دمشق/حمص/حلب - جورج الشامي/عادل نقشبندي/هوزان عبدالسلام
أكَّد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، محافظة إدلب، مساء الجمعة، أن "رتلًا مُؤلَّفًا من عشرات الآليات، بينها دبابات وعربات مُحمَّلة عليها رشاشات ثقيلة ومتوسطة، ويضم أكثر من 200 مقاتل من "كتائب إسلامية" و"كتائب سورية مقاتلة"، شوهد متوجهًا إلى مدينة سراقب، التي يتواجد فيها مئات المقاتلين من "الدولة الإسلامية
في العراق والشام"، وذلك بعد فشل الوساطة من قِبل لواء مقاتل من مدينة سراقب؛ لتأمين خروج عناصر "الدولة الإسلامية" من المدينة، وسمع قبل قليل دوي انفجار شديد في محيط المدينة، تبين أنه ناجم عن سيارة مُفخَّخة استهدفت "الكتائب المقاتلة"، ووردت معلومات عن خسائر بشرية بالتزامن مع حالات نزوح في صفوف المدنيين تشهدها المدينة".
وأضاف المرصد، في محافظة الرقة، أن "الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ومقاتلي لواء مقاتل مبايع لجبهة "النصرة"، في حيي؛ الفردوس والجميلي، ومحيط حي المشلب، في مدينة الرقة التي أعدمت "الدولة الإسلامية" فيها الجمعة 4 أسرى من "الكتائب المقاتلة"، بالتزامن مع استمرار القصف العنيف من قِبل "الدولة الإسلامية" على مدينة تل أبيض التي يشهد محيطها اشتباكات بين "الدولة الإسلامية" وحركة إسلامية مقاتلة".
وفي مدينة حمص القديمة، قُتل 62 مقاتلًا، ينتمون إلى كتيبة "شهداء البياضة"، الخميس، أثناء محاولتهم توفير الطحين، وفك الحصار، الذي فرضته الحكومة السورية على المدينة، منذ أكثر من 18 شهرًا، بينما اندلعت اشتباكاتٌ عنيفة، صباح الجمعة، بين الجيش السوريّ "الحر" وقوات الحكومة، على أطراف مدينة داريا، في ريف دمشق الغربي، إثر محاولة الأخيرة اقتحام المدينة من الجهتين الجنوبية والشرقية.
ونشر ناشطون وثائق تثبت تورط "داعش" مع إيران وروسيا، في الوقت الذي أعلن فيه أبرز شرعيو "داعش" في ريف حماة انشقاقهم عن التنظيم.
وزادت المواجهات المندلعة في الشمال السوري، ومحافظة الرقة، بين "داعش" والجيش "الحر"، من معاناة المواطن السوري البسيط، وسط موجة نزوح واسعة تتعرض لها مناطق عدة، وغياب للمياه والكهرباء، ومتطلبات الحياة اليومية.
وتعرّضت داريا إلى قصفٍ عنيف من طرف قوات الحكومة، باستخدام قذائف المدفعية الثقيلة، والدبابات، والرشاشات المضادة للطيران، ما أودى بحياة شخص على الأقل وجرح اثنين آخرين.
يشار إلى أنّ قوات الحكومة تفرض حصارًا كاملًا على المدينة، منذ أكثر من عام، شهدت خلالها معارك عنيفة، وقصفًا مكثفًا، ممّا تسبب في نزوح القسم الأكبر من المدنيين، وتدمير معظم الأبنية السكنية فيها.
وفي اللاذقية، استهدف مقاتلون، تابعون لـ"الجبهة الإسلامية" المعارضة، تجمعاتٍ تابعة لجيش الحكومة، وميليشيا "الشبيحة"، في قريتي؛ الشلفاطية والشير، في ريف اللاذقية، بصواريخ "غراد"، كما تمّ استهداف مناطق تجمع عسكرية عدة، تابعة للجيش الحكومي في المنطقة، لاسيما مرصد إنباتة، حيث أكّد ناشطون مدنيون أنَّ "صواريخًا سقطت عليه، مصدرها مناطق تابعة لسيطرة المعارضة"، بينما تستمر المواجهات على جبهات عدة في المنطقة، بشكل متقطع، حيث تحاول الكتائب المعارضة التقدم، بعد أن أعلنت عن معركةٍ جديدة باسم "معركة الساحل يثأر لحلب 3".
وتشهد مدينة تل أبيض، على الحدود السورية التركية، تصاعدًا في الاشتباكات، بين فصائل من المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، قرب المعبر الحدودي مع الأراضي التركية، وسقطت قذيفتان على منطقة السكة، في مدينة أقجة قلعة، في تركيا، نتيجة القصف الذي استهدف فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" أطراف تل أبيض.
وسيطرت قواتٌ من كتائب "الفاروق" و"أحفاد الرسول"، التابعة للجيش السوري "الحر" على أحياءٍ من تل أبيض، كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما شَهِدت المِنطقة المحيطة بسدّ "تشرين"، الخاضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، اشتباكاتٍ عنيفة، وتبادلٍ في رمي القذائف، في ما استمرت في الرقة المواجهات بين فصائلَ مُعارِضة وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في المدينة وريفها، وذلك بعد أن استقدم التنظيم تعزيزات عسكرية، بينها 4 دبابات، ومدفعي 57، في محاولة منه للسيطرة على المدينة بالكامل.
وتقدَّمت قوات "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام"، مساء الخميس، في الرقة، حيث سيطرتا على مبنى المياه، الذي كان تابعًا لتنظيم "الدولة الإسلامية".
ومن جانبه، طلب قائد لواء "ثُوَّار الرقة" المعارض، والذي بايع "جبهة النصرة" سابقًا، في بيان له، من سكان الرقة "تشكيل حواجز، وإلقاء القبض على كل شخص ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية"، لافتًا إلى أنَّ "التنظيم استباح الأرزاق والأنفس من قتل واعتقال وتعذيب".
وتشهد الرقة حركة نزوح كبيرة، حيث غادرها حتى الآن قرابة 80% من سكانها، نحو مناطق أقل خطورة، مع العلم أنَّ الكهرباء مقطوعة منذ أيام في المدينة، إضافةً إلى معاناة السكان في ضوء شح المواد الغذائية، لاسيما الخبز.
وفي محافظة حمص، قتل 62 مقاتلًا، ينتمون إلى كتيبة "شهداء البياضة"، الخميس، على تخوم مدينة حمص القديمة، أثناء محاولتهم فك الحصار، الذي فرضته الحكومة السورية على المدينة، منذ أكثر من 18 شهرًا، في الوقت الذي تعرض فيه حي كرم الشامي، وحي الإنشاءات، للقصف الممنهج من طرف قوات الحكومة.
ووجّه الثوار أصابع اللوم إلى كتائب الجيش "الحر"، التي خذلت أهل المدينة، معتبرين أنَّ "حمص المحاصرة، بمقاتليها وإعلامييها ومدنييها، دفعت فاتورة تخاذل وتقصير الكتائب والألوية، الذين ركنوا إلى الدنيا، وانشغل كثير منهم في جمع المال وشراء السيارات، على حساب مآسي إخوانهم المحاصرين".
وتعد كتيبة "شهداء البياضة"، التي قتل وأصيب معظم مقاتليها، الكتيبة الأولى التي تشكلت في الثورة السورية، ويطلق عليها السوريون اسم "كتيبة الساروت"، نسبة إلى حارس مرمى المنتخب السوري، عبدالباسط الساروت، الذي كان من مؤسسيها، ونعى على صفحته الرسمية مقتل شقيقيه، أحمد وعبدالله، اللذين شاركا في معركة فك الحصار، بعد أن ودّع شقيقين آخرين له، وهما؛ وليد، الذي قُتل في نهاية العام 2011، ومحمد، الذي قُتل في مطلع العام 2013، حسب ناشطين.
وأوضحت مصادر محلية، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "قسمًا من الثوار المحاصرين حاول التسلل، عبر فتح ثغرة، إلى المطاحن، التي يوجد داخلها مادة الطحين، بعدما نفد ما كان موجودًا منه لدى العائلات، وبعد نفاد جميع أنواع المؤن، التي كانت الطعام الوحيد لهم داخل الحصار".
وأشارت المصادر إلى أنَّه "عند وصولهم إلى المبنى، شعرت قوات الحكومة بوجودهم، ففجروا المبنى بمن فيه، ما أدى إلى مقتل 62 شابًا من عناصر الكتيبة".
وأكَّد الناشط بيبرس التلاوي، أنَّ "من بين الشهداء، أﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﺷﺎﻡ، وﻣﻬﻨﺪ ﺍﻟﺪﺭﻭﺑﻲ، وشقيقا الثائر، عبد الباسط ساروت، أما عبد الباسط فنجى من الاستهداف، وﻣﺤﻤﻮﺩ ﺭﺳﻼﻥ، وبشير ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ، وﺃﻳﻤﻦ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ، وﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎر، وﺑﻼﻝ ﺧﻀﺮﻭ، وﺃﻳﻤﻦ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ، وﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، وﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ".
وبشأن تفسيره لاستهداف الحكومة للمقاتلين من بعيد، دون الاشتباك معهم وجهًا لوجه، اعتبر الناشط التلاوي، أنَّ "قوات الحكومة، وشبيحتها، خافوا من الاشتباك مع الشبان القتلى، بعد أن أطبق الكمين عليهم، لخوفهم من أن يكونوا مرتدين أحزمة ناسفة، لذلك قاموا باغتيالهم بهذه الطريقة، التي تدل على خسة وجبن ودناءة هذه الحكومة".
وبيّن التلاوي، أنَّ "تلك العملية تأتي بعدما ناشد المحاصرون في حمص الجميع بأن يقدموا أيّ شيء لفك الحصار"، معتبرًا أنَّ "الجميع تخاذل عن نصرة حمص وأهلها المحاصرين".
وتتقدم قوات تنظيم "داعش" تجاه مدينتي؛ تادف والباب وبزاعة في ريف حلب، بينما شنّت طائرات النظام الحربية غارات جوية على مراكز الثوار وحواجزهم، في محيط مدينة الباب، تتعرض مدينة تل رفعت لقصف جوي من طائرات القوات الحكومية، بينما تقوم قوات "داعش" بدك المدينة بالمدفعية الثقيلة، مخلفة شهداء وجرحى.
وأعلن المسؤول الشرعي في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إبراهيم المصري انشقاقه عن التنظيم، وانضمامه إلى "جبهة النصرة في بلاد الشام".
وأوضح المصري، الذي يعد حالة الانشقاق الموثقة بالصوت والصورة الأولى، أنَّ "التنظيم يُكفّر الجيش الحر، وكل الفصائل الأخرى، ويتهم كل من يخالفه بالكفر والردة".
وأضاف إبراهيم المصري، الذي انضم إلى التنظيم في 17 حزيران/يونيو 2013، في "قاطع"، شرق حماة، في المقر العسكري في منطقة قصر بن وردان، أنَّ "أمير الدولة في بلدة كفرنبل في ريف إدلب لجأ إلى تجريده، و8 من زملائه، من أسلحتهم وعتادهم، إثر شكوى قدموها له عن تجاوزات التنظيم وأفراده، حتى وصل الأمر بتكفير المصري نفسه، من طرف مسؤول التفخيخ والعبوات الناسفة"، حسب ما جاء في التسجيل المصور الذي تمَّ بثّه عبر موقع الـ"يوتيوب".
وأشار المصري، إلى "استغلال التنظيم لمفهوم "الجهاد" لدى الجنود، وغرّر بهم، في حين أنه يخالف كل تعاليم الدين الحنيف، لاسيما أحكام الجهاد".
ونفى المصري، "كل الإشاعات التي يطلقها تنظيم "داعش" عن الجيش "الحر" وسلوكه"، مُؤكِّدًا أنَّ "أفراد الجيش الحر إخوتنا، في حين التنظيم يكفرهم، والجيش الحر أحسن إلينا وحمانا وحمى أعراضنا ونساءنا، على عكس ما أشاعه بعض أتباع التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي".
وفي سياق متصل، نشر ناشطون تسجيلًا مصورًا، أظهروا خلاله حيازتهم على جوازات سفر، تعود لعناصر "داعش" في ريف حلب الغربي، بعد السيطرة على مقراتهم ومنازلهم، وتظهر الصور حيازة عناصر "داعش" على جوازات سفر إيرانية، إضافة إلى دخول معظمهم إلى إيران وروسيا، أثناء اندلاع الثورة السورية، وقبل وصولهم إلى سورية عبر الأراضي التركية، فضلًا عن حيازة عناصر التنظيم شرائح اتصالات إيرانية وروسية.
ولليوم الرابع على التوالي، تتوقف الحياة في عدد من مدن ريف حلب، ومدينة الرقة وريفها، في ما حذّر ناشطون من مجاعة؛ بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية، والخبز، وغياب مادة الطحين، بالإضافة إلى حالة الحصار على كل الأحياء تقريبًا، في ضوء أزمة إنسانية، وجوع في غالبية بيوت المدينة.
ويحاول تنظيم "داعش" استغلال التركيبة العشائرية للمجتمع في المناطق الريفية، أو المناطق الشرقية من سورية، مثل مدينة الرقة، لاسيما بعد أن قدّمت عشائر الولاء والطاعة والبيعة للتنظيم.
وأشار ناشطون إلى أنَّ "التنظيم عمل على جذب أبناء العشائر ذات الثقل، وقبول انضمامهم"، مؤكدين أنَّ "التنظيم يشيع أنَّ الحرب ليست بين تنظيم طغى على الشعب، وبين شعب مطالب بالحرية والكرامة، وإنما بين عشائر منضمة للتنظيم، وأخرى معارضة له، وهو الأمر الذي يعرفه كل أبناء المناطق المحررة".
أرسل تعليقك