بيروت ـ جورج شاهين
جدّد الطيران الحربيّ السوريّ، الجمعة، غاراته على تلال بلدة عرسال اللبنانيّة، الممتدة على السلسلة الشرقيّة الحدوديّة بين البلدين، فيما صادر الجيش اللبنانيّ شاحنة مُحمّلة بالأسحة تابعة لـ"حزب الله" على طريق اللبوة ـ عرسال.
وقد سقطت أربعة صواريخ على بلدات العين، والنبي عثمان واللبوة، في منطقة البقاع الشماليّ، الجمعة، مصدرها الجهة
السوريّة من سلسلة الجبال الشرقيّة عند مرتفعات عرسال، وتزامن القصف مع تحليق للطيران الحربيّ السوريّ فوق المنطقة، من دون أن يغير على الأراضي اللبنانيّة.
وأكّدت التقارير الأمنيّة الواردة بعد ظهر الجمعة من منطقة البقاع الشماليّ، أن هذه الصواريخ من نوع "غراد 107 ملم"، وجاء إطلاقها على مناطق نفوذ "حزب الله"، على خلفية المعارك الدائرة بعنف على الجانب السوريّ من الحدود، ولا سيما في البلدات والتلال المحيطة ببلدة يبرود، التي تسعى الحكومة السوريّة و"حزب الله" إلى تطويقها ومحاصرتها، وإغلاق الطرق إليها من الأراضي اللبنانيّة وبالعكس.
وكشفت مصادر أمنيّة، أن بلدة اللبوة، الواقعة في البقاع الشماليّ، شهدت اشتباكًا بين موكب رئيس فرع مخابرات البقاع في الجيش اللبنانيّ، ومجموعة مُسلّحة تنتمي إلى المقاومة في "حزب الله" ومعهم بعض الأهالي من البلدة، على خلفية توقيف المخابرات لاحد الاشخاص المتهمين بارتكابات خطيرة، وصدرت بحقه مجموعة مذكرات توقيف وملاحقة قضائيّة بتهم مختلفة، ومنها إطلاق النار على عناصر الجيش، وتهريب المُخدّرات، وقد انتسب إلى صفوف المقاومة لتغطية مُخالفاته.
وأفادت المصادر، أن الاشتباك رافقة تبادل لإطلاق النار بين عناصر الموكب المخابراتيّ والمُسلّحين، الذين لاذوا بالفرار، ولم يُبلّغ عن حصول أية إصابات في صفوف العسكريين اللبنانيين أو المُسلّحين.
ونتيجة الاتصالات التي رافقت الاعتداء على الجيش، أُفيد أن التباسًا وقع بين مُسلّحي "حزب الله" والموكب، وأنهم لم يكونوا على علم بهوية صاحب الموكب وموقعه العسكريّ، وسجّلوا اعتذارهم، بعدما ردّوا السبب إلى حالة التوتر والاستنفار التي يعيشها شباب الحزب في المنطقة، مما يعني أنهم استغنوا عن المطالبة بالإفراج عن الموقوف لدى الجيش.
وأفادت مراجع أمنيّة، لـ"العرب اليوم"، أن وحدات الجيش اللبنانيّ أوقفت شاحنة مُحمّلة بالأسحة على طريق اللبوة – عرسال، تبين أنها لمجموعة من "حزب الله"، وصادر حمولتها، ونقلت الشاحنة إلى أحد المراكز العسكريّة التابعة للجيش.
يُشار إلى أنه لم يسبق للجيش أن صادر أسلحة لـ"حزب الله"، وهو الأمر الذي أدّى إلى ازدياد نسبة التوتر بين الجيش و"حزب الله" في المنطقة.
أرسل تعليقك