جنيف ـ رياض أحمد
أخفق لقاء جنيف الثلاثي الذي عقد الثلاثاء بين الممثل الأممي الاخضر الابرهيمي وممثلين للولايات المتحدة وروسيا، في الاتفاق على موعد لعقد مؤتمر السلام حول سوريا المعروف بجنيف2، مع الاعراب عن الامل في عقده قبل نهاية السنة الجارية. واجرى الابرهيمي محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف
وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
وتلا هذا الاجتماع بعد الظهر اجتماع موسع انضم اليه ممثلو الدول الثلاث الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الصين وفرنسا وبريطانيا. واعلنت الامم المتحدة انه تقرر ايضا دعوة ممثلين لأربع دول مجاورة لسوريا هي العراق والاردن ولبنان وتركيا وممثل للجامعة العربية وآخر للامم المتحدة.
واعرب الابرهيمي في مؤتمر صحافي عقده في جنيف عن "الامل" في التوصل الى عقد هذا المؤتمر "قبل نهاية السنة الجارية"، معتبرا ان "عملا مكثفا قد انجز" في هذا الاطار. واعلن ان اجتماعا ثلاثيا ثانيا بينه وبين الاميركيين والروس سيعقد في 25 تشرين الثاني الجاري. وقال ان "المعارضة السورية مدعوة للقدوم عبر وفد مقنع، وعلى مختلف مكونات المعارضة ان تتواصل بعضها مع البعض، وهذا واحد من الامور التي يتوجب عليهم اتخاذ قرار في شأنها"، في اشارة الى مشاركتهم او عدم مشاركتهم في المؤتمر واختيار الوفد الذي سيمثلهم.
وشدد الابراهيمي على ان "المؤتمر يجب ان يعقد من دون شروط مسبقة".
وسئل عن مشاركة ايران في المؤتمر، فأجاب: "ان المحادثات لم تنته بعد".
وكان مصدر روسي استبق اعلان الابرهيمي بابلاغه وكالة "ايتار- تاس" الروسية الرسمية ان مؤتمر جنيف 2 الذي كان مرتقبا اساسا في تشرين الثاني لن يعقد قبل كانون الاول .
وكشف مصدر دولي مطلع على المشاورات التي جرت في جنيف وقبله في عواصم المنطقة عن أن "الصعوبات" بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن طريقة التعامل مع الأزمة السورية والتفاصيل المتعلقة بما إذا كان الأسد سيكون جزءاً من العملية الإنتقالية وتمثيل المعارضة، حالت دون تحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف 2.
وظهرت "الصعوبات الموجودة أصلاً" بين الوفدين الأميركي والروسي "على رغم أنهما يتفهمان طلبات بعضهما البعض، ويستعجلان عقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن قبل نهاية السنة الجارية". غير أن "العقدة الأساس لا تزال الوفد الذي يمكن أن يمثل المعارضة" التي ستعقد اجتماعاً في 9 تشرين الثاني الجاري في اسطنبول، واجتماعاً موسعاً آخر في 23 منه في محاولة جديدة للتفاهم على "وفد يمثل غالبية المعارضة إذا لم يكن كلها".
وأوضح المصدر أن الابرهيمي اقترح أن يعقد اجتماع تحضيري جديد في 25 تشرين الثاني "تأمل روسيا في أن يكون الأخير في اطار التحضيرات" لعقد المؤتمر بمشاركة كل الأطراف المعنيين. ولم تتضح على الفور المواقف من اقتراح آخر قدمه الابرهيمي ليتفاوض السوريون على مشاكلهم وفق مبدأ "من الأسهل الى الأصعب"، الأمر الذي يعني أنه يريد ترك البحث في مصير الرئيس بشار الأسد الى نهاية المفاوضات.
ولفت المصدر الى أن الابرهيمي يعتقد أن "الأمور بدأت تتحلحل"، غير أنه "لا يزال يصحو كل يوم ويفكر في الإستقالة من مهمته" التي تنتهي بنهاية السنة الجارية. وأكد بوغدانوف أن الوفد الروسي سيلتقي اليوم عدداً من ممثلي المعارضة السورية. وقال انه ستكون هناك لقاءات منفردة مع كل من رفعت الأسد نائب الرئيس السوري سابقاً، ومنسق هيئة التنسيق السورية في الخارج هيثم مناع ، والقيادي في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير قدري جميل، ورئيس الاتحاد الوطني الديموقراطي الكردي صالح مسلم.
أرسل تعليقك