حقوق الشُّهداء والعدالة الاجتماعية تُسيطر على احتفالات التُّونسيين في الذِّكرى الثَّالثة للثورة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

جبهة "الإنقاذ" تحشد و"النَّهضة" تفشل و"الجمهوري" معزول

حقوق الشُّهداء والعدالة الاجتماعية تُسيطر على احتفالات التُّونسيين في الذِّكرى الثَّالثة للثورة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - حقوق الشُّهداء والعدالة الاجتماعية تُسيطر على احتفالات التُّونسيين في الذِّكرى الثَّالثة للثورة

احتفالات التُّونسيين في الذِّكرى الثَّالثة للثورة
تونس- أسماء خليفة

جاء الاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة التونسية في 14 كانون الثاني/يناير، بمشهد مغاير، حيث تضمن الاحتجاج والاحتفال، والاستعراض السياسي، ورفع مطالب وشعارات الثورة، وكثرة حلقات نقاش بين المتجمعين في الشارع، وطرح أسئلة كثيرة عن المسار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، كما شهدت البلاد أمطارًا خفيفة في مشهد شتوي جميل، لم يثن المحتفلون والمحتجون عن التهافت إلى شارع الحبيب بورقيبة.
وظهر عدم توحد من شارك في الذكرى الثالثة للثورة، فلم يهتفوا بمطالب واحدة، بل وقف المحتجون والمحتفلون في مجموعات، وجبهات، ولكلّ خطابه، ورؤيته، للذكرى الثالثة للثورة، سواء أحزاب، أو منظمات.
في الساعة التاسعة صباحًا، انطلقت من ساحة حقوق الإنسان، في شارع محمد الخامس، أُولى شعارات الاحتجاج، وجاءت صرخة موحّدة لعائلات شهداء وجرحى الثورة، وكان عددهم لا يتجاوز الخمسين شخصًا يرفعون شعارات ولافتات تُطالب بحق الشهيد، والمصاب في العلاج.
وسط تلك المجموعة تحدثت "العرب اليوم" إلى المحامي والناشط الحقوقي، المهتم بقضايا شهداء وجرحى الثورة، شرف الدّين القلّيل، الذي أوضح أنّ "الثورة التونسيّة ممتازة، لكنها تتعرض لعمليّة تخريب مقصودة".
وأضاف القليل إلى "العرب اليوم"، أنّ ملف شهداء وجرحى الثورة، ظل ملفًا معلَّقًا، ولا نيّة رسميّة للحسم فيه، فلم يتم حتى الآن إصدار قائمة نهائيّة في جرحى الثورة وشهدائها، والقائمة المتوفرة في حوزتنا حاليًا، تضم أكثر من ألفي جريح، وأكثر من ثلاث مائة شهيد، وهي قائمة أعدها المجتمع المدني".
وأشار المحامي، إلى أنه "تم تمرير ملفات أخرى مغلوطة، على حد وصفه، مثل ملف العفو التشريعي العام، على حساب ملف ضحايا الثورة"، مؤكدًا أن "عائلات ضحايا الثورة خرجوا إلى الشارع اليوم في حركة تصعيديّة لتقديم قائمة الضحايا للرأي العام بعد ثلاث سنوات من الكذب الرسمي بخصوص هذا الملف". على حد تعبيره.
وأضاف أن "وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، سمير ديلو، سبق له وأن تحدّث عن منحرفين ماتوا أثناء الثورة، وهم بصدد القيام بعمليات سرقة، ما يدخل في إطار التشويه الرسمي لضحايا الثورة".
وأوضح القليل، أن "هناك أكثر من 30 حالة مستعصية بالنسبة لجرحى الثورة، وهناك رغبة في معرفة حقيقة الجناة الذين قتلوا الشهداء، من أجل هذا كانت تظاهرة "ضد النسيان"، وكانت الحركة التصعيدية في الشارع لمناسبة الذكرى الثالثة للثورة، للمطالبة بتسوية هذا الملف، واسترجاع حق لشهداء والجرحى".
وفي ساحة الشهداء، غابت أصوات عائلات شهداء وجرحى الثورة، وسط أصوات كثيرة تجمّعت لترفع شعاراتها ولافتاتها ومطالبه.
أما النقّابات الأمنيّة دعت أنصارها إلى الاحتجاج أمام مقرها في شارع الحبيب بورقيبة، حيث تم رفع شعارات تنادي بضرورة إنصاف شهداء وجرحى القوّات الأمنية، منذ الثورة وصولًا إلى الأحداث الإرهابيّة المختلفة، التي عاشتها مختلف محافظات تونس خلال العام 2013.
وانتظمت حلقات نقاش بين عدد من الأشخاص من مختلف الاتجاهات الفكرية في مكان قريب من تجمّع أنصار النقّابات الأمنيّة، وشارك فيها أيضًا مواطنون لا يعرفون من طعم السياسة سوى حب تونس.
وفي تلك الحلقات التي تسللت إليها "العرب اليوم" للاستماع لفحوى النقاشات، تبادل المتجمعون أسئلة بشأن فصل الدين عن الدولة، ومفهوم المدنيّة، ومفهوم دولة الخلافة، وكانت الأسئلة الأكثر طرحًا للنقاش تلك المتعلقة بالمسائل الاقتصاديّة والتنمويّة من بطالة وتشغيل وارتفاع في القدرة الشرائية وارتفاع في الأسعار.
ونصبت حركة "النهضة" في شارع الحبيب بورقيبة منصّة رسميّة أمام المسرح البلدي لإلقاء خطابات، ورفع شعارات، غاب عنها الأنصار، إذ لاحظت "العرب اليوم" نقصًا في عدد المتابعين للمهرجان الخطابي لحركة النهضة، كما رفع أنصار الحركة "أصابع رابعة"، ونادوا بإسقاط حكم العسكر، وبتحرير محمد مرسي.
وعند منتصف النهار، حلّ ركب أنصار تَحالفَيْ الجبهة "الشعبيّة" و"الاتحاد من أجل تونس"، في استعراض سياسي، بدا ناجحًا على مستوى حشد الأنصار، إذ سرعان ما اكتظّ المسار المخصص لأنصار جبهة "الإنقاذ" المقابل للمسار المخصص لأنصار أحزاب السلطة.
وعند نقطة تلاقي غير بعيد عن مقر وزارة الداخلية، بدأت معركة الأصابع بين الطرفين، "أصابع رابعة" تعلو من جهة أنصار السلطة، وشارة النصر، تعلو جهة أنصار "الإنقاذ".
وبدا المشهد الحزبي للحزب الجمهوري معزولًا وحيدًا، ومرّ بسرعة من الشارع، دون ضجّة، وذلك بعد إعلانه الانسحاب من تحالف "الاتحاد من اجل تونس" مباشرة، بعد إعلان المهدي جمعة مرشحًا توافقيًّا لمنصب رئيس الوزراء.
وعزلة الاستعراض في الشارع، أعقبها لفت انتباه في المقر المركزي للحزب المشرف على شارع بورقيبة، إذ شدّ انتباه الجماهير لافتة كبرى، تمّ تعليقها على واجهة الحزب، وتمّ فيها تسويق المطالب الشعبيّة كافة المتعلقة بالقدرة الشرائية والتنمية، والعلاقة بين السلطة والشعب، وغيرها من المسائل، بطريقة رسوم الجرافيتي.
واستعراضات الأحزاب في احتفالات الذكرى الثالثة للثورة، بدت مختلفة، فبقدر ما ظهر الارتباك على حركة "النهضة"، التي تستعد لمغادرة الحكم، بقدر ما أثبت الحزب "الجمهوري" عزلته، وهو الذي فضل الترجّل وحيدًا وسط تلك الاحتفالات، وفي المقابل أثبت تحالف جبهة "الإنقاذ" أنه قادر على حشد الشارع متى أراد.
وفي السياق ذاته، انتعشت تجارة الحلويات والبالونات للصغار، وتجارة حاملات المفاتيح بالشاشيّة التونسيّة، وبيع الراية وسط الحشود, وعلى جنبات الشارع وفي المنعطفات القريبة من شارع الحبيب بورقيبة، انتشرت الزبالة بشكل سيئ، إثر دخول عُمّال النظافة في إضراب عام من أجل مطالب الزيادة في المنح.
هكذا كان المشهد في شارع الحبيب بورقيبة، وبالتوازي كان مشهدا آخر مختلفًا قبالة مبنى المجلس الوطني التأسيسي، حيث تجمّع خلاله ناشطون وقضاة في حركة احتجاجية، تطالب بإطلاق سراح السلطة القضائية في الدستور، وذلك تفاعلًا مع ما تمّ مساء الإثنين من جدل تحت قبّة البرلمان بشأن استقلالية القضاء، علمًا بأن نقابة القضاة، أعلنت دخولها في إضراب مفتوح بدايةً من الأربعاء احتجاجًا على تقييد استقلالية القضاء في الدستور الجديد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقوق الشُّهداء والعدالة الاجتماعية تُسيطر على احتفالات التُّونسيين في الذِّكرى الثَّالثة للثورة حقوق الشُّهداء والعدالة الاجتماعية تُسيطر على احتفالات التُّونسيين في الذِّكرى الثَّالثة للثورة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 01:12 2014 الجمعة ,01 آب / أغسطس

نجاح مسلسل "دلع بنات" فاق توقعاتي

GMT 20:04 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

لعبة PubG Mobile تحصل على تحديث جديد

GMT 08:06 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ديور" تطرح مجموعتها الجديدة من حقائب الربيع

GMT 01:52 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل ريال عماني الأحد

GMT 11:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

خطوات بسيطة لتحضير مطبق الباذنجان باللحم المفروم

GMT 02:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

بياض جبال "الأوراس" يعتبر الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 04:47 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روسي تظهر كنجم غلاف لعبة القتال المتنوع "إي اي سبورتس"

GMT 17:51 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تطلق 6 صواريخ على مواقع عسكرية سورية جنوب دمشق

GMT 09:29 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" ترسل مركبة غير مأهولة إلى كوكب المريخ في عام 2020
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq