نيويورك - رياض أحمد
تجتاح عاصفة ثلجية مصدرها القطب الشمالي هي الأقوى منذ عشرين سنة، مناطق عدة في الولايات المتحدة الاميركية وكندا، وتترافق مع انخفاض حاد في درجات الحرارة تصل في بعض المناطق الى 50 درجة تحت الصفر، مما أدى الى مقتل 16 شخصاً، كما تترك العاصفة بصماتها على الحياة العادية بحيث توقفت حركة الملاحة الجوية في بعض المطارات
و انزوى الناس في بيوتهم واقفلت المدارس والمتاجر و تضررت شوارع و منازل. وكانت العاصفة قد اجتاحت في الأيام الماضية مناطق في كندا وشمال شرق الولايات المتحدة بالثلوج الكثيفة التي وصل ارتفاعها إلى 60 سم، وتسببت في مقتل 16 شخص، وإلغاء أكثر من خمسة آلاف رحلة طيران منذ يوم الأربعاء الماضي
.
وقال مراقبو الارصاد الجوية إن الرياح الباردة قد تزيد من الشعور بانخفاض درجات الحرارة لتصل إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر.
وناشدت السلطات الأهالي المكوث في منازلهم من أجل سلامتهم، وأيضًا لتيسير عملية إزاحة الثلوج من الطرقات.
وقالت هيئة الأرصاد الوطنية الأمريكية في بيان لها إن هذه الموجة التي تعد "الأشد برودة منذ سنين سوف تحل ما بين منطقة أعلى الغرب الأوسط وحتى منطقة الأطلسي الأوسط".
ويتوقع أن تضرب موجة الصقيع ولايات من بينها أوهايو، وساوث داكوتا، وإلينوي.
واكتظت ملاجئ المشردين بالناس، وقد يتوقف انتاج النفط بعدما تسببت موجة البرد القارس، التي سماها بعض خبراء الأرصاد الجوية "الدوامة القطبية" وأطلقت عليها وسائل الإعلام اسم "الخنزير القطبي"، بانخفاض درجات الحرارة إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر.
وقالت هيئة الأرصاد الوطنية ان درجات الحرارة كانت اقل من معدلاتها في أجزاء من ولايات مونتانا ونورث وساوث داكوتا ومينيسوتا وأيوا وويسكونسن وميشيغان ونبراسكا حيث وصلت إلى ما بين 11 إلى 22 درجة مئوية تحت الصفر.
وتتحرك موجة الهواء القطبية الشمالية في اتجاه الساحل الشرقي حيث من المتوقع ان تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر اليوم. ويُتوقع ان تشهد الولايات الجنوبية ابرد طقس منذ سنوات.
وقالت هيئة الارصاد: "ستواصل درجات الحرارة الباردة والرياح العاتية التي تصاحبها كتل هوائية قطبية تأثيرها جنوباً حتى براونزفيل في تكساس ووسط فلوريدا
".
وقال محللون ان الموجة الباردة تهدد بتعطيل انتاج النفط خاصة في نورث داكوتا، ما قد يؤدي إلى ارتفاع اسعار الوقود. وتسبب الطقس السيئ أيضاً في إعاقة شحن الحبوب والماشية وهدد محصول القمح.
وفي كليفلاند اكتظت ملاجئ المشردين عن آخرها بعدما وصلت درجات الحرارة إلى 14 درجة مئوية تحت الصفر، مع توقعات بأن تصل إلى 22 درجة مئوية تحت الصفر. وبدأ القائمون على الملاجئ فتح منشآت إضافية لاستيعاب اكثر من 2000 شخص جاءوا للحصول على الدفء.
ضربت عاصفة ثلجية مصحوبة برياح قوية ودرجات حرارة متدنية جداً، ولايات عدة في شمال شرقي الولايات المتحدة ما أدى إلى اضطراب حركة الملاحة الجوية. ويتوقع أن تهبط درجات الحرارة في نيويورك إلى 13 تحت الصفر كما أفادت مصلحة الأرصاد الجوّية.
وأُلغيت حوالى 2200 رحلة جوّية في مطارات أميركية. وأصدرت مصلحة الأرصاد الجوّية الوطنيّة تحذيراً من عواصف في منطقة شاسعة تمتد من شيكاغو وصولاً إلى نيويورك ونيو إنغلاند وحتى العاصمة واشنطن. كما تضرب العاصفة ولايات الوسط الغربي مع تساقط كثيف للثلوج التي يتوقّع أن تتراوح سماكتها بين 10 و20 سنتيمتراً في نيويورك.
وحضّ حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو السكان على استخدام وسائل النّقل العام محذراً من احتمال إغلاق بعض الطرق السريعة بسبب رداءة الطقس، كما أعلن تشغيل مركز العمليّات الطارئة في الولاية.
وفي بوسطن حيث تساقط الثلج بكثافة الخميس، توقّعت الأرصاد تدنّي درجات الحرارة إلى 21 تحت الصفر وأمر رئيس البلديّة توماس مينينو بإغلاق المدارس الجمعة فيما استُنفر الحرس الوطني.
وألغيت أكثر من 500 رحلة الخميس في مطارات نيويورك بينها 125 رحلة إلى لاغوارديا و70 رحلة إلى مطار جون كينيدي الدولي، مع تأخير مئات الرّحلات الأخرى. كما سجلت بلبلة في حركة مطار بوسطن لوغان وأعلن تعليق إقلاع الرحلات الخميس ، وعُلّقت أكثر من 600 رحلة في نيويورك وبوسطن و909 رحلات في أنحاء البلاد.
وفي كندا انخفضت درجات الحرارة إلى 29 درجة مئوية تحت الصفر في تورونتو، و38 درجة مئوية تحت الصفر في مدينة كبيبك، وهو أشد هبوط شهدته البلاد منذ عقدين من الزم، فيما لا يزال التيار الكهربائي منقطعًا عن عشرات الآلاف من السكان في جزيرة نيوفاوندلاند الكندية بعدما تسببت الثلوج الكثيفة في حريق بأحد محولات الكهرباء.
وقد توفي 16 شخصًا جراء هذه العاصفة الشديدة، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية. فقد لقي عامل مخازن ملح مصرعه بعدما سقطت عليه حمولة أملاح تستخدم في إزالة الثلوج عن الطرق وسحقته، فيما فارقت سيدة تعاني من الزهايمر الحياة متجمدة بعدما خرجت من بيتها الريفي وابتعدت عنه
وفي مكان آخر، أدى إعصار قوي في جزيرة لاريونيون الفرنسية في المحيط الهندي إلى سقوط قتيل و15 جريحاً بينهم اثنان إصاباتهم خطرة، كما أعلنت شرطة الجزيرة.
ومرّ الإعصار "بيجيزا" أمام الجزيرة على طول السّاحل الغربي وعلى مسافة حوالى 15 كيلومتراً في البحر، وأدى إلى هطول أمطار غزيرة ورياح عنيفة بلغت سرعتها 151 كلم في الساعة في بعض المناطق. وأصيب شخصان بجروح بعد سقوط أحدهما عن السطح والثاني عن سلم، بينما أصيب 13 آخرون بجروح طفيفة. ومعظم هؤلاء لم يلتزموا الإنذار الذي أطلقته السلطات ومنعت بموجبه المواطنين من مغادرة منازلهم.
أرسل تعليقك