القاهرة ـ أكرم علي
سَلَّم وزير الخارجية المصري نبيل فهمي رسالة خطية من الرئيس الموقت عدلي منصور لنظيره التنزاني جاكايا كيكويتي، تتعلق برؤية مصر لتعزيز وتطوير علاقاتها الثنائية مع تنزانيا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، فضلاً عن مجمل الأوضاع الإقليمية في القارة الأفريقية بصفة عامة، بما في ذلك العلاقة
مع الاتحاد الأفريقي، وموضوع مياه النيل بصفة خاصة.
وجاء ذلك في ختام زيارة نبيل فهمي لتنزانيا، مساء السبت، وذلك في إطار جولته الأفريقية الخامسة والتي تشمل تنزانيا والكونغو.
وبحسب بيان صحافي، صباح اليوم الأحد، نقل فهمي للرئيس كيكويتي الرؤية المصرية تجاه موضوع مياه النيل، والقائمة علي حتمية التعاون بين دول حوض النيل كأساس لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية الهائلة وغير المستغلة في الحوض، وضرورة تبني منهج الحوار والتفهم لحاجات الغير كأساس لتحقيق المنافع المشتركة لجميع دول الحوض، وعدم الإضرار بمصلحة أي طرف.
وشدد الوزير فهمي على أن نهر النيل يتعين أن يظل مثلما كان مصدرًا للتعاون والرفاهية لشعوب دول حوض النيل، والأهمية البالغة لمياه النيل بالنسبة إلى مصر باعتبار أنها تعتمد عليه للحصول على أكثر من ٩٥ % من حاجاتها السنوية من المياه، مما يجعل نهر النيل شريان الحياة الوحيد لمصر بخلاف باقي دول الحوض.
وأكّد فهمي أن هناك حاجات متزايدة لمصر من المياه مثلما هناك حاجات متزايدة لباقي دول حوض النيل من الكهرباء والتنمية، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون المشترك من دون الإضرار بمصالح مصر.
وأوضح الرئيس التنزاني خلال اللقاء تفهم بلاده الكامل لأهمية مياه النيل الحيوية بالنسبة إلى مصر، وأن المبادئ المتعارف عليها تفرض علي دول المنابع الإخطار المسبق والتشاور مع دول المصب قبل إنشاء أية مشروعات من شأنها التأثير على تدفق المياه إليها، مؤكدًا أن بلاده ستبذل قصارى جهدها ليظل النيل مصدرًا للتعاون بين دوله، وعدم الإضرار بمصالح مصر.
وتناول الوزير فهمي أيضًا خلال اللقاء العلاقة مع الاتحاد الأفريقي، وأهمية الإسراع بتصحيح قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي وعودة مصر إلى مكانها ودورها الطبيعي داخل الاتحاد الأفريقي، باعتبارها أحد الآباء المؤسسين له، وأخذًا في الاعتبار ما تم إنجازه في تنفيذ خريطة الطريق بعد إقرار الدستور.
وعقّب الرئيس التنزاني بضرورة أن تعود مصر بسرعة للعائلة الأفريقية التي كان لها دور رئيسي في بنائها، مؤكدًا أن إجراء الانتخابات الرئاسية سيمثل خطوة حاسمة في هذا المسار.
وقدّم الرئيس كيكويتي الشكر علي الدعم المصري المتواصل لبلاده خاصة في قطاعات مياه الشرب والصحة، وأشاد بزيارة وفد القطاع الخاص المصري للتعرف علي فرص الاستثمار في بلاده وتعزيز العلاقات التجارية، وحرص الرئيس على اصطحاب الوزير فهمي إلى مدخل القصر الرئاسي بعد مقابلة استمرت لأكثر من ساعة، تقديرًا منه لمكانة مصر الأفريقية، وعلاقة الصداقة التي تربط بلاده بها.
أرسل تعليقك