دمشق - جورج الشامي
أشارت مصادر، مساء الاثنين، إلى انسحاب 40 عضواً، ينتمون إلى 6 كتل سياسية، من الائتلاف السوري المعارض، موضحة أنَّ المنسحبين قد قدّموا استقالتهم من الائتلاف، احتجاجًا على المشاركة في مؤتمر "جنيف 2"، فيما بيّن عضو في الائتلاف في إسطنبول أنَّ الكتل المنسحبة هي كتلة مجالس محلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، والحركة التركمانية
، وهيئة الأركان، والحراك الثوري، والمنتدى السوري للأعمال، إضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة، مؤكّدًا أنّ الانسحاب جاء إثر انتخاب الجربا رئيسًا للائتلاف.
ولفت إلى أنَّ "أعضاء الكتل المنسحبة يشكلون 40 عضوًا، من أصل 121، تتكون منهم الهيئة الإدارية للائتلاف، إلا أنهم لم يبلغوا اللجنة القانونية في الائتلاف رسميًا بالانسحاب، أو الاستقالة منه".
وأكّدت مصادر من داخل الائتلاف أيضًا، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الانسحاب لم يكن أبداً فيما يتعلق بمؤتمر جنيف، فنقاشات المشاركة في المؤتمر ستكون الثلاثاء، فيما اقتصر الاجتماع، الاثنين، على انتخاب رئيس للائتلاف، وأمينه العام، والتي فاز بها أحمد الجربا، بولاية رئاسية ثانية".
وأوضحت المصادر أنَّ "الانسحاب كان احتجاجاً على فوز الجربا، رغم أنَّ العملية كانت نظامية، وديمقراطية"، مشيرة إلى أنَّ "الفوز جاء بالفرق البسيط، أقل من عشرة أصوات، بين الجربا ورياض حجاب، المرشح الثاني، وهو أكبر دليل على نزاهة الانتخابات".
وفي متابعة التطورات، كشف مصدر في المكتب الإعلامي للائتلاف، في تصريح إلى "العرب اليوم"، عن أنَّ "لجنة، تشكلت من أربع أعضاء من المنسحبين، تقوم بالتفواض، في الوقت الراهن، بغية حل المشكلة، والاطلاع على مطالب المنسحبين، والتحاور لتجوازها، فيما يتابع الائتلاف اجتماعاته في إسطنبول، سريًا وبعيداً عن الإعلام، بعد أنَّ تعرض أعضائه لتهديدات جدّيدة من طرف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وكان الائتلاف قد أعاد انتخاب الجربا رئيسًا له للمرة الثانية على التوالي، خلال اجتماعه المنعقد في إسطنبول، حسب بيان صادر عن الائتلاف، وحصل الجربا على 65 صوتا من أصل 120، متقدمًا على منافسه رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب، أرفع المسؤولين المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد.
وانتهت الهيئة العامة للائتلاف من انتخاب الهيئة الرئاسية الجديدة لمدة ستة أشهر مقبلة، وسط تكتم إعلامي غير مسبوق، بعدما شهدت الانتخابات منافسة حادة بين الجربا وحجاب، الذي حصل على 52 صوتًا، والذي انشق عن نظام الأسد في أغسطس/آب 2012.
كما انتخب الائتلاف ثلاثة من أعضائه لمركز نائب الرئيس، وهم عبد الحكيم بشار، وفاروق طيفور، ونورا الأمير، وفق البيان الصادر عن الائتلاف.
في غضون ذلك، بدأ الأمين العام للأمم المتحدة إرسال الدعوات لحضور مؤتمر "جنيف 2"، مستثنيًا إيران من الدعوة، حسب ما أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة، الاثنين.
وأوضح مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أنَّ "وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في 13 كانون الثاني/يناير الجاري، بغية اتخاذ قرار بشأن مشاركة إيران من عدمها".
وكان مسؤول أميركي قد أكّد أنَّ "بإمكان إيران أن تبرهن على رغبتها بلعب دور بناء في المحادثات المقبلة لإحلال السلام في سورية، عبر دعوتها دمشق إلى وقف قصفها للمدنيين، والسماح بوصول المساعدات".
وتعارض واشنطن دعوات روسيا، وغيرها من الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالسماح لطهران بالمشاركة في "جنيف 2" لمحاولة إيجاد حل للأزمة السورية.
وتتّهم واشنطن طهران بتزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالرجال والمال، وتسليح مقاتلي "حزب الله" اللبناني، الذين يقاتلون في سورية إلى جانب القوات الحكومية.
أرسل تعليقك