بغداد- نجلاء الطائي
دعّا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأحد، القيادات السياسية العراقية إلى التوحد في موقفها ضد "التطرف" من أجل استقرار العراق، كما أعرب عن "أسفه" للوضع الأمني المتردي في بعض أجزاء العراق، بينما أشاد بالحوار بين بغداد وأربيل وجديتهما في التوصل إلى اتفاق، مبينًا أنه سيلتقي إضافة إلى رئيس الحكومة كلا من وزير الخارجية ورئيس
البرلمان ورؤساء اللجان النيابية، فيما أكد رئيس الوزراء نوري المالكي، أن ساحات الاعتصام في الأنبار تمثل "قيادة القاعدة"، مشيرًا إلى أن القتال الذي دار في الأنبار لم يكن ضد طرف أو مكون معين، وفي حين لفت إلى أن الجيش العراقي كان يقاتل بمساندة أبناء وشيوخ الأنبار "الوطنيين"، لفت
".إلى أن الوحدة الوطنية ستعطي العراق "قوة كبيرة"، لتصفية "القاعدة
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد "للمرة الخامسة كأمين عام للأمم المتحدة ازور العراق وآخر مرة كانت في كانون الأول/ ديسمبر 2012 وشهدت فيها شجاعة حكومة العراق والكويت في التطلع لمستقبل مشترك ورسم حقبة جديدة من التعاون، وقد تم تحقيق كثير من المكتسبات خلال السنوات الماضية بفضل مرونة ونشاط رئيس الوزراء نوري المالكي وامير الكويت".
وأضاف بان كي مون "لقد حظينا بحوار بناء مع السيد المالكي وسنجري لقاءات اخرى مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس البرلمان العراقي وكذلك بعض رؤساء اللجان"، مبينا أننا "ناقشنا مع رئيس الوزراء الوضع الأمني والانتخابات النيابية المقبلة والعلاقة بين العراق وحكومة إقليم كرستان، والعلاقات الثنائية بين العراق والكويت، إضافة إلى الوضع في سورية".
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة" اتفقنا على أن التحديات التي تواجه العراق تتطلب من كل القيادات السياسية أن تفي بالتزاماتها لضمان الحوار والتقدم وتجاوز العقبات السياسية، والشعب العراقي يتطلع إلى هذه القيادات لتحقيق نتائج ملموسة ومستقبل أفضل".
وبيّن بان كي مون أن "تردي الوضع الامني في بعض أجزاء العراق أمر نأسف له وأندد بشكل قوي بالتهديدات الأمنية التي أودت بأرواح كثيرة وعلى جميع القيادات السياسية التوحد في موقفها ضد الإرهاب من أجل إستقرار العراق".
وأوضح بان كي مون أن "الانتخابات النيابية المقبلة فرصة لتحقيق الطموحات الشرعية للشعب العراقي"، مبينا "كما أشيد بالحوار بين بغداد واربيل وجدية الاطراف في التوصل إلى اتفاق على كثير من الامور مثل مشاركة عوائد النفط والتنمية وبشكل عام فنحن نسعى لعراق فيدرالي وديمقراطي".
من جانبه ،أكد رئيس الوزراء نوري المالكي، أن ساحات الاعتصام في الأنبار تمثل "قيادة القاعدة"، مشيرًا إلى أن القتال الذي دار في الأنبار لم يكن ضد طرف أو مكون معين، وفي حين لفت إلى أن الجيش العراقي كان يقاتل بمساندة أبناء وشيوخ الأنبار "الوطنيين"، لفت إلى أن الوحدة الوطنية ستعطي العراق "قوة كبيرة"، لتصفية "القاعدة".
وأضاف إن "ساحات الاعتصام كانت تمثل قيادة القاعدة، وضرب معسكراتهم في الصحراء التي كانت تتواصل مع سوريا، أجبرهم على الظهور على السطح"، مبينًا أن "القتال لم يكن ضد طرف أو مكون ولا حتى قتال الجيش العراقي لوحده إنما أبناء الأنبار وشيوخها الوطنيين جميعا".
وبين المالكي "أننا أمام لوحة جديدة هي الوحدة الوطنية التي تماسكت في مواجهة القاعدة متناسين كل الخلافات والموقف الدولي الداعم للعراق في مقاتلة هؤلاء الأشخاص، ما سيعطينا قوة كبيرة في تصفية هذا الوجود بالمحافظة مع كل أبناء الشعب العراقي لمواجهة خطر القاعدة".
وأشار إلى إن "الشعب العراقي اهل الضحايا الذين تقطعت اشلاؤهم في الشوارع لا يمكن ان يقبلوا منا ان نبقي من مزق احبابهم حيا"، موضحا أن "الدستور العراقي لا يمنع من اقامة حكم الاعدام بحق القاتل والاسلام يؤمن بالقصاص".
وأضاف المالكي "نحترم قرارات الامم المتحدة وحقوق الانسان"، مستدركا "لكن من يقتل الناس ليس له حقوق وهو عنصر تخريبي في المجتمع يقوم يقتل الحياة".
ولفت المالكي إلى أن "العراق ملتزم بالبنية القانونية التي شرعت الاعدام في مثل هكذا حالات وهي لا تتعاكس مع العقيدة العامة والانسانية"، مشددا أنه "يجب ان لا يكون القاتل جزءا من المجتمع والا فأن بقائهم من دون عقوبة الاعدام سيشجع الباقين على القيام بمثل هكذا اعمال".
وفي خطوة أعتبره البعض تصعيداً خطيراً، اتهم شيوخ عشائر الانبار، الاثنين، "داعش" بمقتل اربعة جنود من قوات "سوات "بأمر من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وميليشيات ايران"، واصفين الموضوع بأنه "فلم اجرامي انتهجته حكومة المالكي وايران ضد اهل السنة"، وفي حين بينوا أن عشائر الانبار "يطلقون سراح الجنود ممن يسلمون انفسهم للثوار ويتم اكرامهم وايصالهم إلى اهلهم"، طالبوا عشائر ميسان والجنوب وعشيرة المالكي "بتسليم قتلة اهالي الانبار على أيدي قوات الجيش وسوات".
وقال أحد شيوخ عشائر الرمادي الشيخ درع الدليمي، في حديث صحافي اطلع "العرب اليوم "عليه ، إن "شيوخ قبائل وعشائر الانبار يطالبون شيوخ ميسان والجنوب وعشيرة المالكي بضرورة تسليم قتلة ابنائهم والذين بلغ عددهم اكثر من 70 مدنيا ودفع دية الجرحى البالغ عددهم 400 مدني من الاطفال والنساء والعجزة الذين استهدفوا من قبل قوات الجيش".
وأضاف الدليمي إن "الفلم الاجرامي والارهابي الذي تنتهجه حكومة المالكي وايران ضد اهل السنة مستمر"، موضحا أن "آخر اكذوبة هي مقتل اربعة من "سوات" في الرمادي"، متسائلا "كيف يقتلون من قبل عشائر الأنبار وهم يكرمون الجائع ويحمون المظلوم ويطلقون سراح الجنود ممن سلموا انفسهم لثوار العشائر".
وأشار إلى أن "داعش هي تنفذ مخططات المالكي وطهران في قتل وتهجير وتدمير أهل السنة وأن أمر قتل 4 من "سوات" فهو من فعل "داعش" بأمر من المالكي"، مبينا أنه "واضح للجميع بأن الجنود الذين يقاتلون ضد اهل السنة عندما يرمون سلاحهم يتم اكرامهم وايصالهم إلى اهلهم في واسط والناصرية والنجف وكربلاء والمحافظات الاخرى وبشهادة الجنود انفسهم".
ومن جانبه، قال أحد شيوخ عشائر الفلوجة الشيخ سطام المحمدي، "سنطالب عشائر الجنوب وميسان وعشيرة المالكي بدم ابنائنا الذين قتلهم الجيش في الفلوجة والرمادي ولن نسكت عن حق الابرياء مهما طال الزمن"، مشددًا أنه "على عشائر الجنوب سحب ابنائهم من الانبار فورا وعدم تركهم للاستغلال من قبل ايران والمالكي".
وأضاف المحمدي إن "الانبار معروفة بالكرم والشجاعة وعلى الجميع أن لا ينسى مواقف اهل الفلوجة والرمادي في دحر الارهاب و"داعش" والتصدي للاحتلال الأميركي"، مؤكدًا "لن نسمح لجيش المالكي وميليشيات إيران بأن تستهدف أمن الأبرياء".
وكان مجلس محافظة ميسان طالب، الأحد، عشائر الأنبار "بتسليم قتلة احد ابنائها الـ4 الذين قتلوا غدرا بعد أسرهم وسط الرمادي"، مبينا أن "الكثير من أهالي الانبار لا زالوا يعملون في ميسان ولم يمسهم اي ضر"، فيما أكدت عشائر المحافظة أنه "من المعيب على عشائر الأنبار اعانة التنظيمات الإرهابية على قتل ابناء الجنوب بدم بارد امام الانظار"، وشددت أنها "تمهل عشائر الانبار 3 أيام لتسليم القتلة وبخلافه سيكون رد الدم بالدم".
كما كان رئيس جهاز مكافحة التطرف فاضل برواري توعد، الأحد، بأخذ "ثأر" الجنود الـ4 الذين أعلن تنظيم "داعش" مقتلهم في الرمادي بعد أسرهم السبت، وفيما بيّن ان دماءهم لن تذهب سدى وسيكون الرد بمقتل ألف "إرهابي من "داعش" بدل كل جندي منهم، أكد عدم التساهل مع "التطرف وسحق" قاتليهم في المكان نفسه "الذي غدروا به بالجنود".
وقال رئيس مؤتمر "صحوة العراق" أحمد أبو ريشة ، إنه "تلقى اتصالاً هاتفيا من مساعد وزير الخارجية الأميركي بريت ماكورك أبدى فيه دعم واشنطن لعشائر الانبار في حربها ضد التنظيمات المتطرفة .
وأضاف في تصريح صحافي ،"تلقيت اتصالا من مساعد وزير الخارجية الأميركي ابدى فيها دعمه لشيوخ عشائر الانبار والدعوة إلى محاربة التنظيمات المتطرفة في مناطق غربي العراق ".
وتابع رئيس مؤتمر صحوة العراق "إن المسؤول الأميركي نقل ايضا موقف الرئيس باراك اوباما الذي أعرب عن استعداده لدعم العشائر في الأنبار في حربها ضد عناصر تنظيمات "داعش والقاعدة ".
أرسل تعليقك