طهران ـ رياض أحمد
أكد الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني على "نهج الاعتدال والوسطية والعمل على الاسس الاخلاقية"، متسائلا "هل يليق بنا ان يرفع في كل بقعة من العالم الاسلامي شعار التطرف، وهل نسينا ان المحتل الاسرائيلي في القدس هو الرابح الاكبر من ذلك؟" وقال خلال جلسة افتتاح المؤتمر التاسع لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون
الاسلامي صباح اليوم الثلاثاء في قصر المؤتمرات في طهران، ان "الارهاب مصيبة مستشرية وعابرة للحدود، وان العنف الذي يحصل تحت شعار محاربة الارهاب هو ممارسة مستنكرة".
وكان رئيس الدورة الثانية للمؤتمر رئيس المجلس الوطني السوداني الدكتور الفاتح عز الدين افتتح الجلسة بكلمة شدد فيها على دعم الشعب الفلسطيني، والعمل من اجل ما يواجهه الشعب السوري من تحديات.
ثم تولى رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني رئاسة الدورة التاسعة للمؤتمر والقى كلمة قال فيها: "نسمع احداثا ذات طابع متطرف ومتخشب، يثير الفرقة ويستخدم أداة للتكفير، بدلا من ان ندافع عن فلسطين المظلومة، سمعنا ايضا ان القوى الاستكبارية تريد ان تحارب الارهاب انها تريد محاربة الارهاب ، وبعد مرور اكثر من عقد لماذا نرى تنامي هذه الظاهرة؟ السبب هو ان هذه القوى الكبرى تريد ان تواجه ظاهرة الارهاب من منطلق تكتيكي وتسخرها من اجل تمرير بعض اهدافها. ان الارهاب والاستكبار يشكلان حدين لمقص واحد"، مشددا على "ان السبيل لتحرير فلسطين هو المقاومة حصرا".
اما رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد الراضي، فأكد ان "الحل في سوريا لا يمكن ان يكون حلا عسكريا وانما بحوار صادق وشجاع وأمين". وحيا "التطور الايجابي في شأن المفاوضات حول الملف النووي الايراني"، داعيا الى مواصلة الحوار بين ايران والدول الخمسة زائد واحد.
والقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كلمة حدد فيها رؤيته للحل في الشرق الاوسط فقال: ان سلوك طريق التفاوض الذي اسست له ايران اكد انه الخيار الصحيح الذي يفتح ابواب الحلول السياسية للمشكلات، وهو الامر الذي يعكس نفسه ايجابيا على المسألة السورية التي انفتحت امامها ابواب جنيف -2 واقفلت بالأمس، وان استبعدت ايران اعلاميا منها فإن المفاوضات الحقيقية هي تلك الجارية بعيدا عن الأعين في امكنة ليست بعيدة عن المواقع المتلفزة.
وأضاف: لقد كنا اول من دعا منذ اندلاع المسألة السورية الى اعتماد طريق الحل السياسي، ونحن اليوم وقد رسمت مفاوضات خمسة + 1 الايرانية معالم الحل للملف النووي الايراني، نرى كسبا للوقت وحقنا للدماء ان مفاوضات خمسة زائد اثنين اي اجتماع روسيا والولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية وتركيا زائد اثنان الصين والاتحاد الاوروبي وطبعا الاطراف السورية قادر على صياغة الحل وانتاج حل ينبع من ارادة شعبها.
ان اهم ثلاث مسائل تنتظر اجتماعنا وقراراتنا اضافة الى ما ذكرت:
1 – المسألة الفلسطينية
2 – جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية
3 – الارهاب
وتابع: سأبدأ من الارهاب، ان الارهاب في اساسه رسمي ويشكل ارهاب الدولة الذي مارسته وتمارسه اسرائيل منطلقا لتحدي كل القرارات والمواثيق والاعراف الدولية، سواء في الاصرار على الاحتلال المباشر للاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية.
ان هذا الارهاب الرسمي التكفيري الذي لم يتم وضع حد له على المستوى الدولي، ولم يحاكم او يحرم واستعمل الفيتو في كثير من الحالات كي لا تنجح الأمم المتحدة في ادانته هو هو شجع اليوم على بروز الارهاب الاخر التكفيري الديني والمذهبي المقتبس، بل انه نسخة طبق الاصل عنه.
لقد اجتاح هذا الارهاب الجديد الحياة المدنية في اقطارنا، واغتال وارتكب حفلات الاعدام الجماعية، وفخخ وفجر دور العبادة واماكن الافراح ودورة الحياة اليومية في العراق وسورية واليمن ومصر ولبنان وصولا الى المغرب العربي.
ان اغلب هذا الارهاب هو رسمي بامتياز وله رعاية دولية واسرائيلية اننا في هذا المجال ندعو مؤتمرنا الى:
1 – ادانة كل اشكال الارهاب الاسرائيلي.
2 – ادانة مصادر تمويل وتسليح المجموعات الارهابية.
3 – العمل لاقرار عقد اسلامي لمنع الاستثمار على الاسلام والتشريع وتغطية الارتكابات الجرمية، والتزام تبني قرار الامم المتحدة الذي رعته منظمة المؤتمر الاسلامي بشأن مكافحة التعصب والتنميط السلبي والوصمة والتمييز والتحريض على العنف وارتكابه ضد الاشخاص على اساس الدين والمعتقد.
4 – الترحيب بالامر الملكي السعودي بتحريم الانتماء الى تيارات متطرفة ومعاقبته.
ان على مؤتمرنا ان يعيد التأكيد على قراراته السابقة في ما خص دعم الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي الطليعة حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، سيما اننا ازاء خطة جديدة الان تقوم على توطين الفلسطينيين في ظل الاردن كوطن بديل.
يبقى اخيرا ان اؤكد ان استقرار الموقف في الشرق الاوسط وتطوير الحياة السياسية وتعزيز العمل المشترك بين دولنا وشعوبنا سيبقى متوقفا على مسألتين جوهريتين:
الاولى: استعادة سورية لعافيتها وخروجها من دوامة العنف.
الثانية: تحقيق اماني الشعب الفلسطيني واستعادة القضية الفلسطينية لموقعها كقضية مركزية لامتنا الاسلامية، واستعادتها مكانتها على اعلى جدول اعمال منظمة التعاون الاسلامي ودولها، وعلى اعلى جدول اعمال جامعة الدول العربية واعضائها بدلا من ان نتهم بعضنا البعض كمسلمين و نتوزع احزابا و شيعا ومذاهب. كلنا مسلمون صدقوني والحمد لله وكفى تكفيرا و بهتانا.
أرسل تعليقك