القاهرة ـ أكرم علي
أعلنت غالبيّة القوى السّياسيّة المدنيّة رفضها المشاركة في الذّكرى الثّالثة لتنحّي الرّئيس الأسبق حسني مبارك عن منصبه في 11 شباط/فبراير 2011، تجنّبا لأعمال العنف الدائرة في البلاد، وتفويت الفرصة على جماعة الإخوان المسلمين لاستغلال الظروف الرّاهنة في دفع البلاد نحو العنف وإثارة الرّأي العام العالميّ، فيما أرجع البعض العزوف عن المشاركة
بسبب أنّ غالبيّة النّشطاء في السّجون، وطالب البعض الآخر بالتفرّغ للمعركة الانتخابيّة الرّئاسيّة والبرلمانيّة من أجل إنهاء المرحلة الانتقاليّة.
ودعا تكتّل القوى الثوريّة الذي يضمّ عددا من الحركات الشبابية والأحزاب في بيان له إلى رفض النزول في الذكرى الثالثة لتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، قائلا "نظرا للمواجهات المتتالية بين الدولة والجماعات الإرهابية، من بينها الإخوان المسلمين، فإن التكتّل يدعو الشعب لعدم المشاركة في أيّ فعاليات في ذكرى التنحي خشية وقوع أي مصادمات أو اشتباكات بين الشعب وأنصار المعزول والجماعة الإرهابية لإفساد الذكرى الثالثة، مشيرا إلى أن أبواق الجماعة ستدّعي أن عدم المشاركة تأكيد على عودة النظام البائد لاستعطاف الشعب، وتصوير أنفسهم على أنهم أصحاب الثورة".
وأوضح التكتل أن الإخوان وضعت مخططا لإفساد الاحتفاليات وذكرى أحداث الثورة، وتسعى إلى حرق الميادين فى ذكرى تنحّي مبارك، وهو السيناريو الذي فشلت الجماعة في تحقيقه في ذكرى 25 و28 كانون الثاني/يناير الماضي، وأضاف أن المكتب السياسي للتكتل رأى أنّ عدم المشاركة ولو بالاحتفال قد يسبّب خطراً وذريعة للإخوان لإفساد فرحة الشعب بثورته.
ودعا تحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، الاثنين، أنصاره إلى التظاهر والاحتشاد، الثلاثاء، في قلب القاهرة والنقاط الرمزية للثورة في المحافظات، لإحياء ذكرى تنحّي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وطالب في بيان صادر عنه، أنصاره بـ"صنع يوم ثوري مشهود، بمقاومة سلمية مبدعة في ذكرى إسقاط مبارك" حسب قوله.
ورغم مرور ثلاثة أعوام على تنحّي مبارك ولاتزال مصر في مرحلة انتقالية بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا للبلاد في حزيران/يونيو الماضي، إلا أن الشعب رفض حكمه غير الديمقراطي وطالب بعزله بعد أن انحرفت ثورة 25 يناير عن طريقها.
وأكدت مصادر أمنية لـ"العرب اليوم" أن قوات الأمن انتهت من وضع خطة شاملة لتأمين إحياء ذكرى التنحّي، خصوصا تظاهرات الإخوان في الميادين الرئيسيّة.
وأوضحت المصادر أن قوات الشرطة ستنشر تشكيلات أمنية في أماكن عدة ورفع درجة الاستعداد والطوارئ في المناطق القريبة من المنشآت المهمّة تحسبا لهجوم الإخوان عليها.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أنه من المتوقع إغلاق ميدان التحرير في ذكرى التنحي، تحسبا لعدم قدوم الإخوان إلى الميدان مجددا.
وتنحّى الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم في 11 شباط/فبراير 2011، بعد مطالبات شعبية بتنحيه عن السلطة، واستجاب مبارك بعد تظاهرات استمرت 18 يوما وكلّف المجلس الأعلى للقوات المسلّحة بقيادة البلاد لحين تسليمها لسلطة مدنية منتخبة.
أرسل تعليقك