وسنعلن من خلالها عن خطوات في المرحلة المقبلة، تعتمد على إشراك الفصائل كافة في الحياة المجتمعية في غزة".
في سياق ذي صلة، تمنى عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ونجل رئيس وزراء حكومة غزة، عبد السلام هنية، بعد أنَّ أعلن رئيس الوزراء عام 2014 عامًا للمصالحة الفلسطينية، أنَّ "ينعم الشعب الفلسطيني بلم الشمل والوحدة الوطنية".
وأضاف هنية الابن، عبر صفحته الشخصية علىموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "أتمنى من العلي القدير أن أشاهد في بيتنا، بيت رئيس الوزراء، لقاء يجمع فخامة الرئيس محمود عباس، والقائد خالد مشعل، والأخ محمد دحلان، والأخوة قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي، على مائدة دولة رئيس الوزراء، في بيته العامر، بيت الشعب الفلسطيني".
يذكر أنَّ عبد السلام هنية، الذي يرأس مؤسسة "أمواج" الإعلامية والرياضية، يلعب دورًا أساسيًا في توحيد الحركة الرياضية الفلسطينية بين الضفة وغزة، ويتمتع بحضور وشعبية كبيرة لدى شرائح الشعب الفلسطيني كافة.
وكان عبد السلام هنية قد حصل، قبل أسبوعين، على جائزة أفضل شخصية رياضية للعام 2013، وجدّد الدعوة إلى استعادة الوحدة الوطنية.
أرسل تعليقك