غزة ـ محمد حبيب
أكدّ عضو اللّجنة المركزيّة في حركة "فتح" عزام الأحمد، أنه سيزور قريبًا قطاع غزة من أجل استكمال جلسات الحوار والمصالحة بعد أن أوعز له رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس بذلك، موضحًا أنه على اتصال مستمر برئيس حكومة غزة إسماعيل هنيّة لترتيب موعد الزيارة.
وأوضح الأحمد، في تصريح صحافي، الأربعاء، "أننا لسنا بحاجة لجلسات حوار جديدة، وإنما علينا تطبيق ما تم الاتفاق عليه
بالقاهرة والدوحة على أساس تشكيل حكومة وحدة وطنيّة وتأجيل مسألة الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة لأن الأجواء غير مهيأة حاليًا". وهو ما ترفضه "حماس" حيث تطالب بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في الدوحة والقاهرة كرزمة واحدة والتوقف عما أسمته بالانتقائيّة.
وكشف أنّ الاتصالات مع "حماس" لم تنقطع، مشيرًا إلى أنّ "فتح" كانت تبادر دائمًا بالاتصال بعيدًا عن وسائل الإعلام وعن الضجيج حتى لا تستخدم الشائعات كوسيلة للتهرب. وأوضح أنّ الاتصالات بينه وبين عضو المكتب السياسي لـ"حماس" موسى أبو مرزوق استؤنفت بعد اللقاء الذي جرى في الدوحة مع خالد مشعل، مشيرًا إلى أنّ موقف "فتح" كان واضحًا في هذه الاتصالات بـ"أننا لسنا بحاجة لحوارات جديدة".
وأعلنت وزارة الداخليّة والأمن الوطني في غزة، أنها بصدد الإفراج صباح الأربعاء عن 7 معتقلين ينتمون لحركة "فتح" اعتقلوا على خلفيّة قضايا أمنيّة.
وأكدّ مدير الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخليّة في غزة إبراهيم صلاح، في تصريح نشره على صفحته الشخصيّة في موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك" أنه "تنفيذًا لقرارات دولة رئيس الوزراء وزارة الداخليّة ستفرج بإذن الله صباح اليوم عن 7 معتقلين من حركة فتح وهي مرحلة أولى". وأعرب عن أمله أنّ تُقابل حركة "فتح" هذه الخطوة التي وصفها بـ"القوية" بخطوات مشابهة في الضفة المحتلة.
وأصدر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنيّة، الاثنين، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر إدارة وزارة الداخليّة في غزة، جملة قرارات مهمة لدفع عجلة المصالحة الوطنيّة. شملت الإفراج عن بعض عناصر حركة "فتح" المُعتقلين على خلفية أمنيّة، مؤكدًا أنّ الحكومة أعلنت عن ترجمة هذه القرارات على أرض الواقع بعد دراستها. ويأتي هذا القرار بعد التصريحات التي أدلى بها هنيّة بشأن اتخاذ قرارات مهمة لتحقيق المصالحة. مؤكدًا أنّ عام 2014 سيكون عامًا للمصالحة وحماية الثوابت الوطنيّة.
ورحب كل من رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس وحركة "فتح" و"الجبهة الشعبيّة" وحركة "الأحرار" وفصائل وشخصيات وقادة فلسطينيين بالتصريحات التي أدلى بها هنيّة، مؤكدين أنها تأتي في الاتجاه الصحيح.
وكشف رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينيّة المُستقلة وعضو الإطار القيادي لمنظمة "التحرير" الدكتور ياسر الواديّة، عن خطوات تنفيذ المصالحة الوطنيّة وتوحيد شطري الوطن للقضاء على الانقسام، موضحًا أنها تتلخص في البدء الفوري لتشكيل حكومة الإنقاذ والتوافق الوطني التي ستعمل وفق مهام محددة وفترة زمنيّة محُددة لتهيئ الأجواء الوطنيّة بنزاهة وشفافيّة للانتخابات التشريعيّة والرئاسيّة المقبلة وتنهي المشاكل المتعلقة بالحريات العامة في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكد الودايّة أنّ حكومة الإنقاذ والتوافق الوطني سترعى تفعيل لجان المصالحة المنبثقة من اتفاق القاهرة، وستنفذ بنود المصالحة المجتمعيّة لإعادة روابط المجتمع الفلسطيني التي مزقتها أعوام الانقسام المؤسف، موضحًا أنّ قضايا إعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء الحصار ووضع حد لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي.
كما أكدّ أن مؤسسات الوطن المدنيّة ستشهد توحيدًا يُعيد بنائها على أسس وحدويّة وطنيّة تقضي على حالة المناكفات السياسية والتجاذبات التي ولدت من رحم الانقسام وستجد المؤسسات التي تضررت بفعل الانقسام الحلول اللازمة لإعادة تفعيلها، مبينًا أنّ المؤسسات العسكريّة الفلسطينيّة داخل الوطن وعلى مستوى المحافظات ستنهي انقسامها بجهود القوى والفصائل الوطنيّة والإسلاميّة التي ستدعم وزير الداخليّة في حكومة الإنقاذ والتوافق الوطني لممارسة دوره وتسهيل مهمته رغم الصعوبات الكبيرة التي تحتاج لجهود مكثفة وفترة زمنيّة مُحدّدة تعيد بناء ما خلفه الانقسام. وشدّد على أنّ الأزمات التي تعيشها المنطقة لن تكون عائقًا أمام رعاية الأشقاء في جمهوريّة مصر العربية لملف المصالحة الفلسطينيّة برغم انشغالهم في أمورهم الداخليّة، وسيظل الراعي المصري هو الداعم الأول للوحدة الفلسطينيّة، مثمنًا الجهود العربيّة والإسلاميّة التي بذلت على مدار الأعوام الأخيرة في المملكة العربية السعوديّة واليمن والسنغال والمغرب وقطر وداخل أروقة الجامعة العربيّة للوصول للمصالحة الفلسطينية وتقديم كل ما أمكن لإنهاء الانقسام.
وثمّن الوادية القرارات التي قدمها هنية لتهيئة الأجواء الفلسطينيّة للدخول نحو عام المصالحة الوطنيّة والتواصل مع عباس لاطلاعه على تلك القرارات، والذي أكد على ايجابية هذه الخطوات لتيسير المصالحة الداخليّة، مؤكدًا أنّ تجاوز هذه المرحلة يتطلب جهدًا مكثفًا من قيادات الفصائل والقوى الوطنيّة والإسلاميّة لعبور أصعب مرحلة في تاريخ الشعب الفلسطيني وتنفيذ ما وقع عليه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل مع الرئيس الفلسطيني في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة لإنهاء الانقسام.
وأكد الواديّة أن النوايا الصادقة والرغبات الحقيقية داخل الكل الفلسطيني ستجعل من تنفيذ المصالحة أمرًا واقعًا يسهل تحقيقه وستقضي على الانقسام منذ اليوم الأول لتشكيل حكومة الإنقاذ والتوافق الوطني، وهو ما يتطلب التوّحد أمام أي محاولة لإشعال نار الفتنة بين أفراد هذا الشعب الذي ينتظر حلولاً تعوضه عن أعوام المعاناة الأخيرة، مطالبًا المجتمع العربي والدولي بالعمل الجاد على إنجاح مرحلة المصالحة الفلسطينيّة وتسهيل مهمة حكومة الإنقاذ والتوافق الوطني وإخراج القضيّة الفلسطينيّة من التجاذبات الإقليميّة.
أرسل تعليقك